السيد مصطفى الكاظمي .. رسالتك إلى العراقيين بائسة ولن تنفعك دموع التماسيح

السيد مصطفى الكاظمي .. رسالتك إلى العراقيين بائسة ولن تنفعك دموع التماسيح
آخر تحديث:

بقلم:اياد السماوي

السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي .. رسالتك المتلفزة إلى الشعب العراقي بأنّك لا تملك حلّا سحريا ينقذهم من الحر اللاهب , بائسة وينطبق عليها المثل القائل ( عذر أقبح من فعل ) , وقد تسألني لماذا هي عذر أقبح من فعل ؟ , لأنّني أعرف تماما أنّك غير صادق في رسالتك وغير متألم على أبناء شعبك كما ادعيت .. ولو كنت متألما فعلا كما ادعيت لكنت قد سعيت من اليوم الأول الذي أصبحت فيه رئيسا للوزراء لتوفير المال اللازم الذي طلبته منك وزارة الكهرباء قبل شهرين لمواجهة الصيف والقيام بأعمال الصيانة اللازمة للمحطات الكهربائية حتى لا تنهار .. هل وفرّت هذه الأموال يا جناب رئيس الوزراء ؟ وهل أعطيت وزارة الكهرباء دينارا واحدا حتى هذه اللحظة ؟ وهل يكفي مبلغ المئة مليار دينار التي أوعزت بها قبل يومين لسد متطلبات أعمال الصيانة ؟ فعلام إذن يا جناب رئيس الوزراء تذرف دموع التماسيح ؟ .. بعد ذلك ألم تكن تعرف أنّك استلمت تركة ثقيلة من التخريب والفساد وسوء الإدارة حين تمّ تكليفك لرئاسة الوزراء ؟ أم أنّك لا تعرف أنّ الحكومات التي سبقتك كانت حكومات نهب وسلب وخراب ؟ أم أنّك لا تعلم بانهيار أسعار النفط والأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها البلد وانتشار وباء مرض الكورونا في كلّ أرجاء العالم ؟ الآن تقول للشعب العراقي بأنّك لا تملك حلا سحريا بعد أن أصبحت رئيسا للوزراء وجئت بهذه الشلّة التي تحيط بك ؟ ..

جناب رئيس الوزراء .. الخراب والفساد وسوء الإدارة التي تحدّثت عنها في رسالتك للعراقيين , يفترض أنّك عارف بهما بحكم موقعك كرئيس لجهاز المخابرات منذ بداية حكومة حيدر العبادي , وأنا أجزم أنّك عارف بكل تفاصيل هذا الخراب والفساد .. فإذا كنت عارف بكل هذه الامور وإنّك لا تملك عصا سحرية لتغيير هذا الواقع فلماذ قبلت التصدّي لرئاسة الوزراء ولماذا لم تعتذر عن قبول المنصب ؟ .. كلّنا نعلم أنّك ياسيد مصطفى لا تملك عصا سحرية تضرب بها الأرض لتتفتّق عنها إثنى عشر محطة كهربائية عملاقة تسد الطلب المتزايد على الكهرباء وتواجه حر العراق اللاهب , وكلّنا نعلم أنّ الفساد المستشري في كافة مؤسسات الدولة لا يمكن أن ينتهي ويزول بليلة وضحاها , وكلّنا نعلم أنّ الإصلاح والتغيير الذي طالبت به جموع العراقيين الذين خرجوا في انتفاضة تشرين , لا يأتي من خلال إقالة رئيس وزراء واستبداله بآخر , بل من خلال تغيير النظام السياسي القائم وإعادة كتابة الدستور , وهذه ليست من مهمام حكومتك المؤقتة .. لكن الذي لا نعرفه هو أنّ جنابك سينحني للفساد والفاسدين أكثر من الذين سبقوه في هذا المنصب ويخضع صاغرا لمطالبهم في توزيع المناصب العليا في الدولة , وقصة إقالة رئيس صندوق إعمار المناطق المحرّرة السيد مصطفى الهيتي الرجل الذي يشهد الجميع بنزاهته واستبداله بوزير التجارة السابق محمد العاني الذي يشهد الجميع بفساده , خير دليل على صحة ما نقول , ناهيك عن أعادة تعيين العشرات من الفاسدين وتسليمهم مناصب حساسة جدا .. أمّا قصة تبّنيك صفقة تجديد عقود شركات الهاتف النقال , فهي المثل الأكبر أنّك أكثر فسادا من كلّ الذين سبقوك .. وإذا كان كاتب هذه السطور قد انخدع بك بداية الأمر , فهذا الخداع سرعان ما انكشف وبانت حقيقتك للشعب .. وقولك أنّي لا أملك عصا سحرية لن يعفيك من المسؤولية , لأنّك عارف بها قبل توليك المنصب الذي قبلته .. كان هنالك من هو أكثر منك حزما وتحمّلا للمسؤولية , فلماذا قبلت التحدّي .. سيد مصطفى أقولها كما قالها لك عزّت الشابندر قبل شهر تماما .. لا عذر لك في الفشل سوى الاستقالة .. قدّم استقالتك إن كنت فعلا متألما لهذا الشعب ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *