إرم أحجارك وحطم نوافذهم ..نريد أن نستثمر بعراقهم ياعبيد !!!

إرم أحجارك وحطم نوافذهم ..نريد أن نستثمر بعراقهم ياعبيد !!!
آخر تحديث:

  بقلم:احمد الحاج

حقا ماقاله اليابانيون في حكمهم وأمثالهم ” من سرق ذهبا أودع سجنا ، ومن سرق شعبا بويع ملكا ” .قبل أيام تناقل ناشطون صورة تلخص المشهد العراقي برمته، الصورة عبارة عن ناشط يحمل على رأسه مكب نفايات مكتوب عليه ” هذا مصير الفاسدين “، ممتاز أو منتاز ناشطكم أفندي ، ولكن ماذا بعد أيها المتذاكي أمام عدسة الكاميرا ؟ !

إن المكب ومن بداخله من الفاسدين والمفسدين محمول على رؤوس الناخبين والناشطين والمواطنين والمتظاهرين كتاج ملكي وهذا هو واقع الحال ووووالصورة يافهيم !!

بعض المصورين والناشطين وللأسف يمتلكون من البلاهة مايفقدهم صوابهم كليا أزاء اللقطة التي يريدون إقتناصها كونها لا تتكرر ثانية فيلتقطون صورا تنسف الرسالة الإيجابية التي يراد إيصالها الى الجمهور ومن الجذور بما ينفع خصومهم و يضر أتباعهم !!

ولعل الصورة توضح لنا أيضا جانبا من أحاسيس ومشاعر بعض العراقيين تجاه مؤتمر الكويت ممن يتغنون فرحين به مستذكرين أغنية خالد الشيخ الشهيرة (ﻷنّك عظيم وقوي ،شديت بك راسي ياعبيد، يا عبيد أصلك وفي، للضيق متراسي، والله ما قول شمسك طفت لو شيّبوا راسي ..يا عبيد) ومادروا ان المؤتمر هو – بيع آخر ما تبقى من بلادهم بالتفصيخ – ولمن أراد أن يفهم غايات وأهداف إنعقاد مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي يحتاج الى 100مليار دولار لإعماره – مجموع المبالغ التي أختفت وأهدرت حيث لايعلم أحد الا الله تعالى في بلاد النهرين منذ عام 2003 تبلغ أكثر من 1000مليار دولار – بمشاركة اﻷمم المتحدة والمفوضية اﻷوربية والخارجية اﻷميركية والصليب اﻷحمر ومنظمة اليونسكو و 2300 شركة عالمية كبرى وأكثر من 70 دولة ، تحت شعار (استثمر في العراق ) وهو الجزء اﻷهم في ، أجندة المؤتمر فما عليه سوى أن يعيد مشاهدة فيلم ” الطفل ” انتاج عام 1921 وهو من إخراج تشارلي تشابلن وتأليفه أيضا وخلاصته أن الطفل المتشرد جون ، كان يقوم وبالإتفاق مع تشابلن بتحطيم نوافذ الجيران ورميها بالحجارة ليقوم اﻷخير بإصلاحها بعد دقائق بإعتباره – ماما حنينة – مختص بتصليح الزجاج وبكامل عدته مقابل ثمن ، لقد دمروا العراق تدميرا كاملا ومزقوا نسيجه المجتمعي وأبادوا شعبه وسرقوا آثاره ونهبوا نفطه وأثاروا فيه الطائفية والعرقية والعصبية والعشائرية والمناطقية المقيتة وذبحوا سلمه وتعايشه اﻷهلي من الوريد الى الوريد ويريدون اليوم إعماره ..ووووأين؟ في الكويت التي ما تزال تطالب العراق بتعويضات حرب الخليج الثانية ، فيما رفضت أميركا أس البلاء مقدما وبكل صلافة الإسهام بأية أموال لإعمار البلد الذي غزته عام 2003 بعد حصار دام 13 عاما أهلك الحرث والنسل – طبيعي جدا – كونه لم يطالبها حتى اﻵن بتعويضات بإعتبارها هي من لوثته وسرقته وحطمته وفتتته وقصفته وإحتلته بذرائع واهية لم تصمد أمام الحقيقة وبإعتراف كبار مجرمي تلكم الحرب الهمجية غير المتكافئة ، ولسان حاله يردد قول المتنبي :

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ, ..ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ

وبما أن ” مجد التاجر في كيسه و مجد العالم في كراريسه” كما تقول العرب، لذا توجب أن يضع الكتاب والاعلاميون والناشطون بصمتهم ويتساءلوا بوضوح ﻻلبس فيه ” هل سيتم تشغيل الايدي العاطلة والخبرات العراقية في المشاريع الاستثمارية المرتقبة – ان تم انجازها -للقضاء على البطالة وتحريك السوق أم ان الشركات الاجنبية ستأتي بالعمالة الاجنبية اﻵسيوية الرخيصة لتتولى المهمة بدلا منهم ؟ وهل ستتابع الجهات الرقابية عمل هذه الشركات على أفضل وجه أم أنها ستطبق قاعدة – آني هص وانت هص ونقسم بالنص – ؟ هل سيكون البناء والاعمار وفق التوقيتات الزمنية المحددة وبالمواصفات القياسية العالمية ، ام أنه كنصب الباذنجانة – هذا انت وهذاك آنه -؟ هل سيتم تأمين الحماية للشركات والعاملين فيها ، أم ان الميليشيات وبعض مسلحي العشائر وفي كل يوم ستختطف بعضهم مقابل فدية كبيرة كما حدث مع صيادي الصقور القطرية؟ هل سيتم مراقبة العاملين في هذه الشركات للحد من ارتكاب عمليات اغتصاب ، تجارة سلاح ، تجارة مخدرات ، معاقرة خمور ، مجاهرة بالمعاصي، زيادة نسبة التلوث البيئي – لو الحبل على الغارب – ؟ هل ستتدخل وتتداخل صلاحيات الحكومة المركزية مع نظيراتها المحلية في متابعة الشركات واعمالها ومراقبتها -لو يومية كابة العيطة وتبادل الاتهامات بين المركز ومجالس المحافظات – ؟ هل ستكون هناك شروط جزائية على الشركات اﻷجنبية تضمن عدم التأثير على المنتج الوطني والسوق المحلي وحركة الايدي العاملة العراقية – لو إتقدم واحنه وياك اثنين وفوت بيها وعالزلم خليها – ؟ هل إعادة الاعمار سيكون حسبة لوجه الله تعالى ،أم من باب تبادل المنافع – فيد واستفيد – أم أنه بقروض ربوية وفوائد بعيدة الامد تدفع لاحقا من خيرات العراق وغازه ونفطه وكبريته وفوسفاته تحت شعار – انطي الخبز الخبازته ، حتى لو تاكل نصفه – ؟ ” .

ياااااه ، ما أرخصك أيها العراق العظيم و العراقي الأشم بنظرهم ولعل ما تناقله ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي بمزيد من السخرية والاستهجان في لقطة مصورة تظهر مريضا مصابا بكسور على سدية قيل انها بمستشفى الديوانية وفي قدمه شدت – ثلاث طابوقات محطمة – كثقالات علاجية تلخص الصورة التي سينتهي اليها مشهد إعادة الاعمار المزعوم بعد مؤتمر الكويت المشؤوم بالنسبة للشركات الاحتكارية والتي لطالما سال لعابها للظفر ببعض – الحلقوم – على مائدة شعب فقير ، عاطل ، حائر ، مظلوم ، أطعم الزقوم ولما يفتح ملف سقوط الموصل الحدباء صيف 2014 الذي تسبب بكل هذا الخراب الهائل والدمار الشامل الذي يريدون إعماره كويتيا وأمميا ..بعد !! اودعناكم اغاتي

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *