العلاقة بين احمد ملا طلال و(بسطال) أبو طلال!

العلاقة بين احمد ملا طلال و(بسطال) أبو طلال!
آخر تحديث:

 بقلم:كامل الحساني

كل أصحاب الشرف الذين خدموا الجندية العراقية وحتى الذين فقدوا الشرف من الفارين من الخدمة العسكرية أيام ما قبل سقوط الجندية في العراق يعرفون حق المعرفة المعاني العسكرية والشعبية للبسطال المكنى (( ابو طلال)) ، هذا المدلول الشعبي يحمل معاني عسكرية وشخصية ومعيشة واجتماعية في غاية الاهمية لكل الجنود والمراتب والضباط في الجيش العراقي السابق،ربما كان البسطال أو (أبوطلال ) يتقدم من ناحية الأهمية الشخصية للعسكر على قضايا التمويل والتسليح والحركة كونها موضوع البسطال قابل للتحكم به بشكل فردي من قبل كل عسكري أما القضايا العسكرية الإخرى فترتبط بخطط وأجندات أمنية وتسليحية وطنية هي خارج سيطرة كل عنصر من العناصر العسكرية، وكون العسكرية العراقية كانت تشمل جميع الذكور في العراق فأن للبسطال ومدلوله (أبو طلال) أخذت لها أبعاد شعبية عامه ومهمه ٫

من الناحية العسكرية هذه الكنية ترتبط به بعتبارة عاكس لمدى انضباط ونظافة ولياقة الضابط والجندي العراقي ايام الجندية الحقيقة وليس ايام مهازل العسكرية الحالية، فاذا كان البسطال نظيف وسالم من العيوب والتكسرات أو إستهلاكات الجعوب الأرضية ورباطاطه ( قياطينه) منظمة ويلمع عبر أحسن تعبير عن انضباط ونظافة واناقة الجندي الذي يظهر به أمام رفاقه داخل الوحدة وخارج الوحدة ، ولهذا كان ما يشغل العسكر هو كيفية إدامة بساطيلهم المطلة على زملائهم وعلى الناس ، ومن الجنود والمراتب والضباط بمجرد إستلامه للبسطال ذهب على الفور الى أقرب إسكافي ليضيف له واقيات حديدية (النعلجات) ليحافظ على قوامه وحمايته من الإستهلال اليومي بالإضافة الى قيمة الأصوات المجنزرة التي تطلقها هذه الإضافات الحديدية على بسطاله التي تمنحه هيبة الجندية ومستوى قوة الطاعة العسكرية خاصة عند إداء التحية العسكرية للمافوق ٫ولنا تجربة تعليمية بذلك أيام التدريب في كلية الضباط الإحتياط يوم عوقبت مع بعض الطلاب فقرر ضابط الخفر المسؤول عن معاقبتنا أن نظل نضرب الأرض لأداء التحية بكل قوة مستخدمين أرجلنا المسلحة بالبساطيل حتى أسقطنا قزان الطبخ من منضدته الحديدية٫ومن الناحية الشخصية كان لمعان ابو طلال أهم ما يميز القيافة العسكرية يمنح الجنود والمراتب والضباط الهيبة والدلالة الشخصية على العناية بالنظافة والذوق الشخصي خاصة في بيئة شوارعية عراقية طينية متربة مغبره على مر الفصول تلزمنا بتنظيف وصبغ بساطيلنا يوميا ،كما أن الإهتمام بالبسطال أبو طلال قد خلق زوايا معيشية مهمة داخل المجتمع٫ أولهم الإسكافية وصباغي الأحذية الذين كانوا يجدون بتصليح أو صبغ البسطال من الأرزاق المهمة٫وأتذكر وأنا عامل (غباشي) أو طالب حقوق أتمشى في صباحاتي اليومية في قلب بغداد من أبو سفين الى راغبة خاتون كيف كانت مئات من طوابير صباغي الأحذية على الأرصفة في مراكز تجمع وحركة العسكر من باب الشرقي الى ساحة الطيران وباب المعظم والميدان ٫بل أن أيام نظام الحزب والثورة الذي لم يكن يسمح بالمطلق حتى للذباب أن يتجاورعلى أرصفة الناس كانوا الصباغين الوحيدون المسموح لهم بالجلوس مع صناديق عددتهم على الأرصفة لإرتباط أرزاقهم بتلميع بساطيل الجنود ٫هذا بالإضافة الى الأعمال والأرزاق التي يوفرها تنظيف وصبغ البسطال لبعض الفئات المجتمعية الإخرى٫ومنهم عوائل وأقارب الجنود والمراتب والضباط ٫ ومنهم تجربتي أنا اليتيم الذي مارسته بطفولتي (بارت تايم) لصبغ بساطيل بعض أقاربي مقابل بعض القروش التي تعينني في مصروفي اليومي٫

أما الوجه الإجتماعي للبسطال أبو طلال ٫فتراوح بين اللزوم للظهور بالمظهر اللائق الإجتماعي وبين معاني الخسة والتحقير الإجتماعي٫فطالما سبب صبغ البسطال اليومي الى عقوبات إنضباطية وتحقير للمهملين والكسالى – عدى الضباط الذين كانوا يكلفون خَدَمهم من الجنود (المراسلين) ليقوموا بمهمة صبغ أبو طلال٫بالإضافة الى خصومات إسرية وصلت الى حد شكلت قضايا ودعاوى طلاقات زوجيه عرضت على محاكم الأحوال الشخصية (الشرعية) بسبب رفض زيجات العسكر التنازل بصبغ أحذية أزواجهم من الجنود والمراتب٫ ٫ ولكن بسبب قدرت العراقيين الفريدة في صنع المفارقات الكركيتيرية الشعبية كان لأبو طلال حصة من تصنيفاهم اللذيذه ٫فركبوا له بعض المعاني المرتبطة بالعبودية الإجتماعية٫ويقال على فلان ملبوس مثل أبو طلال لتعني الطاعة العمياء للمأمور أمام أمره في الحياة الإجتماعية العسكرية ومثلها المدنية وبتجربة وظيفية ٫ ويوم كنت ضابط تجنيد السماوة راجعني أحد الضباط من مرافقي الفريق عبد الواحد شنان آل رباط مرسلاً من القائد وبديلاً عن إبنه (طَلّ) الساكن مع عائلته في بغداد لإجراء الفحص وصرف دفتر الخدمة العسكرية ٫ فرفضت لأن القانون الإجراءات ألزمت التجنيد والمكلف بالحظور شخصيا أمام ضابط التجنيد للفحص الطبي والتوقيع ووضع بصمة إبهامه على سجل التجنيد ودفتر الخدمة ٫ذهب المرافق ليستعين بموقع السماوة العسكري وعلى الخط العسكري إتصل بقائده آل رباط يبلغه بتصرفي وعندها إتصل مدير التجنيد العام ليأمرني بتمشية ملف إبن القائد على مسؤليته وحذرني من إزعاج القائد الذي لم يمضي أيام على حصوله على أعلى وأهم تكريم عسكري بسيف قتالي مع وسام الرافدين من صدام الذي مدحه بسبب صموده وبقائه ببسطال القتال لشهرين في جبهات القتال مع إيران ٫رجع إلي المرافق بكل تعالي وغضب فحاولت أن إجامله بثرثرتي عن تقديري لشرف البسطال وكان ممكن للقائد عبد الواحد أن يسمي إبنه طلال بدل من طَلّ لآتجنب إنزعاجه مع قائده السماوي الذي كانيمكن أن يؤدي الى نقلي خارج السماوة ٫ ولكن مرافق القائد فهم الوجه المعيب بقضية أبو طلال وكأني أقول له أن قائده هو بسطال عند صدام ليشتعل غضبه من ملاحظتي هذه ولو لا العناية الإلهية لذهبت بخبر كان! كما أن قيام بعض مشاية بادية السماوة بتقطيع البسطال وإعادة ترتيب وتغيير أرضيته ليتحمل مشيهم على الأقدام وتفادي العقارب والأفاعي وغش مفارز خفر الحدود السعودية الذين يتتبعون مسيرة العابرين للحدود على اثار رملية بطريقة عكسية كان يُحمله العيب الإجتماعي للمهربجية والفرارية الذين يلجأ أغلبهم للعمل كرعاة عند ملاك الحلال في بادية السعودية وفرصه للهروب من إلتزامات خدمة العلم وضغوطات الحياة اليومية أيام البعثية٫٫ ولكن من أسوأ العيوب الشعبية المرتبط بالبسطال أبو طلال لمعانه أمام المشاهد ولكنه يخفي جيف وعفونه الأرجل لدي العسكر خاصة بواجباتهم على مر الساعات بجو العراق الحار ٫فيقال هذا مثل أبو طلال يظهر باللمعان ولكنه يخفي أشكال من الجيف والعفونه البشرية ٫ولهذا تذكرت تجربتي الإجتماعية والوظيفية بمعاني الشرف أو العار الإجتماعي المرتبط ببسطال أبو طلال لحظة متابعتي لأحمد ملا طلال وهو وهو يختار ويضغط بمفرداته المنمقة التي تشبه التحيات العسكرية ببسطال أبو طلال يغطي على مهازل حكومية وأمنية وقضائية ظهرت بالعلن في أول كذبة مواجهة الميليشات الإجرامية لحكومة سيدة رئيس حكومة الجهل والفساد الذي لبس عامداً متعمدا ملا طلال الإعلامي الشعبي الألمعي كما يلبس البسطال أبو طلال للتغطية على عارات أحرجته بالفعل أمام الناس ٫ الملا طلال الذي كان أحد السباقين المترزقين بالحلال أو الحرام بمنافع الفساد والإفساد الإعلامي والوظيفي والزراعي والمالي منذ أيام المتهم نوري المالكي والعبادي وعبد المهدي يعلم أكثر من غيره بأن الدناءات الوظيفية والمناصبية لرئيسه مدير المخابرات السابق وبقية أصحاب الدناءات في حكومته لن تنقذ العراق لأنهم ملوثين بالإجرام والفساد جهلة بلا مهارات بلا إخلاص بلا كرامات ما يهمهم المنصب والنفوذ على حساب الضحايا والأبرياء والبسطاء العراقيين ٫كما إن تبرير مهزلة (صولة إعادة سيادة الدولة) ضد الميليشات الإجرامية بتشديده على إن كاظمه لم يتدخل في مسائل القضاء وإستقلال القضاء وإطلاق سراح المعتقلين مسأله يقرره القضاء أمر لا ينطلي عليه وهو العارف العالم بخراب وفساد القضاء ٫ ونجزم هو الوحيد الذي أطلق على قضاء زيدان قضاء (الصكاك) ببرنامج متلفز على الهواء يوم طلب من ضيوفه في إحدى حلقات برنامجه الناجح بالحرف الأول عدم المساس بقضاء الفساد المحرم لأنه غير مستعد بأن (يصكه) القضاء٫بما لم يستخدم هذه المفردات الشعبية التي تعني جماعات الخطف الشوارعية إلا هو من كل الإعلاميين العراقيين٫

بالنهاية نقول مهما كانت العيوب الإجتماعية التي صممتها المفارقات الشعبية لبسطال أبو طلال فهو أشرف بالتأكيد من أحمد ملا طلال لأن (سيدي) بسطال أبو خليل العراقي ظل شامخ لم ينحني للفساد والإفساد وحمل بعنفوان وصدق وشرف الجندية التي حافظت على وجود ووحدة البلاد أمام منحرفين ومرتزقة وإنفصاليين ومتمردين وعصاة بينما إنحى الملا طلال وغيره من إعلامي المجاملات والأكاذيب والصفقات إنفسهم للفاسدين وباعوا شرفهم وأصبحوا بساطيل يسترون بها عورات وجيف نفايات قيادية لا تعرف ولا تقدر ولا تحترم معاني الشرف والوطنية وكرامة وحقوق العراقيين والعراق.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *