إصرار على التمادي في العدوانية

إصرار على التمادي في العدوانية
آخر تحديث:

بقلم:مثنى الجادرجي

عندما يعاود النظام الايراني مجددا ومن خلال الحوثيين التابعين لها في اليمن، الى إستهداف مطار أبها في السعودية، فإنه بمثابة تأکيد مجدد على إصرار هذا النظام على التمادي في مواقفه العدوانية ضد أمن و إستقرار بلدان المنطقة وعدم إنصياعه لمنطق العقل والصواب، وهو مايمثل تحديه ليس للمنطقة وإنما للمجتمع الدولي في ظل الاوضاع المتوترة في المنطقة وهو أمر لايمکن التغاضي عنه لأنه يمثل تجاوز فاضح لأبسط مبادئ القانون الدولي، خصوصا وإن هذا التصرف الاخرق قد جاء بعد حادثة الاعتداء على ناقلتي النفط في بحر عمان.

طهران التي کما يبدو ومن خلال تماديها في مد أتباعها الحوثيين في اليمن بصواريخ ليقصفون بها مدن سعودية، تعتقد بأن تأزيم الاوضاع بإمکانه أن يجد مخرجا لها من أزمتها الحالية مع الولايات المتحدة کما تعودت وعملت دائما في هکذا ظروف وأوضاع، لکن الاوضاع والظروف الحالية تختلف تماما عن الاعوام السابقة، خصوصا وإن بلدان المنطقة والعالم شعرت وتشعر بالقلق والتوجس من إمتلاك إيران لصواريخ باليستية تهدد بها أمن وإستقرار المنطقة والذي کان لابد لها أن لاتقوم بتطويرها بموجب الاتفاق النووي الذي عقدته في اواسط عام 2015، غير إن إصرار طهران على قصف مدن سعودية بالصواريخ من خلال أتباعها من الحوثيين، يشکل وضعا غريبا غير قابل للفهم من جانب المجتمع الدولي، وهو أمر قد لايقف المجتمع الدولي ازاءه کمتفرج خصوصا وإن العالم قد سأم من نهج النظام المتطرف هذا.

هذا التصرف الاخرق الذي رفضته العديد من بلدان العالم بل وحتى إن المقاومة الايرانية من جانبها قد رفضت هذا التصرف وإعتبرته عدوانيا ولايجب السکوت عليه، والمثير للسخرية إن هذا النظام ومع تصرفاته العدوانية هذه يبادر الى إتخاذ خطوات تصعيدية رغم إن البلدان الاوربية وروسيا والصين قد نصحوه بأن لايقوم بهکذا تصرفات، وهو کما يبدو يتصور بأنه سيحقق هدفا ويدفع الامريکيين للتخفيف من ضغوطاتهم ولکن ذلك الامر مستبعد وفق کل التوقعات.

النظام الايراني ومن خلال تدخلاته في المنطقة وقيامه بتهديد أمن وإستقرار البلدان المختلفة فيها عبر أذرعه فيها، يمکن وصف ما يقوم به بمغامرة ومجازفة تٶدي به الى الهاوية خصوصا وإنه کما يبدو عليه لم يفهم لحد الان مدى جدية الادارة الامريکية في المطالب ال12 التي وضعوها أمامهم والتي لامناص من الاذعان لها وتنفيذها، وإن الاصرار على التمادي في العدوانية ليس لايحل أية مشکلة لهذا النظام بل وحتى إنه من شأنه التعجيل بمصيره.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *