السيد هادي العامري مع التحية : دُّلَّنا على أماكن نشعل فيها الشموع

السيد هادي العامري مع التحية : دُّلَّنا على أماكن نشعل فيها الشموع
آخر تحديث:

بقلم:علي الزيادي

وأنا أتصفح مواقع التواصل الأجتماعي والتي باتت متنفساً حقيقياً لهموم العراقيين وكوارثهم شاهدت مقطع فديو وقد أطل من خلاله السيد هادي العامري وهو يحذر من الأعلام ودوره في زرع حالات اليأس لدى المواطن العراقي وبالنتيجة فأنه أي الأعلام في هكذا حال انما يعمل بالضد من الحكم وأشار الى ان الديمقراطية يجب ان تقف اذا اسطدمت مع مصالح الآخرين ولا أعرف ماذا يقصد أخينا العامري بالآخرين . هل هم الشعب أم أحزاب السلطة وحكومتها . وبالرغم من أن السيد العامري على انه مع الديمقراطية لكنه أراد المقارنة بين مايجري في العراق من حرية في التعبير ومايجري في الأمارات حيث أشار الى أن من يشتم الحكم في الأمارات يحال الى القضاء ويسجن سنتين . وطالب العامري أن نزرع الأمل بقوله . بدل من أن تلعن الظلام أشعل شمعة .

هذا الحديث وأنا أشاهد وأستمع اليه أستفزني كثيراً وأسباب الأستفزاز هنا كثيرة ويصعب أن نحصرها بمقال .

أستذكر هنا أيام قلائل قبل الأنتخابات التي زورت أرادة الشارع وهمشت أكثر من 80% من العراقيين لم يشاركوا فيها حين أطل علينا السيد العامري عبر شاشات التلفاز وأمام الكثير من الشخصيات التي تتبع أحزاب السلطة وهو يعتذر من الشعب العراقي معترفاً بالأهمال والتقصير والأنشغال بالمصالح الحزبية والصراعات تاركين البلاد تغرق في الفوضى وسوء الخدمات وتخريب البنى التحتية . وأنا هنا أستذكر تلك الأيام التي أعقبت الأحتلال الأمريكي الذي جائنا بداعي التحرير وكنا نرى نحن ابناء الجنوب الآليات العسكرية التي كانت تقل جماعة المجلس الأعلى ومنظمة بدر وحين جرى الأتفاق على تسليم الآليات والأسلحة وافقت تلك الجهات وغيرها على أعتبار أن العراق قد تم تحريره من حكم دكتاتوري غاشم .

كانت تلك بوادر أفرحتنا على أن الجماعة وهم معارضة سينقلون لنا تجارب العالم في التطور وليتحول العراق الى نقطة مضيئة وأن المواطن العراقي ستشمله الرحمة الألاهية ويحصل على حقوقه التي أغتصبتها الأنظمة السابقة .

ولم تمر مدة طويلة حتى اكتشفنا اننا كنا نسير خلف سراب ولتبدأ مرحلة الخراب المنظم . أهمال في كل شيء .ولاء مطلق للأجنبي وتنفيذ أجنداته بكل دقة . تشكلت أحزاب ولم يكن همها سوى نهب للثروات والتوسيع في الولاءات ولا نبالغ أذا ما قلنا ان كل مخابرات العالم أصبحت تعمل في العراق والمتضرر الوحيد هم المواطن العراقي الذي أشبعوه قتلا وأذلالاً . من تفجير الأمامين وأنطلاق الأعمال الطائفية الى سياسة تهميش الشعب بحجة مايسمى بالمساءلة والعدالة مع أن كبار مجرمي البعث كانوا مقربين من سلطة القرار . الى الهدر الواضح بالأموال التي كانت ترصد كموازنات أنفجارية وأذا بالكثير منها يذهب الى جيوب الفاسدين ولتتحول الى حسابات وعقارات خارجية .

السيد هاديالعامري يريد منا ان نشعل شمعة بينما من تسبب في قتل عشرات الآلاف من خيرة شبابنا لازال يحكم .السيد هادي العامري يريد منا ان نشعل شمعة بينما من نهب ثروات البلاد وأشاع الفساد لازال يحكم ومن روج للقتل لازال يحكم ومن فشل في ادجارة البلاد لازال يحكم ومن ارتبط بأجندات خارجية لازال يحكم . ومن باع خور عبد الله وتعمد اهمال ميناء الفاو الكبير لكي يبنى ميناء مبارك لازال يحكم .

السيد هادي العامري المحترم يريد أن يقارن الحكم في الحراق بالحكم في الأمارات ! وأنا أضع هنا علامة تعجب كبيرة . هل يعلم السيد العامري ان جواز السفر الأماراتي اليوم هو الأول عالمياُ ؟ وهل يعلم العامري أن المواطن الأماراتي هو الأفضل من ناحية تأمين خدماته الواجبة على الدولة تأمينها ؟ ؟

وهل يعلم أن الأمارات اليوم مكتفية ذاتياً حتى لو نضب النفط ستعيش بنفس مستوياتها على الأعماروالأستثمار .والأستثمار هنا ليس أستثمارنا الطارد للمستثمرين . أقول للسيد العامري أعطنا مايعطىالمواطن الأماراتي ,اصفق لك لو أعدمت من يتجاوز أو ينتقد الحكم . ولكن أن يكون الحكم على هذه الشاكلة في العراق نهب وسلب وأهمال وتخريب وأمية وبطالة وو و و وتريد أن نشعل شمعة ؟

أين نشعلها ؟ في بيوت الصفيح أم على ضفاف المياه الآسنة أم في مدرسة آيلة للسقوط أم في شارع ملي بالحفر والمطبات أم في مستشفى خالية من الخدمات الصحية وتنتشر فيها النفايات أم في العشوائيات التي تملئها الفئران أم في التقاطعات التي أصبحت ملاذ للعوائل تستجدي لتعيش .

تريد منا أن نشعل الشمع وأن من يحكمنا ليس له هم سوى المناصب والمكاسب . الشموع يوقدها الناس اليوم على المقابر يستذكرون فيها أعزاء عليهم غدر بهم زمن أعور جاء بالفاشل ليكون وزيرا والعاطل ليكون أميراُ ..هذه هي الحقائق ايها السيد الجليل . دلنا على أماكن نشعل فيها الشموع !!وللحديث بقية …

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *