الاعلام الحكومي “صخم وجهك وصير حداد” … بقلم كاظم العبودي

الاعلام الحكومي “صخم وجهك وصير حداد” … بقلم كاظم العبودي
آخر تحديث:

قبل ايام دار حديث مع احدى الزميلات التي تعمل في احد الدوائر الاعلامية الحكومية اشتكت فيه من مسؤولها الذي يبعث لدائرة الاعلام بصورته مع مجموعة من المسؤولين ويأمر بنشر خبر بالموضوع وبناءً على ذلك يجب عليها ان تستوحي الخبر من الصورة وما قاله المسؤول فعلقت على حديثها يجب ان لا تمنحي هوية الصحافة لا نك قارئة فنجان ” كشافة ” ابتسمت وقالت: حدث مرة ان كتب خبرا فيه قال: الاستاذ فلان الفلاني كذا وكذا فخمطه احد الصحفيين و كثيرين هم اصحاب الخمط ونشره في بعض الوسائل الاعلامية ما اثار ضجة كبيرة عندها حصلت على “قاط رزالة ” مع هذا ارسل السيد المدير في نفس اليوم مع موظف مكتبه قصاصة ورق من سطر واحد بدون صورة وقال: “سوو هذا خبر” عندها علقت على زميلتي يجب ان تسحب منك هوية نقابة الصحفيين وتمنحي هوية من اتحاد الادباء والكتاب لأنك ستدخلين في مضمار التأليف ضحكنا حتى رن هاتفي واذا هو زميل اخر يستفسر عن عدم فاعلية الاعلام في احد الدوائر الحكومية التي تحتوي على 31 مستشار اعلامي فضلا عن قسم اعلام ، عندها لم استطع ان امتلك اعصابي فقلت ان اوباما لا يمتلك 31 مستشار اعلامي وان كان الرجل غير ثرثار كمسؤولينا ولم يلقي يوما كلمة تجاوزت 10 دقائق وهو الذي يتحكم بمصير العالم باسره ، وتسألني عن عدم فاعلية الاعلام !، اخي ان ما موجود في تلك الدائرة بل واغلب الدوائر الحكومية ليس اعلاميين ولا صحفيين و انما “صخم وجهك وصير حداد”.
فعلا ان ما يمارس من اعلام في الدوائر الحكومية هو اعلام هزيل لان من يقومون به هم بعيدين عن الاعلام وذلك لعدة اسباب اهمها هي اعتقاد المسؤول بان الاعلام هو صورة كما فعل ذلك المدير مع زميلتي عندما كان يبعث لها صورا وهي تستوحي منها اخبارا وان شعر المسؤول بأهمية و خطورة الاعلام، فلا يعيره اهتمام وانما يعطيه شيء هامشي كما فعل ذلك المدير عندما احس بخطورة الاعلام فبعث قصاصة ورق “اجه يكحلها عماها”. فيما ان اغلب المسؤولين يجلبون اقاربهم ويضعونهم في قسم الاعلام وبعض الاحيان بمنصب مستشار او مسؤول اعلامي وهو لم يعرف ابجديات العمل الصحفي والاعلامي لذلك تجدهم فاشلين في عملهم خصوصا جماعة “الاستاذ عدة اجتماع وانتم سووه خبر من يمكم” فضلا عن امتناع اغلب المسؤولين عن ادخال الدائرة الاعلامية او المكتب الاعلامي في دورات صحفية خصوصا عندما يعرفون هناك تكاليف مادية ” على اساس هو حريص او يدفع من جيبه الاخ” هذه الاسباب العائدة للمسؤول ولكن هناك اسباب عائدة على ذات موظف الاعلام او المستشار الاعلامي او المسؤول الاعلامي اهمها الاعتقاد ان المدح والكلمات الجميلة هي التي تصنع الاعلام وتكفل نجاح المسؤول لذلك تجدهم يتحولون الى ماسحي اكتاف وملمعي صورة متناسين ان اول كلمة من صفتهم الوظيفية هي كلمة مستشار والتي تحتم عليه اداء الامانة بالنصح واظهار الحقيقة ، فكلما كانت كلمات الخطاب الاعلامي قريبة من الناس قليلة التكلف غير مترفعة كانت اكثر وقع وتأثير فضلا عن عدم سعي المسؤول الاعلامي لكسب الخبرة ولاكتفاء “بالقاط والربطة والتنضير الزائد ” وما يثير حفيظتك تمسك “ابو قاط ” برأيه واخذ المسؤول بمشورته مما يجعل الاثنين ” المسؤول وموظفه الاعلامي” يعيشون بوهم هم صنعوه بأيديهم لذلك هم يحتاجون الى صدمة قوية “كرصت اذن” كي يفيقوا و لا اجدها الا بذلك الحبر البنفسجي .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *