التعتيم على نشر نتائج دراسة ظاهرة التشوهات الخلقية في العراق ، بضغوط سياسية أمريكية .. بقلم د. عمر الكبيسي

التعتيم على نشر نتائج دراسة ظاهرة التشوهات الخلقية في العراق ، بضغوط سياسية أمريكية .. بقلم د. عمر الكبيسي
آخر تحديث:

لقد اهتم كل من هو معني بالوضع الصحي في العراق بظاهرة زيادة وقوعات حالات التشوه الخلقي في العراق بشكل مكثف للفترة من 2003 ولغاية اليوم بين الاطفال حديثي الولادة المكتملين لفترة الحمل او الخدج او المتوفين إسقاطا والتي كتب عنها الكثير وكانت قيد دراسات نشرت عالميا وبالأخص في الفلوجة المرتبط اسمها باستخدامها بمعارك دامية واستخدام أسلحة محضورة .
ولغاية تثبيت واقع واسباب هذه الظاهرة الكارثية استبشر المهتمون والباحثون بقرار وزارة الصحة العراقية كونها تشكل الجهة المسؤولة عن الكشف والتحري لإجراء دراسة كشفيه واحصائية للتحقق من علاقة ظاهرة التشوهات الخلقية في ثمان محافظات عراقية وإبشراف تشاوري ومشاركة مالية مع منظمة الصحة الدولية وعهدت لتصميم واجراء الدراسة الى مجموعة من الاطباء والاختصاصيين بمتطلبات الدراسة والتي يفترض انها استغرقت ستة اشهر ابتداء من شهر مايس 2012 وكان المفروض ان تنشر النتائج في نهاية تشرين الثاني نفس العام .وقد كان سبب هذا الاهتمام هو كثرة ما نشر اعلاميا من قبل مسئولين واطباء ومهتمين بالوضع الصحي عن حقيقة الظاهرة واقعيا واحصائيا ليس فقط في وزارة الصحة ولكن في وزارات البيئة والعلوم والمهتمين بشؤون التلوث والطاقة ناهيك عن الدراسات الميدانية التي نشرت من العراق ومن خارج العراق بمجلات ومواقع علمية رصينة والتي ربطت بشكل موثق بين هذه الظواهر وبين التلوث البيئي الاشعاعي والسمي الناتج عن استخدام الاسلحة المحضورة واليورانيوم المنضب والاهمال الناتج عن عدم التعامل مع النفايات والاسلحة والمعدات المدمرة الناتجة عن مخلفات حرب الخليج واحتلال العراق عام 2003 .
بعد انتهاء الدراسة الميدانية اطلقت تصريحات نشرت في صحف ومحطات اعلامية بان نتائج الدراسة تعد كارثية ونسبتها الى مسئول كبير في وزارة الصحة ومن بين المهتمين في الدراسة لكن ما حدث بعد ذلك يوحي بأن هناك ضغوطات تمارس لتأخير اعلان النتائج والتي كان يجب ان تنشر في بداية عام 2013 ويبدو ان الإدارة الآمريكية أستعملت ضغوطا على منظمة الصحة الدولية وتقصدت في هذا التاخير ليتم بعد مرور تسعة اشهر على موعد النشر اعلان تحفظات على الدراسة وعلى طبيعة اجرائها و وضع توصيات تطالب باعادة النظر في هيكلة الدراسة و وسائل جمع المعلومات الاحصائية قبل ان تكون الدراسة ذات قيمة أو نتائج تثبت مسئوليتها ومن أجل ان لا تكون هذه الادارة تحت طائلة المحاسبة والتعويض .
لقد تم الحديث من قبل باحثين ومهتمين بالموضوع من مراكز عديدة تدعوا المنظمة الدولية لعدم الرضوخ للدوافع السياسية التي تضعها الادارة الامريكية والبنتاكون امام نشر كل ما يتعلق بقضية الاسلحة المحضورة واستخدام اليورانيوم واعتبروا ان التعامل مع حيثيات الدراسة والتحفظات التي اطلقتها منظمة الصحة الدولية بعد اكمال الدراسة على منهجيتها والتشكيك بنتائجها تمثل واقع حال هذه الضغوط على المنظمة للكف عن نشر كل ما يشير الى ما له علاقة بما حدث ويحدث من كوارث طبية في العراق بسبب عملية احتلال العراق وغزوه عسكريا . وتقدم حاليا اكثر من 60 باحثا وناشطا من علماء مختصين ومهتمين بالمتابعة والتمحيص باعتراض شديد عما يدور من غموض ولف ودوران على الدراسة مع انها دراسة مشتركة كلفت الكثير من الجهد والمال المشترك لإجرائها .
إنني بدافع من الحرص الشديد اتوجه الى مسئولي وزارة الصحة والباحثين المشاركين بالدراسة والى اللجنة الصحية في البرلمان وممثل العراق في منظمة الصحة الدولية والى كافة الزملاء من اللجان العلمية لنقابة الاطباء والجمعية الطبية العراقية وجمعية السرطان وامراض الاطفال ورؤساء الصحة في المحافظات التي اجريت فيها الدراسة بان يتحركوا برصانة علمية وهمة وطنية لا تتأثر بمصلحة طرف او مسئول معين للكشف عن حقيقة ما يجري وعن راي الباحثين العراقيين بما جرى وما وصلت اليه الدراسة من نتائج كون ان أعذار المنظمة الدولية لا تشكل عائقا دون نشر المهم مما تشير اليه هذه الدراسة من نتائج أسوة بما نشر من قبل دراسات رصينة بخصوص الظاهره و وقوعات الاورام والسرطانات . إن هذا الموقف مطلوب ويشكل أمانة علمية بمرحلة عصيبة يمر بها مجتمعنا العراقي بسبب مخلفات الحرب واهدافها بهذا الشعب المنكوب . إن قول الحقيقة مهما كانت النتائج والإفصاح عنها هو أمانة علمية ومسئولية كبيرة و محاولة إخفائها هو امر خطير لا يقل خطورة عن حقيقة ما جرى من تخطيط لإستهداف العراق وشعبه خصوصا بعد ما سمع العراقيون وادركوا حجم ما ونشر وكتب وصور وصرح به من هول كارثة التلوث من قبل مختصين ومسئولين وباحثين عراقيين ومختصين من اطراف ومراكز ونشريات عالمية ودولية وتجدون مرفقا روابط نشر اهمها ذات العلاقة بالدراسة نفسها . اللهم اني بلغت اللهم فاشهد .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *