أشكال السرقات الأدبية.. مفاجآت صادمة

أشكال السرقات الأدبية.. مفاجآت صادمة
آخر تحديث:

  الكناني

الحكم الذي صدر بحق المصرية التي سرقت قصيدة لشاعر عراقي ونسبتها لنفسها واصبح حديث الاوساط الادبية العربية كونه شكل صفعة قاسية للسارقة ولكل السراق الاخرين الذين امتهنوا هذه المحاولات الدنيئة التي اعتقدوا انها ستصنع منهم اسماءا كبيرة ولامعة في سماء الادب والشعر من جانب. واكدت على ان القوانين والاجراءات لردع هذه السرقات وايقافها من قبل المؤسسات المعنية اصبحت ذات فاعلية وتاثير..

لكن السؤال: هل ان هذه السرقة هي الاكبر والابرز مما استوجب هذه العقوبة القاسية ؟. والحقيقة ان هناك سرقات كثيرة سجلت على مدى التاريخ لاسيما في الادب والشعر العربي. واكثرها في القرن العشرين والعقود اللاحقة. بفعل وسائل الاتصال والاعلام المتطورة ومن ثم الميديا في الالفية الثالثة. وفي نظرة على بعض السرقات الادبية على المستوى العالمي نرى العجب حيث نجد اسماء مهمة في الادب العالمي ارتكبت هذه الاخطاء دون خجل اوجرج وبعضهم حصل على جوائز عالمية باعمال مسروقة او مقتبسة. ولعل ماقام به الكاتب الايطالي الشهير ” امبرتو ايكو” من سطو على تراثنا الثقافي والادبي  المتمثل  بموروثنا الادبي والقصصي من كتاب (الف ليلة وليلة) وكتب التراث الاخرى.وبعض الاعمال المعاصرة.  اذ استوحى روايته “اسم الوردة” من رواية الكاتب والروائي عبد الرحمن منيف “الاشجارمرزوق” برأي بعض النقاد ومن بينهم خالد علي مصطفى حيث شابهتها في الثيمة الاساسية وهي الرسائل, اذا ما عرفنا ان رواية منيف صدرت قبل ايكو بعقد من السنين.

ولسنا هنا في موقف الخيال والتأمل والافتراض انما هو ارتكاز على ما اشارت له بعض الواجهات الثقافية الاوربية بشأن سطوه على التراث العربي والابداع العربي. وماروج عنه من اتهامات  في اوربا وسرقته لافكار غيره وتوظيفها في اعمال روائية وجوانب من اقتباسات عدة.

وليس بعيدا ففي عام 1981 اصدرت المكتبة العامة في في اسبانيا كتابا بعنوان “مجلد علوم استوراليس” يحتوي قصة بعنوان –رواية ايكو الاخيرة – وحسب مايقوله رئيس جامعة اوبيرو , خورخي اوردان ان القصة تتناول تجربة عالمية استعان بها الروائي الايطالي لكتابة روايته  مؤكدا ان المؤلفين نشروها مستقلة.

سرقات اخرى

ولم يقتصر الاقتباس والانتحال والسرقة على الروائي الايطالي “ايكو” المولود في تورينو في (5 – كانون الثاني 1932)  بل سبقه العديد من ادباء العالم المشهورين تحت مسوغات شتى . وجاء بعده اخرون وربما ستظهر اسماء اخرى في المستقبل القريب.. واذا ما عرجنا بشكل سريع على بعض الاقتباسات العالمية الشهيرة لوجدنا ان النقاد عدوا رواية “الدون الهادىء”  للروائي السوفييتي شولوخوف اكبر عملية انتحال في تاريخ الادب العالمي في القرن العشرين قام بها شولوخوف معتمدا على نص لكاتب قوقازي اسمه “ميودو كوريكوف” وحصل بها على جائزة نوبل للاداب . غير انهم اعطوه الحق لانه انقذ رائعة ادبية من الضياع كانت في طي النسيان وبهثها للاجيال اللاحقة . والامر كذلك ينطبق على رواية بوليسيةا للكاتب الايرلندي جيمس جويس ومدى تشابهها مع رواية “هومر الافريقي” لفالتر كمبوفكسي وهو الاخر قام بعملية انتحال منطمة من كتاب مات مؤلفه منذ  زمن طويل واصدر اهم كتاب  في عالم السيرة هو “من زمن عظيم” الذي منح لقب ادق الكتاب في عالم السيرة.

اما رواية “لينز” لجورج بوخز فقد عدت المثال الاستعراضي للانتحال بدلالة اشارات بوخز الى مصادره وعمله المأخوذ عن حياة الشاعر “يعقوب”  المتوفي قبل ولادة بوخز ب “20” سنة.وفي هذا السياق يمكن الاشارة الى التحقيقات التي قامت بها محكمة برشلونة الاسبانية بادعاءات السرقة والانتحال ومنها الدعوى التي رفعتها الكاتبة “كارمن فورموسو” على الكاتب الاسباني الحاصل على جائزة نوبل  للاداب ” كاميلو خوسي ثيلا” بتهمة السرقة الادبية في كتابه “صليب القديس اندريس” الذي حصل به على جائزة بلانيتا الاسبانية المهمة اذ احتوى على جملا عدة وكاملة من كتابها الموسوم “كارمن كارميلا كارمينا”. واكتشفت ايضا بعدما قرأت الرواية العام 1999 انها تشتمل على اوجه تماثل عديدة مع روايتها بما فيها كلمات واخطاء لغوية..هذه بعض العينات من كبريات السرقات الادبية في العالم. اما في واقعنا الادبي العراقي والوسط الثقافي العربي فقد وصلت الى  درجة  كبيرة اكتشفت منها نسبة صادمة قد نعود الى الاشارة اليها في تناول اخر.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *