محمد فخر الدين
عودا على بدء ومنذ كتابة اول مقال عن الهيئة كان الهدف ايصال المعلومات الدقيقة لمن له الامر والقدرة على التحرك لتصحيح الاوضاع المرتبكة في الهيئة بعد اسقاط عرش السيد المالكي والذي كان مفترضا بسقوطه ان تتهاوى السلطات الكارتونية التي تسانده بالباطل على حساب الحق وبالمصلحة الذاتية على حساب المصلحة العامة ولكن يبدو ان وراء الاكمة ماورائها فتكورت هيئة النزاهة واصبحت سوطا لكل المخالفين وسندا لكل الفاسدين ومالقضايا التي اتلفت اولياتها الرسمية واومر القبض واوراق التحقيق الاصولية التي احرقت بالكامل منذ قرابة الشهرين في مقر الهيئة والتي تمس السيد المالكي ونجله المفدى وصهريه ومقربيه والقائمة تطول من سراق للمال العام وناهبي خيرات الشعب الذين وجدوا السند والدعم الكامل من الهيئة للاستمرار بالسرقة والنهب (ولم يحرك السيد العبادي ساكنا ولا مجلس القضاء لمعرفة مصير تلك الملفات) ، وهنا اما ان تكون الهيئة متواطئة مع الحرامية وتسهل عملياتهم اللامشروعة بالتغطية على فسادهم او ان تكون غافلة عما يعملون وكما قال شاعرنا ( ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم) وفي كلتا الحالتين نحن امام مسؤولية اخلاقية وقانونية يجب من خلالها على السيد العبادي اتخاذ اجراءات رادعة وحقيقية ومنها تغيير القيادات التي ترأس الهيئة ومدرائها الفاشلين بالمطلق وتغيير النظرة السوداوية لدى المواطنين عن دور الهيئة المشبوه تجاه الفساد والمفسدين
والاحتمالات القائمة للهيئة بسيطة ومهمة بنفس الوقت وهي اما ان تقول الهيئة بانه لايوجد فساد في العراق بالمطلق وهذا عين الكذب واما ان تقول ان الفساد موجود على نطاق ضيق وبسيط يقتصر على الموظفين الصغار اذن اين ذهبت مليارات الدولارات من خزينة الدولة؟ او ان تعترف بوجود فساد كبير وهنا السؤال لماذا اذن لانجد متهما بارزا وفاسدا كبيرا وحوتا من حيتان الفساد القت الهيئة القبض عليه او قامت باحسن الاحوال بالتحقيق معه ؟ ونحن نرى ونسمع عن عشرات القضايا الكبرى في الاعلام ومن الموظفين في وزارات الدولة ومؤسساتها والاجابة ببساطة الاسئلة
هيئة فاشلة يقودها رئيس وبطانة فاسدة ومدراء اقل مايقال عنهم نفعيون ومتحزبون ولوكية وموظفون متبطلون ونائمون وفي احسن الاحوال يدعون بانهم محاربون من الهيئة ذاتها لمنعهم من تادية واجباتهم ويبدو ان السيد العبادي لايمتلك الجراءة والجدية في تغيير واقع الفساد في هيئة الفساد ذاتها ومكب النفايات التي تجمع فيه كل قضايا المفسدين لتدور وتعالج ولتكوى حتى يعاد تصنيعها من جديد للافساد مرة اخرى
او يبدو انه غير مقتنع بوجود الفساد حتى مع خطاباته الرنانة والمنمقة وانما يستخدم الشعارات ذاتها في مكافحة الفساد لامر غير القضاء على حيتان الفساد ولا اريد القول بالابتزاز او لتنويم الشعب حتى يلوذ الفاسدين بدولهم الام مع الاموال التي نهبوها ولااريد الحكم على جدية السيد رئيس الوزراء فهذا ماستكشفه الايام وسرعة القرارات واهميتها حينها سنكشف كل الوقائع والاحداث والقضايا حتى مع علمنا بعدم جدوى الكشف او ضعف الاستجابة حفاظا على سمعة الفاسدين والمقربين ولانها تطال رؤوسا كبيرة لايملك السيد العبادي القدرة على ملاحقتها او الاقتراب منها بالرغم من نظافة يد السيد العبادي ومهنيته الا انه ادار وجهه اخيرا نتيجة الظغوطات الى امر غير مكافحة الفاسدين وبدأ يشعر بقوتهم وجبروتهم واصبح لايملك ان يحرك بيدقا من مكانه وابقى على الفاشلين في هيئة النزاهة والهيئات اللامستقلة الاخرى على حالها انتظارا لما تطرحه الكتل الفاسدة حتى ينأى بنفسه عن الاختيار رغم قدرته على التغيير وفق مانصت عليه المحكمة الاتحادية من الحاق الهيئات المستقلة برئاسة الوزراء وامر تعيين وفصل رئاساتها بيد رئيس الوزراء حصرا فمتى يستخدم السيد العبادي صلاحياته الدستورية حفاظا على المال العام وايقاف النهب وتصحيح الاوضاع ؟ والجواب في مقال قادم.