ما جاع فقير إلا بما نهبه فاسد! بقلم د. حميد عبد الله

ما جاع فقير إلا بما نهبه فاسد! بقلم د. حميد عبد الله
آخر تحديث:

(لا تصدّق بمن يبدو أمامك قدّيساً)، حكمة بلاغتها في أنها تنزع الأقنعة عن الوجوه، وتُظهر الحقيقة من غير أغطية!
مسؤولون حكوميون لا يفوّتون مناسبة إلا ويعيدون تأكيد أنهم زاهدون متعفّفون لا يجدون قوت يومهم بل ويستدينون من جيرانهم لسداد نفقات عائلاتهم، وكأنّ هناك من يلاحقهم ويشكّك في ذممهم و(يكاد المُريب أن يقول خذوني)!
دعوني أفتح باب التبرّع لكلّ مسؤول معوز ولكل وزير لا يمتلك بيتاً يؤويه مع عائلته، فلا تبخلوا على إخوة لكم في الوطن والدين يتفانون في خدمتكم وهم لا يجدون من يتفانى من أجلهم.
والله كِدت أبكي وأنا أتابع تصريحات بعض الوزراء والمسؤولين الحكوميين الذين يشكون إلى الله ما هم فيه من عوزٍ وضيق برغم أن خزائن الدولة بين أيديهم.
خنقتني العَبرة وأنا أرى وجوههم صفراً ذابلة من سوء التغذية.. توهّمت أنهم من أحفاد أبي ذر الغفاري وتخيّلتهم يتغدّون ولا يتعشّون وإذا تعشوا لا يجدون ما يفطرون به!
في مكاتبهم يرفعون مقولة إمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام (ما جاعَ فقير إلا بما تمتّع به غنيّ) وفي بيوتهم يعلّقون مقولة أبي ذر (عجبتُ لمن لا يجد قوتَ يومه كيفَ لا يخرج شاهراً سيفه).
هؤلاء يسكنهم الخوف من لحظة يستل فيها المعوزون سيوفهم ليثأروا لكل يوم جاعوا وجاع فيه أطفالهم بسبب موت الضمائر المتسوسة للسياسيين الذين يخافون ولا يستحون!
يخافون من لحظة القصاص في الدنيا ولا يخشون من قصاص السماء لأنهم عنها أبعد.
أدعو لجميع السياسيين والمسؤولين أن يرزقهم الله رزقاً حلالاً ليبقوا قابضين على نزاهتهم كالقابض على الجمر.
السلام عليكم.. وعلى من يستحق السلام ألفُ سلام.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *