حوار الأحزاب الكردية..هل ينقذ كردستان من أزمتها السياسية؟

حوار الأحزاب الكردية..هل ينقذ كردستان من أزمتها السياسية؟
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة اخبار العراق-في خطوة اعتبرها المراقبون لاوضاع اقليم كردستان محليا واقليميا ودوليا ” غير متوقعة “، اعلن رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الاحد الماضي استعداده للتنحي ومطالبته بتعيين شخص لرئاسة الاقليم لحين موعد الانتخابات القادمة.فالمطالبة بحد ذاتها تعد خطوة متقدمة من رئيس الاقليم لحل ازمة سياسية حادة عصفت ولازالت باقليم كردستان ، وادت في اوجها الى تعليق عمل برلمان الاقليم ومنع رئيسه ووزراء كتلة التغيير من دخول عاصمة الاقليم اربيل لمزاولة اعمالهم.وجاءت مطالبة بارزاني بالقول “اتصل بي عدد من السياسيين والاكاديميين في الايام القليلة الماضية، وقالوا بأن رأيهم ورأي عدد من المواطنين يقول بأن حل الازمات التي يمر بها إقليم كردستان هو لدي، ويقال بأن بارزاني يستطيع حل هذه المشاكل”.فمواطنو الاقليم ، زادوا ام قلوا ، يرون ان الحل يكمن بيد بارزاني.. والحل بيده لكل المشاكل والازمات ، وما اكثرها في الاقليم ، من سياسية واقتصادية ومالية يعاني منها المواطنون بالدرجة الاساس خاصة اصحاب الرواتب والاخرون من الطبقات الدنيا. واضاف بارزاني “اذا كان حل المشاكل السياسية الداخلية في إقليم كردستان عندي، فقد قمت اكثر من مرة بدعوة الأحزاب السياسية للإجتماع، إلا انهم لم يحضروا تحت اعذار متنوعة، وطالبت ايضا بأن تجتمع الاحزاب مع بعضها البعض لحل هذه الازمات، إلا انهم لم يجتمعوا ايضا”.واشار الى “ان حل هذه الازمات يكمن في الحوار بين الاحزاب، وان يتم انتخاب رئاسة جديدة للبرلمان لكي يعود لمزاولة اعماله ثانية، وان تتفق الاحزاب كافة على تشكيل حكومة جديدة، وتعيين شخص لرئاسة إقليم كردستان لحين بدء موعد الإنتخابات القادمة”.فهو قد اعتبر ان حل الازمات يكمن بالحوار وانتخاب رئاسة جديدة للبرلمان وان يتم تعيين شخص لرئاسة الاقليم لحين بدء موعد الانتخابات المقبلة..ووضع شروطا قبل انتخاب الرئيس منها الحوار بين الجميع ..وانتخاب هيئة رئاسة جديدة لبرلمان الاقليم والتي قد تعدها حركة التغيير موجهة ضدها.فكيف استقبلت بعض الكتل الكردستانية المؤثرة في الاقليم هذه الخطوة؟فمن كتلة التغيير اكدت النائبة سروة عبد الواحد ان” خطوة مسعود بارزاني الاخيرة الخاصة باختيار رئيس جديد للاقليم ، بحاجة لتفعيل عمل البرلمان “.وقالت ” ان خطوة بارزاني جيدة ، واذا اردنا ان تكون واقعية ، يجب ان تسبق بخطوة تفعيل البرلمان”.واضافت :” ان بارزاني ، اذا اراد تفعيل ماطرحه ، فعليه ان يقدم استقالته ويكلف نائبه بالمسؤولية لحين اجراء الانتخابات”.من جانبه اكد القيادي بالاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي دعمه وتأييده لمبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الداعية الى تعيين شخص لمنصب رئاسة الإقليم الى حين إجراء الإنتخابات المقبلة، داعيا الأطراف السياسية الى الإستجابة لها.ودعا اعضاء الاتحاد الوطني الى دعم مبادرة مسعود بارزاني في حل المشاكل السياسية والاقتصادية ، مؤكدا أن مبادرة بارزاني في هذه الظروف العصيبة، تفتح منفذا ومدخلا مناسبا لحل المشاكل السياسية في الإقليم، واذا ما تم تطبيقها بوعي واخلاص، فانها ستكون خطوة جيدة لتحسين الوضع الاقتصادي ومعيشة المواطنين.كما دعا جميع الاحزاب والاطراف السياسية، للتعاون بروح التسامح والشعور بالمسؤولية التأريخية، حتى تصبح هذه المبادرة خطوة نحو تجاوز الشعب الكردي واقليم كردستان هذه الازمة الخطيرة، والتي شملت جميع مناحي حياة المواطنين.

وحول مرشح لرئاسة الاقليم اكد النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني عبد الباري زيباري :” ان المرشح للرئاسة ، ومن اية كتلة ، مازال قيد النقاش”.واضاف :” ان الجميع يقف مع هذه المبادرة من اجل الوصول الى الحلول الشاملة لمشاكل الاقليم السياسية والاقتصادية والمالية ” ، موضحاً انه” لايمكن القيام باية خطوة مستقبلية بهذا الاتجاه دون التئام برلمان الاقليم ، باعتباره صاحب القرار خاصة بآلية اختيار رئيس الاقليم”.اذن خطوة بارزاني قابلها تجاوب من الكتل الاخرى وخاصة المختلفة معه ..ولكن مطالبته بانتخاب رئاسة جديدة لبرلمان الاقليم قد تصطدم برفض من كتلة التغيير التي قد تصر على بقاء العضو فيها يوسف محمد رئيساً للبرلمان لحين اجراء انتخابات جديدة.وان لم تبرز اي خلافات جديدة فالخطوة تعد ، حسب اعضاء حزب بارزاني ومنهم النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، جاءت من مكان القوة ، وليست رد فعل على ضغوط خارجية .وقال شنكالي:” ان مبادرة رئيس الاقليم تضمنت محاور عديدة مثلت خارطة طريق لحل جميع المشاكل التي يعيشها الاقليم طيلة السنين السابقة ، وابرزها ما يتعلق بقضية الرواتب وتفعيل برلمان الاقليم واختيار حكومة ورئاسة مؤقتتين للاقليم ، لحين اجراء الانتخابات”.واضاف ان “المبادرة جاءت برؤية واضحة من رئيس الاقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني ، ولم تأت من ضغوط خارجية او شعور بالضعف كما يحاول البعض تصوير الامر ،بل على العكس كانت من مكان قوة ورغبة باسكات جميع الافواه التي تحدثت عن تشبنا بالحكم وعدم المبالاة بواقع ومصالح الشعب الكردي”.واكد شنكالي ان “المبادرة هي خطوة باتجاه اعادة اللحمة بين جميع القوى الكردستانية”، داعيا جميع الاطراف الكردستانية للتجاوب والتفاعل والتعامل بايجابية معها .فان كانت المبادرة من موقع قوة او من موقع اخر ، فالاقليم يسير على الاقل خلال هذه الفترة نحو الهدوء والترقب بانتظار خطوات الاحزاب الكردية والتي بيدها حل الازمات او بقائها تراوح في محلها بانتظار الحل ، ان كان انياً او بتاثيرات داخلية او خارجية.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *