التمسك الايراني بالساحة العراقية

التمسك الايراني بالساحة العراقية
آخر تحديث:

بقلم:علاء کامل شبيب

لم يستمر التفاٶل کثيرا بشأن إحتمال إجراء التفاوض بين الولايات المتحدة الامريکية والنظام الايراني طويلا إذ سرعان ماتبدد ذلك مع قيام الاخير بزيادة عمليات تخصيب اليورانيوم والتي لايبدو أنها تلقى أي تقبل وتفهم دولي بما فيه روسيا الاقرب لهذا النظام وإن الرد الامريکي الذي جاء على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتيغوس، والذي أعلنت فيه بأن الحل الوحيد مع إيران هو اتفاق جديد يشمل وقف كل التهديدات، معتبرة أن الشروط الـ12 التي أعلنها الوزير مايك بومبيو تشكل أساسا لهذا الاتفاق. وإستطردت قائلة بأن صنع التهديدات، واستخدام الابتزاز النووي، وإرهاب الدول الأخرى هو سلوك معتاد للنظام الثوري في طهران، متوقعة بأن يعاود التهديد بإغلاق مضيق هرمز. وإعتبرت أن تهديد طهران بوقف تنفيذ الالتزامات النووية الرئيسية “خطوة كبيرة في الاتجاه الخاطئ، ويجسد التحدي المستمر الذي تفرضه إيران على السلام والأمن الدوليين” وخلصت الى القول بأن واشنطن ستحاسب إيران على أي عمل ضد الشعب والمصالح الأمريكية، بمعزل عمن يقوم بذلك العمل، سواء كانت إيران أو وكلائها. وبذلك فإن التوتر يعود من جديد والکرة الان في ملعب النظام الايراني الذي يعاني أساسا من أوضاع قلقة وبالغة التوتر، لکن الذي يجب هنا ملاحظته إن واشنطن ترسل رسالة واضحة جدا لوکلاء طهران في المنطقة وفي مقدمتهم ميليشيات الحشد الشعبي العراقي وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي حيث إن قيامهم بأي نشاط لصالح النظام الايراني لن يمر بردا وسلاما عليهم أو على النظام الايراني نفسه.

الاجراء الذي أقدم عليه النظام الايراني ظنا منه بأن ذلك سيٶدي الى حدوث إضطراب في الموقف الدولي بشأنه ولاسيما من جانب الاوربيين، فإن موقف وزير الخارجية الالماني هايکو ماکس، کان واضحا خلال مٶتمره الصحفي مع وزير خارجية النظام الايراني حيث أعلن فيه رفض بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لهذا الاجراء الايراني وإعتباره إخلالا بإلتزامات إيران بموجب الاتفاق النووي، وذلك مايضع النظام الايراني وأذرعه في المنطقة وجها لوجه أمام المسٶولية عن أي تطور سلبي آخر، ولاريب من إن هذا الرفض الدولي الصادم للنظام الايراني سوف يدفعه للمزيد من العزلة والانطواء على نفسه إذ أن المجتمع الدولي متفق من حيث المبدأ وبغض النظر عن الموقف الامريکي، بضرورى وأهمية تقليم أظافر النظام وإعادته الى حجمه الطبيعي وإنهاء وضعه الشاذ هذا ولاسيما تدخلاته في بلدان المنطقة وإستغلاله ذلك من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، وإن ترکيزه على الساحة العراقية من خلال الزيارات غير العادية التي قام ويقوم بها القادة والمسٶولون في هذا النظام للعراق والتأکيدات”الماسخة”بخصوص أن العراق والنظام الايراني جسد واحد وإن علاقتهما مترسخة ولايمکن التأثير عليها، إنما هو کذب مفضوح وکلام ليس له من أي”تصريف”في العراق إذ أن الشعب العراقي الذي إکتوى بنار حروب غير عادية لايريد أن يواجه حربا أخرى من أجل عيون نظام مکروه عالميا ومکروه ومرفوض من جانب شعبه وقد وضع نفسه بيده في وضع وموقف ليس لأحد من أي ذنب حتى يدفع ثمن ذلك!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *