الأمريكان ..و( العراق) و (أيس يعبيس) !!

الأمريكان ..و( العراق) و (أيس يعبيس) !!
آخر تحديث:

بقلم:حامد شهاب

قد يصعب تصور سيناريو أن الامريكان قد تخلوا (كليا) عن العراق ، بعد ان إجتاحته قواتهم عام 2003 وحولته الى بلد للفوضى والفلتان ..حتى صار بإمكان أي دولة من دول الجوار او حتى من بلاد الواق الواق أو زعيم عصابة أن يكون له (شأن) وبحكم في العراق على هواه..ولا أحد يقول له (على رأسك حاجب)!!

أجل..بعد إن إستباح الامريكان العراق ، لم يكن لديهم نية في ان يتم ( إعادة ) بناء العراق من جديد..وإن (الديمقراطية) التي روج لها الامريكان و(هلهل) لها البعض هي أكبر (أكذوبة) صدقها العراقيون.. وراح بلدهم يشهد حالات انهيارات وتداعيات خطيرة ، لم يكن بالامكان وقف تدهورها في كل الحكومات المتعاقبة على حكم العراق منذ 2003 حتى العام الحالي 2018!!

ولو كان لدى الأمريكان أية (نوايا) لإعادة (بناء العراق) بعد إن دمروه واخرجوه خارج مسارات التاريخ ، لكان لديهم أدنى توجه لاعادة ترميم ما يمكن ترميمه، واقامة (نظام سياسي) يحترم شعبه ويكون له (وجود مؤثر) عبر قوانين وأنظمة ودستور ، لكن الامريكان شجعوا كم من عمل على إشاعة الفوضى وسيادة حالة الفلتان وعمل على (تخريب) العراق وتحويله الى (كانتونات طائفية) يديرها اللصوص والسراق وقطاع الطرق وعصابات الجريمة وهي تتقاتل وتحترب فيما بينها الى حد عدم اعتراف الآخر ، ونهب كل هؤلاء وبالتعاون مع الأمريكان والطامعين من دول الجوار، وتحت مشورة الامريكان ودعمهم ، خيرات العراق وثروته وسلموا مقادير بلدهم للإغراب والطامعين والشامتين بالعراق وتاريخه وحضاراته عبر التاريخ ، وضاع بالتالي دم العراقيين بين القبائل!!

ولا أحد من العراقيين لديه أدنى (أمل) بأن الامريكيين كانوا جادين في أن لديهم (رغبة) لاعادة تقييم سياستهم في العراق، بل أن (الصحيح ) و (المنطقي) بعد كل الذي جرى طوال كل تلك السنوات العجاف، أن الامريكان جادون فعلا في أن (يديروا) ظهرهم للعراق ، ولم يعد هذا البلد يحتل (أدنى اهتمام) من وجهة نظر ساستهم ، بعد ان حولوه الى (مشاعية) للـ (الفوضى) و(الفلتان) وحتى (الدكتاتورية) وكل يحكم على هواه ووفق ما يشتهي..وليذهب العراقيون وتاريخهم الى الجحيم!!

إن العراق من حيث القيمة الاعتبارية (إنتهى) ولم يكن بمقدوره ان يعود بلد له (مكانة) هذا إن رغب أهله أن يكون لبلدهم (مكانة) الا ربما بعد خمسين عاما أو يزيد..!!

أجل..قد تحيا الأجيال في العراق بعد خمسين عاما..وترى (معالم) لـ (دولة) إسمها (العراق) حتى وان كانت (مفككة).. لكن حتى هذا الأمل لم يعد قريب المنال!!

حقا إن ما ينطبق على مستقبل العراق بعد كل تلك العقود من الفترة المظلمة مقولة (أيس يعبيس) ..!! ولله في خلقه شؤون..!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *