العبادي وظِلُّ المالكي

العبادي وظِلُّ المالكي
آخر تحديث:

 بقلم:علي حسين

قبل أيام أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما استقالته من منصبه ليقول لوسائل الإعلام:” يجب عليّ أن أقبل بأنّ حزبي ومواطنيَّ يريدون رحيلي “. كان زوما قبل هذا اليوم صاحب سجلّ ناصع ومواقف نضالية وتاريخ مشهود ضدّ الفصل العنصري في بلاده، وظلّ اسمه ثامناً بين الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم، لكن في لحظة هُزِمَ وأجبِرَ على الاستقالة، لأنّ مواطنيه لايزالون يتذكرون زعيمهم نيلسون مانديلا، الذي لم يعرف العالم سياسيّاً مثله، ليس لأنّه سُجِن أكثر من ربع قرن،. بل لأنّه كان صاحب الشخصية الساحرة والمناضل المتسامح داخل السجن وخارجه، الرئيس الذي رفض إعادة إنتاج الظلم، والسجين الذي قال لسجّانيه: “عندما أخرج من هذا المكان سأمدُّ يدي لكم لنبني معاً مستقبلاً جديداً لهذه البلاد”.

في حكاية مانديلا التي كتبتْ عنها مئات الكتب وآلاف المقالات، ما الذي يمكن لكاتب مثلي أن يضيف، بعد أن تحوّلت هذه الحكاية إلى مرايا تعكس لنا صورة عفويّة للتحولات الكبرى التي تحدث من حولنا، قبل أيام كانت صورة الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا وهو يبتسم مرسومة على قمصان وثياب مواطنيه، فالكلّ كان يدرك جيداً أنّ ذكرى الساحر الأسمر ستظلّ ضمانة لكلّ السكان الباحثين عن العدالة والنزاهة.

يكتب مانديلا في يومياته: ” لا يوجد في السياسة إمّا، أو.. ولا شيء اسمه الحلّ الوحيد، بل خليط من الحلول تصنع معاً حلّاً صحيحاً، ولهذا فالتراجع وقت الخطأ هي من صفات القائد”.

أمضى السيد نوري المالكي ثماني سنوات قابضاً على كرسيّ رئاسة الوزراء وقبله عشنا مع الجعفري وعلّاوي حكاياتٍ عن مسؤولين يقدّمون للعالم نظرية جديدة خلاصتها: “إنّ الديموقراطية لا تعني محاسبة الفاسد والسارق “، أرجو ألّا يظنّ أحدٌ أنني أحاول أن أعود في كلّ مرّة الى سيرة بناة الديمقراطية العراقية الحديثة ” وأنّ جعبتي خلت من الحكايات، إلّا حكاية عالية نصيف، ولكنني أيها السادة أحاول القول أن لا شيء يحمي الدول من الخراب، سوى مسؤولين صادقين، في العمل وفي الاعتراف بالخطا، وإلّا ما معنى أن يخبرنا حيدر العبادي كلّ يوم أنّ سبب مشاكلنا هو الفساد؟ ممنونين منك ياسيدي!! ولكننا نتمنّى عليك أن تصارحنا بأسماء الفاسدين والسرّاق. وتخبرنا، بصراحه، من هم الذين لطشوا أموال الكهرباء، والفائض من الموازنات، وأين ذهبت دولارات الصفقة الروسيّة، وماذا عن الذين يديرون الآن عشرات المليارات من أموال العراق المسروقة في مشاريع تجاريّة وصفقات سياسيّة. وأن لاتظلّ أسير ظِلّ المالكي.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *