الحكومة تقرر رفع السلاح في وجه العراقيين

الحكومة تقرر رفع السلاح في وجه العراقيين
آخر تحديث:

بغداد/شبكة اخبار العراق- الحشد الشعبي هو تجمع لميليشيات شيعية. هو حشد شيعي مسلح إذن. أليس من حق العراقيين أن يشعروا بالخوف وهم يرون الحكومة وهي تسعى إلى فرض ذلك الحشد عليهم بقوة القانون؟.شيء طبيعي أن يشعر سنة العراق بالخوف، وهم الذين وُضعوا في الهدف، باعتبارهم العدو الطائفي الجاهز في حرب أهلية قد تقع في أية لحظة. ولكن هل يطمئن شيعة العراق إلى لغة السلاح، التي لا يجيد أفراد الحشد لغة سواها؟.العراقيون خائفون. شيعتهم وسنتهم. لقد جمعهم الخوف على مائدة واحدة. فالحكومة التي يديرها زعماء الأحزاب الشيعية تسعى إلى القفز على خوفها من المستقبل من خلال وجود ميليشيا شبيهة بالحرس الثوري الإيراني، تكون مهمتها قمع العراقيين المحتجين والرافضين لوجودها القائم على الفساد. لا يهم إن كانوا شيعة أو سنة. درجة انتسابهم إلى ماكنة الفساد هي التي تهم.أن تسعى حكومة بغداد إلى وضع الحشد الشيعي في مكان لا يصل إليه القانون ولا يمسه فهذا معناه أنها قررت أن ترفع السلاح في وجه العراقيين. فوجود الحشد الشيعي، بغض النظر عن الصيغة القانونية التي تنظم عمله هو بمثابة اعلان حرب على السلم الأهلي ومن قبله الحياة المدنية.العراقيون اليوم مهددون بفقدان آخر خيوط الأمل باستعادة شيء من الحياة المدنية التي فقدوها بعد أن دمرتها الحروب المتلاحقة ووضعها الاحتلال الأميركي في قبضة الأحزاب الدينية.وكما يبدو فإن الاقتراح الإيراني القاضي بتأسيس الحشد الشيعي جاء منسجما مع خطة المحتل الأميركي لمنع العراقيين من التفكير في إقامة دولة مدنية على أنقاض تلك الدولة التي محتها الدبابات الأميركية.أكمل الإيرانيون ما بدأه الاميركيون. ولكن ما موقف العراقيين الذين سيدفعون الثمن كاملا؟ ألم يتعبوا من عسكرة مجتمعهم التي قادتهم إلى العصور الحجرية؟ الا يزال في إمكانهم أن يطيقوا رؤية البنادق تحيط بهم من كل جانب؟ ألم يحن الوقت لنزع ملابس القتال التي ذهبت بالملايين من شباب العراق إلى القبور؟إذا كانت الأحزاب الشيعية غير مطمئنة إلى مستقبلها في الحكم، فعليها أن تراجع سياساتها التي تقف وراء غياب الثقة في علاقتها بالشعب، لا أن تزج بمئات الألوف من شباب الشيعة في تهلكة التلذذ بالقتل.

هؤلاء الشباب الذين ما عادوا يجيدون القيام بشيء نافع هم ضحايا الفساد الذي حرمهم من المدارس والمصانع والمزارع والمسارح والمكتبات ودور السينما.لا درس ولا عمل ولا تسلية إلا من خلال فوهة البندقية.وهكذا يكون تثبيت وجود الحشد الشيعي قانونيا هو بمثابة إرساء لقواعد الذعر والهلع وتكريس لانقسام المجتمع بين مَن يحمل السلاح وبين مَن يخشى أن يُستعمل ضده السلاح بمجانية مطلقة.لقد حُرم العراقيون سنوات طويلة من الحياة الحقة. وهاهم يبتلون اليوم بساسة لا يعرفون، سوى النهب والسرقة وإشاعة كل أنواع الفساد والرذيلة والجهل وتدمير القيم الإنسانية والوطنية ونشر الريبة والكذب والنفاق، وصولا إلى اضعاف المجتمع وتفتيته ووضعه تحت السيطرة.وكما أرى فإن تكريس الحشد الشيعي وإن انطوى مظهريا على نزعة طائفية، فإن هدفه الأساس يكمن في الرغبة في ضبط ما يمكن أن أسميه بالشاعر الشيعي، ذلك لأن سنة العراق قد تم الحاقهم بالمجتمعات البائدة، بعد حرب أهلية استمرت سنتين وبعد حصار مدنهم وحرمان الغالبية منهم من حقوقهم المدنية وبعد فتح الحدود لتنظيم داعش لإحتلال مدنهم والعبث بهم.فمرحلة ما بعد داعش ستشهد كما هو متوقع انحسارا لافتا لوجود الحشد الشيعي في المناطق ذات الغالبية السنية. وهو ما يعني عودة أفراد ذلك الحشد مسلحين بخبرتهم في القتل والابادة والهدم والتعذيب إلى مدنهم، وهي مناطق ذات أغلبية شيعية. فهل سيقوم أولئك المسلحون بإدارة المدارس والمستشفيات والمكتبات العامة وتشييد العمارات وشق الطرق والعمل في المزارع والمصانع وعزف الموسيقى في الساحات العامة على سبيل المثال؟لا شيء من كل ذلك. لا شيء سوى أن يمارسوا مهنتهم التي لا يعرفون مهنة سواها. القتل، وليس لدى إيران ما تقدمه للعراقيين سوى القتل.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *