محمد جواد ظريف العراقي

محمد جواد ظريف العراقي
آخر تحديث:

 

  جعفر الونان

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي لمع نجمه وضاء بريقه في مفاوضات ايران مع الدول الخمس زائدا واحد، هو ظريف فعلاً و شاطر ونساج مباحثات طويلة وبائع رابح وتاجر في الكلام والتفاوض ويحسن التصرف الدبلوماسي حيث يتحدث عندما يتطلب الامر أن يتحدث ويسكت عندما تتطلب الموقف، وكذلك فإنه يبتسم و”ينكت” ليشغل مفاوضيه كل ذلك مقابل أن ينسج سجادة طويلة لبلاده لتصل إلى برّ الامان ويفك الحصار ، الايرانيون ينتمون عقلاً وقلباً إلى بلدهم اكثر ماينتمون إلى أي شيء آخر.

 

 

لم توازي دبلوماسية ظريف دبلوماسية آخرى في المنطقة، هو ليس انيقاً ولايلبس ربطة عنق مصنوعة في ايطاليا و لايشتري حذاءه من محال بريطانيا، يقولون أنه يدعم الصناعة المحلية الايرانية حتى أنه يرفض شراء مقتنيات منزله من دون أن يكون مختوماً بـ”صنع في إيران” وهو خطيب متواضع ولايجيد الفلسفة لكنه قارئ عيون وماهر في توظيف الكلام.

 

 

ظريف صاحب برج الميزان والمولود في عام 1960 يحمل شهادة دكتوراه في القانون الدولي من جامعة دينفر في كولورادو بالولايات المتحدة يعد نتاج دبلوماسية إيرانية.

 

 

عجن بالمفاوضات والمباحثات عجناً ولم يات عبر المحاصصة السياسية فقد شغل مناصب دولية مهمة جعلته ناعماً في التفاوض منها كبير مستشاري وزير الخارجية، ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، وعضوًا بارزًا في مبادرة حوار الحضارات، ورئيس لجنة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة في نيو يورك، ومشاركًا بارزًا في الحوكمة العالمية، ونائبًا للشؤون الدولية في جامعة آزاد الإسلامية كل ذلك قبل أن يختاره الرئيس حسن روحاني وزيرا لحقيبة الخارجية في 15 أغسطس 2013.

 

 

ومعلوم أن ظريف ليس هو الوحيد الذي فاوض الدول الخمس زائد المانيا بل تقف وراء ظهره منظومة من النساجين في السياسية وتصويغ الكلام وتلميعه، فن التفاوض لاتجيده العرب عموما ً، فالتأريخ يقول والواقع كذلك أننا أمة عصبية في كل شيء .

 

 

الوزير الايراني محمد ظريف الذي عشقه المفاوضون الصعاب كان ماهرا في لعبة القط والفأر مع المفاوضين من الدول الخمس زائد واحد، كان يجيد الابتسامة التفاوضية وهمه الاول والاخير أن يمسك العصا من الوسط أن لايقطع الوصل مع المفاوضين وأن لايضر مصالح بلاده ، الايرانيون متميزون في اداء الادوار ولعبها، ومصلحتهم السيادية  فوق كل المصالح الاخرى.

 

 

الابتسامة الدبلوماسية الظريفية ظاهرة لابد أن تدرس في كل دبلوماسيات العالم شغلت هذه الابتسامة بال واشنطن و كيري وعكازته وكاميرات الصحفيين اخرجا بلاده من مأزق اقتصادي كبير كاد يطيح بإيران الى العمق.

 

 

في العراق نحتاج إلى 300ظريف، لاسيما ونحن نخوض حربا ً عالمية ثالثة بالنيابية عن دول العالم ونحن في فوهة المواجهة مع داعش.

 

 

لايكفي عطف العالم ولاتسد فراغاً نحن بحاجة إلى حقيبة دبلوماسية ناعمة تفكر بالمستقبل وبمكاسب البلاد وكيف أن نحول الدعم الدولي اللفظي إلى دعم على الارض في جبهات القتال.

 

 

لاتنفغ اللقاءات الكثيرة والسفرات الطويلة والجريان خلف المؤتمرات العالمية من دون أن يترجم ذلك على الارض واقعا وفعلاً مؤثرا على داعش، الدبلوماسية العراقية في تقدم زلحفاتي، لان العراق البلد الوحيد الذي لاتتوحد خطابته الخارجية امام دول العالم والكل يتحدث عن الشأن العراقي في الخارج وبعض رؤساء الكتل السياسية يخافون على منابع تمويلهم فيتحدثون شرقا وغربا مقابل كسب رضا امراء بعض الدول وقبلها كسب ودّ أجهزة مخابراتها، نحتاج إلى مراجعة من الجذر إلى الغصن للملف الدبلوماسي نحتاج إلى محمد جواد ظريف العراقي أكثر من أي وقت سابق يغير بوصلة العطف العالمي نحو العراق لاننا نخوض حرب ابادة طويلة الامد مع داعش الفاشي الاجرامي النازي الذي يريد قتل الروافض الشيعة وقتل السنة المعتدلين وقتل الاقليات من الرأس إلى الرأس، ليعجل الله بظهور ظرفاء عراقيين مثل ظريف الايراني يرون مصلحة بلادهم اولاً قبل أي مصالح آخرى .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *