احداث الانبار خلال 24 ساعة الماضية

احداث الانبار خلال 24 ساعة الماضية
آخر تحديث:

 

الرماد/ شبكة أخبار العراق- شهد الوضع الميداني في محافظة الأنبار، تطورات متسارعة خلال الساعات القليلة الماضية، فبينما أصدر رئيس الوزراء نوري المالكي عفوا خاصا عن مطلوبين سابقين، أنخرطوا في قتال “داعش” في الرمادي خلال اليومين الماضيين، امتدت دائرة الاشتباكات لتشمل منطقة ذراع دجلة، التي تعرضت فيها وحدات تابعة للجيش العراقي الى هجمات عنيفة أمس السبت.وقالت مصادر سياسية رفيعة  إن “رئيس الوزراء نوري المالكي، وقع أوامر خاصة، بالعفو عن شخصيات مطلوبة للدولة، بعدما ثبت أنها تشارك في القتال ضد تنظيم داعش في مدينة الرمادي”.وأكدت هذه المصادر، أن “أوامر العفو المذكورة، شملت شخصيات تنتمي إلى بعض العشائر الكبيرة في مدينة الرمادي، كآلبو فراج وآلبو ذياب”، مشيرة إلى “وجود مساع لشمول شخصيات مطلوبة تقاتل داعش حاليا في الفلوجة بهذا العفو المحدود”.وتؤكد المصادر، أن مسلحي العشائر الذين يقاتلون القاعدة في الرمادي، يحصلون، بانتظام، على الأسلحة والمعدات العسكرية، من الجيش العراقي، الذي تنتشر قطعاته في محيط الطريق الدولي الذي يربط العراق بكل من سوريا والأردن.وتحول وجود قوات سوات في مدينة الرمادي، إلى مشكلة حقيقية حاليا، بحسب مصادر وشهود عيان، فهي لا تحظى بأي شعبية، وفي أحيان كثيرة تحولت إلى هدف للعديد من مسلحي العشائر، الذين يقاتلون القاعدة أيضا. هذا الوضع، دفع قوات سوات الى إطلاق تحذير داخل الرمادي بأنها ستستهدف أي مسلح تشاهده، حتى اذا كان ينتمي الى مجموعة عشائرية تقاتل القاعدة.وتتعرض الدوريات التي تسيرها سوات لنيران بعض مسلحي العشائر، هذا ينطبق أيضا على الدوريات المشتركة بين سوات وصحوة أبو ريشة، لكن الغريب أن مسلحي العشائر وقوات الصحوة يقاتلون القاعدة جنبا الى جنب في مناطق أخرى من الرمادي.وبحسب شهود، فإن عناصر القاعدة ما زالوا يتمركزون في مناطق الملعب وآلبو جابر وجزء من حي الضباط في مدينة الرمادي، لكنهم غادروا شارع 60 المكشوف الى داخل الأحياء السكنية، لتجنب التعرض للاستهداف عبر ضربات جوية.وتشهد مناطق الإسكان وشارع عشرين والحوز، اشتباكات متقطعة، بين قوات سوات المدعومة بالصحوة وبين داعش.لكن أعنف الاشتباكات، اندلعت مساء أمس في منطقة آلبو فراج، حيث هاجمت دبابات الجيش تجمعات يعتقد أنها لمقاتلي داعش. وقال شهود عيان أن الاشتباكات بدأت الساعة الرابعة عصرا من مساء أمس السبت، واستمرت حتى حلول الظلام، دون أن تتوفر معطيات أكثر.لعل أخطر التطورات الميدانية في الرمادي خلال اليومين الماضيين، هو قيام عناصر داعش بنصب عبوات ناسفة على طول عدد من الشوارع الفرعية، التي يمكن ان تكون ممرات لأي قوات قد تقتحم مناطق ينتشر فيها عناصر القاعدة.ونجحت داعش في استعادة مواقع خسرتها سابقا في منطقة الصوفية، التي تشهد نشاطا كبيرا لمسلحين ينتمون إلى عشيرة آلبو فهد.وتقول مصادر عليمة، إن علي حاتم السليمان، يشرف في الرمادي، بالتنسيق مع عبدالله الجنابي في الفلوجة، مجموعات تحمل اسم “شباب الثورة” التي تقاتل القاعدة وسوات والصحوة على حد سواء.وفي تطور آخر، انقسمت عشيرة آلبو علوان إلى شقين، أحدهما ما زال يطالب بإطلاق سراح أحمد العلواني، ويهاجم قوات سوات والقاعدة على حد سواء، والآخر انخرط كليا في تشكيلات الصحوة لقتال القاعدة.وبحسب مراسلون في الرمادي، فإن عشرات العوائل تحاول الخروج من المدينة والتوجه إلى أربيل، في ظل الظروف المعيشية المعقدة، والمخاطر الأمنية المتفاقمة. ويقول سكان محليون في الرمادي إن سعر قنينة الغاز السائل بلغ نحو 50 ألف دينار في العديد من المناطق، فيما تعاني المدينة شحة في المواد الغذائية والخضروات.وشهد تجهيز السكان بالكهرباء الوطنية معدلا متدنيا في الرمادي والفلوجة أمس، إذ بلغ ساعتين طيلة وقت النهار.في هذه الأثناء، أحصى مصدر أمني رفيع، خسائر داعش والقاعدة في مناطق الصوفية والحامضية والجويبة، خلال اليومين الماضيين، بـ 68 قتيلا و32 جريحا، مشيرا إلى أن بعض الجرحى اصابته شديدة، لكن آخرين اصابتهم طفيفة، وسيشكلون مصدر معلومات للقوات الأمنية العراقية.لكن المصدر، كشف عن حصيلة كبيرة لضحايا جهاز مكافحة الإرهاب. وقال إن “جهاز مكافحة الإرهاب، هو التشكيل القتالي الرسمي الوحيد الذي يخوض معارك حقيقية على الأرض ضد داعش والقاعدة”، موضحا أن “هذا القتال أسفر عن سقوط عشرات الضحايا في عناصر الجهاز بين شهيد وجريح”. وتابع أن “قائد الجهاز، الفريق الركن طالب شغاتي، يقود العمليات الميدانية بنفسه، فيما نفذت وحدات في الجهاز عمليات بالغة الخطورة، واقتحمت مواقع مليئة بمقاتلي القاعدة”.وزاد، أن “طيران الجيش، بقيادة الفريق حامد المالكي، هو الآخر يؤدي دورا مهما في معارك الأنبار، بينما تكتفي باقي التشكيلات الرسمية، من جيش وشرطة وطنية بلعب دور الإسناد”.في غضون ذلك، قصف الجيش العراقي أمس السبت، جسر الرعود في منطقة ذراع دجلة، شمال غرب بغداد، بعدما استولت عليه عناصر يعتقد أنها من تنظيم القاعدة.وقال ضابط كبير في قيادة عمليات بغداد إن “الجيش العراقي، وجه ضربة دقيقة، من مواقع في منطقة مزرعة الفلوجة، إلى مواقع في منطقة ذراع دجلة وابراهيم بن علي، في الجانب الشمالي الغربي من بغداد”، موضحا أن “الجيش أطلق 14 صاروخا روسيا حديثا على مواقع القاعدة، والمصادر الاستخبارية تؤكد نجاح هذه الضربة بنسبة كبيرة”.وتابع، أن “مساء الجمعة الماضية، شهد هجمات عنيفة نفذتها القاعدة، ضد مواقع تابعة للجيش في ذراع دجلة”، مشيرا إلى أن “القاعدة استولت على أحد المواقع وحصلت على ما فيه من أسلحة وذخائر”. وزاد أن “قوة صاروخية تابعة للجيش العراقي، استمكنت مواقع القاعدة في هذه المنطقة، وهاجمتها، ما أسفر عن إصابات مباشرة”.وفي الفلوجة، يبدو الوضع ملتبسا للغاية، بعدما شكلت فصائل “الجيش الإسلامي، وحماس العراق، وجامع، وجيش المجاهدين، والقليل من البعثيين السابقين”، مجموعات مقاتلة لـ “حماية المدينة”. ويعود الالتباس إلى أن هذه المجموعات اختارت أن تقاتل القاعدة وداعش والجيش العراقي في الوقت نفسه، في وقت تفتقر فيه إلى قيادة موحدة وتنسيق في التحركات.وشهد حي العسكري صباح أمس السبت، هجرة نحو 400 عائلة إلى خارج مدينة الفلوجة، بعدما اشتد قتال الشوارع في الأزقة والأحياء التي تسكنها، فيما يحاول الهلال الأحمر ادخال مواد غذائية وطبية إلى المدينة، لكن جهوده تصطدم بخطورة الوضع الأمني.وكشف مصدر محلي في المدينة، أن مسلحين يعتقد أنهم ينتمون الى القاعدة، هاجموا أمس السبت عددا من المصارف الحكومية والخاصة، واستولوا على ما فيها من أموال. وما زالت قوات سوات والجيش، المدعومة ببعض مقاتلي العشائر، تحاول اقتحام مدينة الفلوجة من محاور عدة، لكنها تجابه بنيران كثيفة.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *