العبادي بين “التردد” والقرار حزب الدعوة أس المشكلة

العبادي بين “التردد” والقرار حزب الدعوة أس المشكلة
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة اخبار العراق- العبادي الذي تولى مسؤوليته في ظرف حرج وتوافق داخلي واقليمي ودولي قل نظيره بقي مترددا سواء لجهة الاعلان عن انشقاقه عن حزب  الدعوة حيث لايزال يحتل موقعه كقيادي بارز فيه او لجهة حسم الكثير مما كان يتوجب  عليه حسمه طبقا لما تم الاتفاق عليه بين الكتل السياسية التي دعمته لتولي السلطة ومنها كتل نافذة في  التحالف الوطني نفسه وفي المقدمة منهم الصدريون بزعامة مقتدى الصدر والمجلسيون بزعامة عمار الحكيم. ومع انه ليس بوسع احد التغطية على الخلاف الواسع بين العبادي والمالكي والذي قد يظهر الى العلن خلال النصف الثاني من دورته الحكومية ومع بدء الاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة عام 2018 فان دولة القانون مازالت كيانا سياسيا واحدا يتزعمه المالكي كما ان حزب الدعوة نفسه مايزال حزبا موحدا وقبل ايام حين جرى الاحتفال بمناسبة الذكرى الستين لتاسيس الحزب كان كل من العبادي والمالكي يحيطان برئيس الجمهورية فؤاد معصوم كما ان المالكي القى كلمته كزعيم للحزب.

القصة اذن ليست قصة زعامة الائتلاف التي لاتزال محسومة للمالكي ولا زعامة حزب الدعوة المحسومة له ايضا ولكنها قصة السلطة والنفوذ التي لاتوجد الا في منصب رئيس الوزراء. هذا المنصب ترى الاوساط التي تدين بالولاء للمالكي سواء من داخل الدعوة والائتلاف ان العبادي بمجرد قبوله المنصب كبديل عن المالكي تمرد على الشرعية الحزبية وانه كان عليه ان يحذوا حذوا قادة اخرين منهم طارق نجم الذين اغلقوا هواتفهم وذهبوا الى لندن الى ان انتهت القصة حتى لايحرجوا. وهذا يعني ان الحلقة المحيطة بالمالكي كانت ترى انه كان على كل قادة حزب الدعوة ان يرفضوا احتلال موقع المالكي برغم ارادة حتى المرجعية الدينية التي تدخلت هذه المرة بصورة مباشرة حين دعت الى اختيار رئيس وزراء جديد.

اما من كان مؤيدا للعبادي وهم قلة ولايزالون كذلك داخل الحزب والائتلاف وهذه احدى نقاط المفارقة التي تحتاج الى الانتباه اليها كانوا يرون ان وقت الصمنية قد ولى وانه طالما المنصب داخل الدعوة ودولة القانون فلاظير في ان يتولاه شخصية تكنوقراط (حاصل على دكتوراه في الهندسة من بريطانيا) مثل الدكتور حيدر العبادي. وبالفعل تولى العبادي المنصب ليواجه سلسلة من المشاكل والازمات الخانقة بدء من احتلال داعش لنحو ثلث الاراضي العراقية والازمة المالية المعقدة بعد هبوط اسعار النفط الى اقل من 30 دولار للبرميل الواحد. لكن بقدر ماكان الحمل ثقيلا جدا لكن وجد الرجل نفسه محظوظا حيث حظي بدعم غير محدود وهو ما جعله يحرر محافظاتي صلاح الدين والانبار وقبلها ديالى والان قواته تقاتل على مشارف مدينة الموصل. كما انه تمكن بحزمة من الاجرءات التقشفية شبه الصارمة بالاضافة الى قروض ومعونات من البنك الدولي والولايات المتحدة الاميركية الى تمشية حال الرواتب وعحلة الحرب حتى بدات اسعار النفط تتنفس من جديد مما جعله يستطيع مواجهة ازمة الشح المالي حتى السنة المقبلة.

لكن لماذا لايزال مؤيدو العبادي قلة داخل الدعوة ودولة القانون بينما يملك هو السلطة والنفوذ كرئيس للوزراء بالقياس الى سلفه الذي فقدها كلها؟ الاجابة مثلما يرى الكثيرون ممن يعرفون العبادي عن قرب ان العبادي ذي الابتسامة البريئة في الغالب متردد في اتخاذ القرارات لكن بعض هذا التردد بات يحسب له بل تحول في الكثير من المحطات الى مصدر قوة له وذلك لجهة كونه معروف بالشح المالي بعكس “كرم” المالكي لايسعى الى الاغداق على احد حتى يكون قريبا منه او مواليا له بل انه يريد من يكون معه “على بلاطة” او  على حصيرة برغم ان هذه الفرضية قد  يعترض عليها البعض الذي بات يرى ان السلطة تدار الان من قبل جماعة معينين هم في  الغالب من عائلة واحدة وبعلم العبادي. بينما يرى اخرون ان العبادي يعمل بصمت حتى على صعيد اعادة هيكلة الدولة لكنه بالاساس لايحب الضجيج.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *