الأسوأ لم يأت بعد

الأسوأ لم يأت بعد
آخر تحديث:

بقلم: محمد حسين المياحي

کل الدلائل تشير الى إن العام 2020، کان منذ بدايته عاما بالغ السوء للنظام الايراني حيث إنه قد مهد لبداية مرحلة ليست صعبة وحساسة فقط وانما بالغة الخطورة وتحمل سمات مصيرية بالنسبة لهذا النظام، إذ تداخلت وتواصلت وتزامنت في هذه المرحلة عدة عوامل مؤثرة على النظام مع بعضها بحيث صار هناك حذر وتوجس غير عادي في الاوساط السياسية الحاکمة في طهران من هذا التطور الحساس و الاحتمالات التي يمکن أن تتداعى عنها، وهو الامر الذي دفع العديد من المسٶولين في النظام الى التحذير من إحتمال إنفجار الاوضاع بوجه النظام وقلب الامور کلها رأسا على عقب.
العام 2020، الذي بدأ بالعديد من الاحداث والتطورات المقلقة جدا بالنسبة للنظام خصوصا وإنه قد بدأ والنظام لاتزال جراحه طرية من آثار الطعنات القوية التي تعرض لها بسبب من إنتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني2019، التي هزت النظام هزا، وتبعتها قضايا إسقاط الطائرة الاوکرانية وتورط النظام في تفشي وباء کورونا بصورة بالغة السوء عندما تستر عليها، هذا بالاضافة الى تفاقم الاوضاع الاقتصادية للنظام والمعيشية للشعب وقبل ذلك کان هناك تطور مرعب آخر هو الاقسى والاشد وطأة وتأثيرا على النظام وتجسد في تزايد شعبية منظمة مجاهدي خلق وتزايد العمليات الثورية والتعبوية التي تقوم بها شبکاتها الداخلية ضد مراکز ومٶسسات النظام، وحتى إن رعب النظام قد وصل الى حد إن المرشد الاعلى للنظام بنفسه قد حذر من إتساع شعبية المنظمة.
وشهد العام 2020، کما رأينا إتجاه النظام نحو المزيد من القمع والاستبداد ولاسيما بعد أن تبوأ محمد باقر قاليباف، القيادي السابق في الحرس الثوري والمشهور بممارساته القمعية ضد الشعب ومجاهدي خلق، کما شهد أيضا زيادة ملفتة للنظر في عزلة النظام عن المجتمع العالم، مع ملاحظة إن حالة السخط والغضب العارم في مختلف أوساط الشعب الايراني قد وصلت الى درجة صار القادة والمسٶولون في النظام يحذرون علنا من إحتمال إندلاع إنتفاضة عارمة وحتى إسقاط النظام وإن تصاعد الاحتجاجات الشعبية خلال هذا العام في سائر أرجاء البلاد على الرغم من الظروف الخاصة بوباء کورونا تزيد القناعة في أوساط النظام بأن الأسوأ لم يأت بعد ويجب الاستعداد لذلك.
المرحلة الحالية التي يواجهها النظام والازمة الخانقة التي تضرب کل مفاصله ولايجد لها حلا تدفع للحديث عن التغيير وإحتمالاته القائمة في إيران، بل وإن الحديث يدور في العديد من الاوساط والمحافل الدولية بشأن قضية التغيير السياسي في إيران وعن أهمية وضرورة دعم ومساندة نضال الشعب الايراني من أجل الحرية ودعم القوى السياسية التي تعمل من أجل ذلك، وهذا الاتجاه الجديد، هو الاتجاه الذي يرعب النظام کثيرا لأن له جذور داخلية قوية جدا وإن تواصلها مع العامل الخارجي، يجعل قضية التغيير حتمية ومن الصعب الحيلولة دونها.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *