إكذوبة قول غاندي ” تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر”

إكذوبة قول غاندي ” تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر”
آخر تحديث:

بقلم:علي الكاش

ذكر نشوان الحميري” قال السيد أبو طالب في كتاب الدعامة: إن كثيراً من أسانيد الإثنى عشرية مبنية على أسام لا مسمى لها من الرجال، وقد عرفت من رواتهم المكثرين من كان يستحل وضع الأسانيد للأخبار المنقطعة إذا وقعت إليه. وحكى عن بعضهم: أنه كان يجمع روايات بزرجمهر، وينسبها إلى الأئمة بأسانيد يضعها؛ فقيل له في ذلك؟

فقال: الحق الحكمة بأهلها”. (الحور العين/253).

غالبا ما يستشهد الكتاب الشيعة بمقولة ” تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر” المنسوبة للزعيم الهندي المهاتما غاندي. وينسبون له القول” لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين”.

في برنامج (البوصلة) للإعلامي اللامع محمد آلسيد محسن وهو مقدم برنامج مهم أقل ما يقال عنه اعلامي وطني ومميز في برنامجه، ارسل أحدهم رسالة رسالة عتاب لأن مقدم البرنامج تحدث عن بعض مساويء مناسبة عاشوراء وما يتخللها من ممارسات لا علاقة لها بالإسلام، في ظل السكوت المريب للمراجع الشيعية عامة، بل ان المرجع الأعلى علي السيستاني حث على ممارسة شعائرها! جاء في رسالة العتاب ان غاندي” قال تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر”.

العبارة في الحقيقية تنفي نفسها بنفسها، فالحسين تعرض الى هزيمة كبيرة، وقتل مع كل جماعته، والهزيمة لا يمكن أن تعتبر وفق جميع المقاييس إنتصارا، فهذا ضحك على الذقون لا أكثر، في فجر الإسلام هُزم المسلمون هزيمة منكرة في معركة أحد أمام القائد خالد بن الوليد (قبل اسلامه)، ولم يعتبر النبي (ص) خسارته إنتصارا، وفي التأريخ الحديث دمر الأمريكان العراق خلال غزو الكويت، وهزموا الجيش العراقي شر هزيمة، ومن المضحك المبكي أن تعتبر العراق خرج منتصرا من الحرب، صحيج طعم الهزيمة مرٌ المذاق، ولكن الإعتراف بالهزيمة أفضل من تحريفها الى إنتصار كاذب. الإنتصارات الوهمية لا تختلف عن إنتصار دون كيخوته في حربه على الطواحين.

الحقيقة ان مقدم البرنامج أخذ حديث غاندي مأخذ الجد، وكأمرِ مسلم به دون ان يتفحصه على أقل تقدير، ويعرف مدى صحته، صحيح انه كان يجبر ويكسر في كلامه عن عاشوراء مراعاة لمذهبه ومراجعه من جهة، واحترام وجهة نظر أنصاره في المذهب من جهة أخرى، سيما ان الحديث تزامن مع مناسبة عاشوراء ولا بد من مراعاة عواطف الناس بغض النظر عن صحتها، فقد تحدث عن المراقد والمراجع المقدسة، ولا نعرف من أين جاءت هذه القداسة إذا كانت الكعبة مشرفة وليست مقدسة؟ المهم ليس هذا محور حديثنا.

الكثير من الكتاب الشيعة لا يتورعون عن سرقة وإستعارة صفات منسوبة للسيد المسيح وارسطو وافلاطون والكثير من الحكماء الفرس والهنود وينسبونها لعلي بن ابي طالب وخلفه بلا أدنى حياء، كأن الأئمة بحاجة الى الكذب والتضليل لترويج أنفسهم كحكماء مسلمين، ورجال عرف عنهم النزاهة والزهد والموعظة الحسنة ومكارم الأخلاق. ومن المؤسف جدا أن يؤلف الدجاجيل كتبا في الشعر والسحر والزايرجات والقرعة وينسبونها لأئمتهم بطريقة مبتذلة، إنهم أحكم وأكرم وأزهد من أن يحتاجوا لمن يضفي عليه ما ليس لهم، هذا الرياء يُسيء لمكانتهم الأدبية والدينية والإجتماعية ولا يسمو بها كما يظن الجهلى والمستغفلين، لكن أنى للعقول المتكلسة أن تدرك هذه الحقيقة الناصعة أو تعترف بجهلها وإستحمارها من قبل مراجعهم الدينية؟ وسبق أن إستمعت الى السيد مصطفى الصافي يردد هذه العبارة أيضا دون تدقيق وتمحيص، وهو رجل شيعي وطني وغير طائفي، له كلام مميز على وسائل التواصل الإجتماعي يفضح فيها الفاسدين من زعماء العراق، ويكشف عن مستور رجال الدين ودجلهم، سيما انه كان قريبا من حوزة النجف، وعلى دراية تامة بأساليبهم القذرة في الضحك على ذقون الناس البسطاء والجهلة.

يقول أحد الكتاب الشيعة ” ليس بقليل بحق مولانا سيد الشهداء (ع) ان يقول عنه المفكر الهندي المهاتما غاندي (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر) فقد اكد فلم وثائقي عن إحياء ذكرى واقعة الطف في الهند، ان الحسين قد تحول الى تراث إنساني يعيش ذكراه المسلم وغيره من أتباع الديانات الاخرى، بل يتسابقون على الانغماس الروحي في هذا الفيض الرباني من الحب الحسيني”.

وهنا نتساءل بدورنا: إن كان الهنود متأثرين بالحسين لهذه الدرجة، فلماذا جعلوا مكانة البقرة أسمى من مكانته؟

ولماذا عبدوا البقرة بدلا من ربُ الحسين؟

ولماذا لم يتركوا الهندوسية والبوذية والسيخية ويلتحقوا بركب الإسلام ؟

ولماذا لم يتخذوا المذهب الشيعي بدلا من المذاهب السنية بالنسبة للمسلمين منهم؟

الحقيقة أن هذه العبارة حفزتنا للبحث عن اصولها، سيما إننا إستشهدنا بها مرة دون التحقق منها، كما فعل السيد الصافي وغيره والكثير من الكتاب. فقد أثارتنا الكلمة لأهميتها وبلاغتها، لذا لابد من البحث عن مصدرها الأصلي، فلا يمكن ان تكون هذه الجملة نكرة سيما إنها صدرت من أهم شخصية في الهند.

وتساءلنا أولا، هل غاندي يمتلك معرفة غزيرة بالإسلام؟ بحيث يعرف تفاصيل مسألة هامشية في تأريخه وهي مقتل الحسين، سيما إن الحسين لم يك خليفة أو مفكر أو حكيم أو فقيه؟

ولماذا يتأثر غاندي بشخصية الحسين الإنقلابية والضعيفة والعنيدة والطامعة في الحكم، ولا يتأثر بشخصية جده الثائرة؟

ولماذا بقي غاندي على ديانته الهندوسية، ولم يسلم طالما إنه متأثر بهذه الشخصية الإسلامية؟

ثم أين صور الإقتداء بالحسين في مسيرة غاندي الحياتية والنضالية؟

هل من ينأي عن الحكم كغاندي يتساوى مع من يموت من أجله كالحسين؟

الإختلافات كثيرة جدا بين الرجلين، ليس في الجانب المادي والإجتماعي والثقافي، فهذا أمر طبيعي، ولكن هناك إختلافات جوهرية في تكوين الشخصية، والسلوك السياسي والنظرة الى الحكم.

  1. لقد نزع غاندي الى السلم، ونزع الحسين الى الحرب.

  2. لم يرغب غاندي بالرئاسة في الهند، في حين ان الحسين كان يطمع بها ومات من أجلها.

  3. لم يتنازل غاندي عن مبادئه رغم سجنه ومرارته، وما تعرض اليه من أذى، ولكن الحسين تنازل فورا عن مبادئه وخروجه عن طاعة الخليفة، ولم يتعرض الى أذى من قبل الأمويين قبل محاولته الإنقلابية الفاشلة، فقد طلب الحسين من جيش عبيد الله ان يتركوه يرجع الى حيث كان او يرسلوه الى يزيد ليبايعه او يكون جندي في الثغور ولم يحاجج على الرؤية المزعومة او فساد الخليفة او الدعوة الى الإصلاح؟ قال ابو الفداء” قدم من الكوفة عمر بن سعد بن أبي وقاص بأربعة آلاف فارس، أرسله ابن زياد لحرب الحسين، فسأله الحسين في أن يُمكَّن إما من العود من حيثُ أتى، وإمّا أن يجهّز إِلى يزيد بن معاوية، وإما أن يُمكّن أن يلحق بالثغور. فكتب عمر إِلى ابن زياد يسأل أن يجاب الحسين إِلى أحد هذه الأمور، فاغتاط ابن زياد فقال: لا ولا كرامة”. (المختصر في أخبار البشر1/190).

  1. لم يتسلم غاندي الأموال من الحكام والقوى التي يعارضها، بما فيها قوات الإحتلال البريطاني، على العكس من الحسين فقد كان يتسلم من الأمويين المال والجوائز. وهذا موجود وثبت في كتب التأريخ ومصادر الشيعة أنفسهم. قال ابن عبد ربه عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: وفد الحسن بن علي (رض) على معاوية بعد عام الجماعة، فقال له معاوية: والله لا حبونّك بجائزة ما أجزت بها أحدا قبلك ولا أجيز بها أحدا بعدك. فأمر له بمائة ألف”. (العقد الفريد1/320).

  2. أيد أنصار غاندي زعيمهم وألتفوا حوله حتى الموت، ولم يفارقوه، وفي حين خذل أنصار الحسين من أهل الكوفة زعيمهم وتفرقوا عنه خشية الموت. قال الفرزدق: انظروا فإن غضبت العرب لابن سيدها وخيرها فاعلموا أنه سيدوم عزها وتبقى هيبتها وإن صبرت عليه ولم تتغير لم يزدها الله إلا ذلا إلى آخر الدهر وأنشد في ذلك:

فإن أنتمُ لم تثأَروا لابن خيركم فألقوا السلاح واغزِلوا بالمغازِل

(الاغاني10/362).

  1. نجحت ثورة غاندي نجاحا باهرا وفشلت حركة الحسين الإنقلابية فشلا ذريعا.

  2. بقي غاندي في الهند يكافح من أجل تحريرها، ولم ينخدع بعهود البريطانيين، في حين غادر الحسين المدينة موطنه وموطن أجداده، وتوجه الى الكوفة، وانخدع بوعود اهلها ومراسلاتهم له.

  1. حارب غاندي الوثني الأنكليز النصارى، وحارب الحسين قومه المسلمين.

  2. وحد غاندي الهنود تحت جناحه، وفرق الحسين المسلمين، ومازال الإنشقاق حاصر بعد (14) قرنا.

  3. كان دم الهنود عزيزا على غاندي، وكان دم المسلمين رخيصا عند الحسين.

  4. عاش غاندي من كده وكان يغزل الصوف، وكان الحسين عاطلا عن العمل يعيش على منح وهبات الخلفاء.

  5. كان غاندي فقيرا معدما وبقي على فقره وزهده، وعاش الحسين عيش الرغد والرفاه، ولم يعرف عنه الزهد.

  6. كان غاندي منظرا وألف غاندي عدد من الكتب عن سيرته وأفكاره وخططه ومبادئه، ولم يكتب الحسين شيئا، فكل ما كتبه لا يزيد عن بضعة وريقات لا قيمة لها.

  7. لم يقم الهنود بممارسات مؤذية في تخليد ذكرى موت زعيمهم غاندي، بل هم لا يحتفلون حتى بمولده ومماته الا عبر كتب ومقالات تشيد بدوره في تحرير الهند، في حين يقوم الشيعة بممارسات مؤذية بحق أنفسهم ودينهم في مناسبة عاشوراء.

  8. لا توجد أية قواسم مشتركة بين الحياة الإجتماعية لغاندي والحسين، فكل منهما يقف على الضفة المقابلة للآخر.

إذن كيف تعلم غاندي من الحسين وهو يختلف عنه جذريا؟ وماذا تعلم غاندي منه؟

لكن قبل الحكم لا بد الرجوع الى أهم ما كتبه الزعيم غاندي عن الإسلام وهل فيها إشارة الى الحسين كما زُعم اتباعه؟ بالتأكيد ان أول محطة يفترض أن نتوقف عندها هي سيرة حياته الشخصية التي كتبها بنفسه، علاوة على أهم المؤلفات التي تناولت سيرته. وبيان مدى معرفته بالتأريخ الإسلامي على إعتبار أن قضية الحسين قضية تأريخية وسياسية، وليست دينية في جوهرها كما يروج لها.

قرأ غاندي بضعة كتب لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة عن الاسلام وباللغة الانكليزية، وكان يقول بأن معرفته بالإديان محدودة، والكتب التي قرأها باللغة الانكليزية عن الإسلام كما جاء في مذكراته، هي لتوماس كارليل وواشنطون ارفنج، والكتابان يتعلقان بالنبي الأعظم وخلفائه، ألفت من قبل مستشرقين ولم يتناولوا فيها قضية الحسين البتة، ويمكن الرجوع اليها.

يعتبر كتاب (المهاتما غاندي من سيرته) كما كتبها بقلمه، ونشرها مستر اندروز أهم كتاب عن حياته منذ نعومة أطفاله لغاية شهرته،وهو كتاب ضخم، ومما جاء فيه قول غاندي” كان يزورنا مسلمون يحدثونا عن حقيقة معتقدهم، وكنت أسمع هذه الأحاديث وما يدور حولها من المناقشات وأنا بجانب سرير أبي وأنا أمرضه”. (المهاتما غاندي/38) وأضاف” أرشدني صديق الى كتاب كارليل (الأبطال وعبادة البطولة) وقرأت الفصل الذي الذي عقده في البطل بصورة نبي، وعرفت في نبي الإسلام الفطنة البالغة والشجاعة النادرة، وفي عيسى التقشف والصلابة”. (المهاتما غاندي/62).

ويضيف في فصل آخر” قرأت كتاب حياة محمد وخلفائه تأليف واشنطون ارفنج، والفصل الذي كتبه كارليل في البطل بصورة نبي، وكان هذا سببا في أن تسمو منزلة محمد في نفسي الى الإجلال العظيم والتقدير السامي”. (المهاتما غاندي/133). وفي بقية الكتاب يسهب في الحديث عن النصرانية وأفكارها ويناقش أفكار كبار رجالها في العديد من المسائل الدينية البحتة، وهذا ما لم يفعله من العلماء المسلمين الذين تعرف اليهم سواء في الهند او بريتوريا أو جنوب افريقيا أو خلال زيارته للبلدان العربية، ولم يناقش هذا الموضوع البتة مراعاة لوجود الملايين من المسلمين في الهند، وبعدها إنتهى الى القول” من ناحية التضحية أرى ان الهنود يفوقون النصارى بمراحل واسعة، ولهذا تعذر علي أن أعترف بأن النصرانية دين كامل، أو إنها أكمل الأديان”. (المهاتما غاندي/128)، ولم يعلق على الدين الأسلامي ان كان كاملا أم لا للسب الذي ذكرناه.

كما حضر غاندي المؤتمر الإسلامي الذي عقد عام 1919 في دلهي، وتحدث بشكل موجز عن مكانة الإسلام. ويذكر د. عمر الدقاق” في طريقه عام 1932 الى أوربا توقفت السفينة في اليمن وخطب في عدن” أن جزيرة العرب التي ولد فيها محمد، وبعث فيها الإسلام، مثل حي على التسامح الديني وإنسانية الإنسان”. (غاندي في الأدب العربي الحديث/58). وذكر بأن” محمد هاجر من مكة الى المدينة ومعه صديقه ابو بكر، وقد تعقبهما نفر من الأعداء، وخاف ابو بكر لما قد يحدث لهما، فقال لمحمد: انظر الى هذا العدد الكبير من أعدائنا الذين لحقوا بنا، فماذا نفعل إذا رأونا؟ فأجابه محمد: ما بالك بإثنين، الله ثالثهما”. (الهند/ 40 الكتاب السنوي 1968ـ 1969).

وفي كتاب غاندي (قصة العنف) يذكر إشارات بسيطة عن الإسلام منها قوله” في مزرعة تلستوي كنت حريصا على أن يتلوا المسلمون القرآن”. ويعلن بأن من أثر في حياته وفكره هو الكاتب الروسي تولستوي وليس الحسين ولا النبي المصطفى. وكان يحترم مشاعر الهنود المسلمين وهم كثر، لذا لم يتعرض للإسلام بالنقد، على العكس من المسيحية التي هاجمها. ولم يأتِ بذكر الحسين في أي خطاب له، وفي أي محفل إسلامي أو غير اسلامي.

المصيبة أن بعض علماء السنة أخذوا بهدة المقولة أيضا دون التحقق منها! فقد ذكر د. طارق السويدان هذه المقعبارة ونسبها حسب قوله الى الزعيم الهندي الشهير. مع العلم ان الكثير من الأدباء والشعراء العرب القدامى أشادوا بغاندي من خلال المقالات والأشعار والخطب، ولم يستشهد أحدا منهم في قوله عن الحسين! منهم أحمد شوقي، معروف الرصافي، اديب التقي، عمر يحي، إبراهيم طوقان، عباس محمود العقاد، الياس قنصل، رشيد سليم الخوري، ميخائيل نعيمة. كما ان علماء الشيعة في الهند وما بعدها في الباكستان والبلاد العربية لم يشر أحد منهم الى مقولة غاندي في الحسين وهم يتلاقفون مثل هذه العبارات لترويج مذهبهم، سيما ان غاندي من مشاهير الثوار والأعلام في العالم.

مع هذا رجعنا الى أهم الكتب التي تناولت حياة هذا الثائر والخطب التي خطبها في الهند وخارجها ومنها كتاب غاندي (قصة اللاعنف) تعريب منير البعلبكي، و(حضارات الهند)، تعريب عادل زعيتر. (المهاتما غاندي) لفنسنت شينان. تعريب محمد عبد الهادي. وهو أبرز كتاب عن سيرة غاندي، وسيرة حياة غاندي في (تجاربي مع الحقيقة)، و(رحلتي مع غاندي) لأحمد الشقيري، و(مجلة ثقافة الهند) بجميع أعدادها، وهي من إعداد المجلس الهندي للعلاقات الثقافية بما فيها الأعداد الخاصة عن الزعيم الهندي غاندي، علاوة على عشرات الكتب الأخرى باللغة العربية والانكليزية، ولم نعثر على هذه الجملة اللقيطة.

يشير احد الكتاب الشيعة بأن غاندي ذكر العبارة في جريدة اسمها (ينج انيا) ومما ذكر” لقد طالعت بدقه حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي ان الهند إذا ارادت إحراز النصر فلابد لها من اقتفاء سيرة الحسين. وقال بعد انتصاره على بريطانيا تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما فانتصر”.

نحن نتحدي اي كاتب ان يأتِ بنص يشير فيه غاندي بأنه أطلع على حياة الحسين بدقة، أو فيه إشارة الى كربلاء أو الحسين. ونتحدى أي كان أن يثبت عبارته المذكورة عن الحسين بصورة موثقة، اي أسم الكتاب باللغة الانكليزية او العربية وتأريخ الطبعة ورقم الصفحة، أو إسم الصحيفة باللغة الانكليزية وعددها وتأريخ صدورها.

نقول ان المسألة لا تتعلق بأهمية العبارة من عدمها، ولكن لماذا هذا التلفيق؟ وهل يليق هذا الفعل بمكانة أئمة الشيعة؟

(ملاحظة الموضوع مستل من كتابنا القادم الجزء الثالث من إغتيال العقل الشيعي بطبعة جديدة ومزيدة)

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *