الرئيس .. بين هارون وقارون

الرئيس .. بين هارون وقارون
آخر تحديث:

بقلم:كاظم المقدادي

كما كان اختيار الحلبوسي محل دهشة واستغراب لأكثر السياسيين والمثقفين ..فان بداية فاتحة المجلس بتلاوة سورة عمار بن طعمة هي الاخرى كانت صدمة للمؤمنين بالوطن من العراقيين .

اذكر اني ..التقيت المهندس محمد الحلبوسي لاول مرة في مناسبة ثقافية في نادي العلوية وقد عرفني به مهندس بلداوي/ ولا أنكر ان الشاب محمد ..كان أنيقا في مظهره لبقا في كلامه ..لكنه كان شاردا في تفكيره مستعجلا في سرد مكانته وطموحه.

ومن يومها .. عرفت ان له علاقات مع السفارة الامريكية التي منحته الثقة والمبالغ الكبيرة لاصلاح ما دمره تنظيم القاعدة في مدن الأنبار عن طريق شركته الفتية.

ومرت الايام ودارت الايام في بغداد والرمادي وعمان ..ولَم أكد أراه / الا بعد انتخابه رئيسا للبرلمان وسارعت الاتصال بصديقي المهندس البلداوي لأتأكد من قوة وصحة ذاكرتي ..وكان الجواب بالإيجاب وثبتت الرؤية وفتحت لصديقنا اوسع الأبواب .

.. وكان لهذا الصعود المفاجيء اكثر من حكاية ربما يؤكد صحة ما تناولته قناة ( الشرقية ) في قضية المال السياسي/ والا بالله عليكم / هل ان محمد الحلبوسي هو افضل النواب حظا بالرئاسة ..من السابقين واللاحقين..؟

في اول جلسة للبرلمان/ كان رئيس السن السيد محمد علي زويني..متألما ومرتبكا لحال مدن العراق و بغداد حاله حال العراقيين الذين يبكون مدينتهم المستباحة بجهل المسؤولين وسيطرة الرعاع المنبوذين ..وعندما يذكرنا زويني ببغداد مدينة الرشيد وأيامها العظيمة والخليفة المأمون مؤسس بيت الحكمة ..فانه على صواب من المعرفة والسيرة الحسنة.. كان شارل ملك فرنسا مرتبكا ومندهشا وهو يتبصر باستغراب هدية هارو ن الرشيد له / وكانت ساعة لم يعهدها ملوك الفرنجة من قبل ..وهذه الواقعة وحدها تجعلنا نفتخر بان لنا خليفة في بغداد على هذا المقدار من حكمة القيادة والدهاء والسداد .

والغريب/ ان ترى اليوم شارع الرشيد بحالة يرثى لها وهو الشارع الاول الذي شقه الوالي العثماني خليل باشا ( خليل باشا جادة سي) في بغداد المعاصرة في بداية القرن العشرين..واذكر اني سالت مرة امين بغداد انذاك صابر العيساوي / ان كانت لحكومة المالكي مشكلة ( طائفية ) مع الخليفة هارون الرشيد وللتاريخ فالسيد نوري المالكي خصص نصف مليار دولار لإعادة تأهيل شارع الرشيد ..لكن وزير الثقافة انذاك سعدون الدليمي استأثر بها واستولى على المبلغ كاملا مع مبالغ اخرى مخصصة لمشروع بناء الأوبرا في الصالحية الذي لا يزال حفرة مهجورة/ للعلم فان سعدون الدليمي أعيد انتخابه وهو نائب يرزق.

من الواضح ان هناك محاولات جادة ومستمرة لنسف كل مظاهر بغداد الحضارية و التي بدأت برفع نصب ( المقاتل العراقي ) من ساحة باب المعظم ثم بتدمير نصب ساحة اللقاء من عمل علاء بشير .. الى نسف تمثال ابو جعفر المنصور ..الى التلويح في اكثر من مرة بهدم نصب الشهيد .

وفي ظل هذه البيئة المشحونة بالحقد على كل ما هو بغدادي وحضاري / ينساق النائب عمار طعمة ..معترضا على اسم هارون الرشيد ومتسلحا بحس طائفي بغيض و بقراءة الجهلة للتاريخ ..ولو عاد الى قراءة التاريخ بنفس عراقي و بقراءة واعية لوجد ان هناك مصادر وأيد خفية تحاول الاساءة لآل البيت الكرام ولقادة العراق العظام .. / وهل ينسى انه ينتمي اليوم لاوسخ حقبة مرت على العراق وهي حقبة قارون الذي خسف الله به الارض لكثرة استهتاره واكتنازه للمال ..تماما كما يفعل معظم الذين نراهم اليوم في مشهد سياسي مقرف وأليم وهم يسرقون امام اعيننا كل شي ثمين.. من تاريخ وذاكرة و وطن جريح وحزين .

من الواضح ../ ان هذا المشهد الحزين لليوم الاول من انعقاد الجلسة الاولى من شهر محرم الحرام ياتي منسجما مع وجود كل المحرمات ..من نواب وصلوا الى البرلمان بانتخابات متعثرة ومزوّرة ..وباختيارات رئاسية مقرنة بفساد مالي أكدتها بالصوت والصورة النائبة الطاهرة ماجدة التميمي تحت قبة البرلمان .

و مع كل هذه المؤشرات السلبية / هناك من يأمل خيرا من قادم الايام ونسوا او تناسوا ان كل انتخاباتنا هي انتخابات ( ايرانية أمريكية ) بامتياز / وعلينا ان نشكر السيد هادي العامري الذي كان صريحا عندما دخل الى البرلمان حاملا راية الانتصار الايراني على الشيطان الاكبر..

وبفضل اجتهادات وتحذيرات ( ولاية الفقيه ) من مشاكل زواج المتعة مع امريكا التي تعاني من مرض الإيدز السياسي..&

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *