اللي شبكنا يخلصنا

اللي شبكنا يخلصنا
آخر تحديث:

بقلم:كاظم المقدادي

وانت تتجول في شوارع بغداد .. تشعر ان هموم ( الصبات ) قد أزيحت عن صدر المدينة ، وان البغداديين قد تنفسوا الصعداء .. وهم يتجولون في شوارع عاصمتهم التي ما زالت مستباحة من قبل الرعاع وتجار المخدرات والشقاوات والعصابات .. ومن الذين يحتكمون الى السلاح والعشيرة ، والدكة والمدكوكة .. وأولئك الذين يشرفون على الملاهي وصالات الروليت في الفنادق الكبرى . . وبيوت المساج في وسط منطقة الكرادة والتي تحولت الى شبكات دعارة مكشوفة بحماية بعض الاحزاب الدينية .

ولانني امشي .. فالعين مفتوحة على كل ما هو في نفسي.. والاسئلة متوسلة في كل شارع ، وزقاق ، وساحة ، وباحة .. وفي كل زاوية مهملة .. في مدينة اصبحت وكانها من مدن الماضي .

ترى .. هل نحن بحاجة الى خبراء تجميل .. من المهندسين العراقيين .. يعيدون جمال وجهها / القا ، ورونقا ، وبهاء .. فعندما نضع بغداد تحت المجهر نرى القبح والقيح الذي الم بها .. والندب والبثور التي انتشرت على مسامات وجنتها .. فلا اناقة تلبسها .. ولا عطور تتنفسها.. ولا زينة تحيطها .

اغلب الظن اننا بحاجة إلى ( قائد عمليات الجمال ) لرفع النفايات و الانقاض عن جسدها .. ورفع اليافطات والجداريات عن وجهها .

نحن ايضا ..بحاجة الى قائد عمليات لتنظيم امتدادات ( الوايرات ) التي اشتبكت وتراخت ولاذت بنهايات سائبة .. وقد يكون وزير المولدات وكالة الاجدر منا لمعرفة اصل الاشتباك وأسبابه .. ولا تستهزئوا بوزارة المولدات ..فهي الاحتياطي الستراتيجي للطاقة الكهربائية المبعثرة في العراق / انتاجا و نقلا وتوزيعا .. وهي المعين الأساسي للطاقة اليومية ..على الرغم من تلوثها ، و اشتباك اسلاكها ، وجشع أصحابها .. و لها كل الفضل في تشغيل عقولنا ومعرفة لون ، وحجم ، وطول الواير الذي يصل الى بيوتنا .. لا بل ان أساطين الشبكة العنكبوتية في العالم .. منبهرون من عظمة وقدرة شبكات المولدات العراقية على العمل و التواصل والتلاحم في اجواء عراقية .. تصل فيها درجات الحرارة فوق الخمسين مئوية.

والسطور لن تكتمل .. والحواجز لم تنته ..فهذه شبكة اخرى صارت من علامات المدينة المبتلية بكل ما هو طاريء و غريب .. انها ( شبكة العمائم ) التي تبحث عن ( حصة السيد ) وحصة الاعلام .. حتى صارت تنافس شبكة الأعلام العراقي .. في ظهورها وبرامجها وخطبها . . مرخصة ، وغير مرخصة .. مشخصة وغير مشخصة.. مسيرة ومخيرة .. وجميعها تذكرني بانتشار سيارات ( المنفست ) التي غزت شوارع المدن بتلوثها وعطبها وضجيجها .

عمائم اليوم .. اقتحمت الحسينيات والجوامع والصوامع .. حتى اصبحت اكثر من عدد المساجد .. واكثر غزارة من النصوص القرآنية ، واشمل من الأحاديث النبوية .. في بلد امسى الدين فيه تجارة ، والخطب صناعة ، والجهل زراعة .

رباط الكلام / في بلادي عشعشت تقاليد وعادات .. تحولت فيما بعد الى ( تجاعيد وعاهات ) فالحواجز الكونكريتية هي نتاج الطائفية .. وانتعاش المولدات الاهلية ، من فساد منظومة الكهرباء الوطنية .. اما ازدهار العمائم الذي صار ظاهرة فهو بفعل تقديس الجهل الذي اصاب بعض العقول العراقية .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *