الشرق الأوسط:دمج الحشد الشعبي بالجيش تكريساً للدولة الطائفية

الشرق الأوسط:دمج الحشد الشعبي بالجيش تكريساً للدولة الطائفية
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، اليوم السبت، مقالاً للكاتب شملان يوسف العيسى، حذر خلاله من ما اسماه تبعات اقرار الحكومة العراقية بـ “تكييف اوضاع مقاتلي الحشد الشعبي” ضمن امر ديواني صدر في التاسع من اذار الماضي.وذكر الكاتب في نص مقاله: “يبدو أن هناك في القيادة السياسية في العراق من هم عازمون على استمرار سياسة ترسيخ الدولة الطائفية على الرغم من كل المشكلات التي مر بها العراق في السنوات الأخيرة بسبب الاستمرار في هذا النهج، فقد أصدرت الحكومة العراقية يوم الخميس 8 آذار الحالي مرسوماً يدمج فيه فصائل الحشد الشعبي، وهي فصائل معظم أفرادها من الطائفة الشيعية الموالية لايران، رسمياً ضمن القوات المسلحة في البلاد ويساويها في الرواتب والتعويضات”.ويقضي المرسوم بأن يحصل مقاتلو قوات الحشد الذين تدعمهم وتدربهم إيران في الأغلب على كثير من حقوق أفراد الجيش حسب الكاتب الذي تساءل أيضاً: لماذا تم اتخاذ هذا القرار الآن؟واجاب ان ” الجواب واضح وهو محاولة التأثير في نتائج الانتخابات المقبلة التي ستجري في 12 مايو (أيار) المقبل… حيث تحظى قوات «الحشد الشعبي»، التي يبلغ عددها 60 ألف مقاتل، بتأييد في أوساط الأغلبية الشيعية في العراق”.

ويطرح الكاتب نتائج سلبية متوقعة من هذا القرار، حسب تقديره، يقول فيها إن “ضم قوات الحشد الشعبي الشيعية للجيش يعني بكل بساطة جعل المؤسسة الأمنية العراقية (جيش وشرطة وطيران وغيره) مؤسسة سياسية محتكرة لفئة من الشعب العراقي دون غيرهم… وبذلك تنتفي صفة الجيش الوطني الذي يمثل طوائف الشعب العراقي كله… ويصبح مؤسسة حزبية خاضعة لأوامر الحزب الحاكم”.ويضيف “لا تزال قوات الحشد منتشرة في المناطق ذات الأغلبية السنية التي شهدت قتالاً عنيفاً خلال السنوات الثلاث الماضية لطرد داعش الإرهابي… فوجود جيش طائفي وليس وطنياً في مناطق السنة سيخلق حساسيات وعدم رضا حتماً”.ولفت الى أن “هذه الخطوة ستخلق مشكلات جديدة مع حلفاء رئيس الوزراء العراقي في الغرب وتحديداً الولايات المتحدة ودول الجوار العربي؛ ذلك لأن فصائل الحشد الشعبي ذات النهج الطائفي قاتلت قواتها مع الجيش الأميركي لمحاربة الإرهاب بالسلاح الأميركي ودعم قوي من الطيران الأميركي الذي أرغم الإرهابيين الدواعش على الانسحاب من العراق… واليوم يعلن قادة الحشد رفضهم للوجود الأميركي في العراق، حتى وإن كان الهدف هو تدريب القوات المسلحة العراقية”، حسب قوله.

وأضاف الكاتب، أن “ما يُخشى منه هو خضوع قيادة الحشد الشعبي لإيران سواء عبر التمويل أو تنفيذ التوجهات الإيرانية. وخضوع الحشد لإيران أعلنه علي شمخاني أمين المجلس الأعلى القومي الإيراني، حيث حذر الحكومة العراقية من المساس بالحشد الشعبي”، وأكد أن “الدعوات التي تطالب بحله مؤامرة جديدة لإعادة انعدام الأمن والإرهاب إلى المنطقة”.ويواصل الكاتب إن ” دمج الحشد الشعبي في الجيش العراقي ما هو إلا بداية لتقسيم العراق فعلياً وعملياً… فيوجد في العراق اليوم منطقة للأكراد، ومناطق خاصة بالسُنة، ومناطق شيعية في الجنوب وبغداد، وهو خطوة مشابهة لما اتخذته إيران في لبنان بتأسيسها حزب الله اللبناني” حسب قوله.ويرى الكاتب، أن “دمج الحشد الشعبي مع الجيش سيخلق مشكلات جديدة للعراق، لأن هذه القوات لا تخضع لقوانين المؤسسة العسكرية العراقية، وكذلك رفض قيادات الحشد الشعبي لأي وجود أميركي في العراق والمنطقة، وهذا ما تطالب به إيران”..ويتساءل الكاتب: “هل يمكن أن يستقر العراق مستقبلاً إذا كانت هناك قيادات سياسية فيه ترفض أي دعوات جادة لتوحيد القوى والأحزاب الوطنية العراقية الحريصة على وحدة التراب العراقي ومكونات الشعب العراقي المختلفة”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *