المالكي:القرار السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي في العراق سيبقى بيد حزب الدعوة!

المالكي:القرار السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي في العراق سيبقى بيد حزب الدعوة!
آخر تحديث:

بغداد/شبكة أخبار العراق- اصدر الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية نوري المالكي، السبت، 20 تشرين الأول، 2018، بياناً بشأن اعادة بناء حزبه، فيما بين ان ما حصل من انشقاق بداخل الدعوة عام 2018 مجرد مفترق.وقال المالكي في بيان ، “نعيش في هذه الأيام مرحلة جديدة من عمر عراقنا ، ومن أهم معالمها على المستوى الوطني مخاضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وعلى المستوى الدعوي مخاضات ولادة مرحلة إعادة بناء حزب الدعوة الإسلامية”.واشار الى ان “مرحلة إعادة بناء الدعوة فكرياً وتنظيمياً وسياسياً بحاجة الى تعاضد جهود جميع الدعاة؛ منتظمين ومنقطعين؛ سواء في البعد التنظيري والتخطيطي، أو في البعد العملي والميداني، ولايمكن لهذه الجهود أن تتكلل بالنجاح؛ إلًا بالتوكل الحقيقي على الله تعالى، وتجاوز الأعباء النفسية للمرحلة السياسية والدعوية السابقة وأخطائها، ومانجم عنها من واقع داخل الدعوة، لا سيما مسار الإنتخابات البرلمانية ونتائجها لأن المراجعة الموضوعية الشجاعة رهينة الأجواء النفسية السليمة والعلاقات البينية الطبيعية بين الدعاة”.وبين انه “ربما أفرز حرص الدعاة على حركتهم، نوعاً من الشعور بالإحباط والحزن حيال ما وُصف بالتراجع والخسارة في نتائج الدعوة السياسية، وهو شعور إيماني وإنساني طبيعي، ودليل على شعور “الدعاة” العالي بالمسؤولية تجاه الدعوة ومبادئها وكيانها، بل أن من حق الدعاة أن يتألموا بسبب مآلات الأمور خلال السنوات الأربع المنصرمة، وأسلوب مشاركة “الدعاة” في الانتخابات الأخيرة، وعدم اندماج القائمتين اللتين يتقدمونهما، وغياب الوضع التفاوضي المشترك الذي يخدم أهداف الدعوة”.

واردف المالكي: “لكن ما ينبغي أن نؤكد عليه لإخواننا الميامين هو أهمية التوازن في هذا الشعور؛ فلا إفراط ولا تفريط؛ لأن التوازن هو المنطلق الحقيقي للسير قدماً نحو العودة الى أصالة نظرية الدعوة ومبادئها، وإعادة بناء كيانها الفكري والتنظيمي ومشروعها السياسي”، مبيناً ان “الاستغراق في حالة التلاوم وتوزيع الشبهات، وتعميق الشعور بالإحباط؛ فإنه لا ينسجم مع طبيعة الداعية، وشخصيته الشجاعة، وتاريخه المثقل بالمحن والتضحيات، وقدرته المستمرة على الاستنهاض والنهوض”.

واوضح ان “طبيعة العمل السياسي والتنافس على السلطة والتداول السلمي لها، تعني أن أي حزب لايمكن أن يبقى على رأس السلطة الى الأبد؛ مهما بلغ هذا الحزب من القوة والحجم، بل أن من البديهي أن تؤدي مخرجات الممارسة الديمقراطية الى أن يكون الحزب يوماً على رأس الحكومة، وآخر مشاركاً فيها، وثالث في المعارضة، وحزب الدعوة لايزال قويا في سيطرته على المؤسسات السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية  في البلاد وكل هذه المواقع لا تفرحنا ولاتحزننا، إلّا بمقدار تحقيق ((مرضاة الله ))تعالى والتمسك بمبادئ دعوتنا المباركة ، ومن يعتقد أن طريق العمل الإسلامي والممارسة السياسية ليس فيه خسارة أو ضريبة أو عقوبة أو نضال؛ فليتنح عن الطريق، ويفسح المجال لمن ينهض بالواقع من جديد”.

وتابع المالكي مخاطبا اعضاء وقياديي الحزب: “لايغيب عنكم أن حجم المحن والأزمات التي تعرض لها حزبكم المجاهد؛ لأسباب خارجية غالباً وداخلية أحياناً في الأعوام 1971 و1972 و1974 و1979 و1980 و1981 و1987 و1999؛ وصولاً الى العام 2014؛ كانت كل واحدة منها كفيلة بأن تدفع الخصوم والمنافسين للمراهنة على إنهيار “الدعوة” ونهايتها؛ إلّا أن ما سميناه سابقاً بقدرة الدعوة المستمرة على المراجعة والنهوض؛ كان كفيلاً بتجاوز كل تلك المحن والصعوبات والأزمات؛ وإن بقيت رواسب بعضها تُتعب “الدعاة” وتشغلهم، وقد أشارت نشرات الدعوة وأدبياتها الى هذا اللون من المحن، وأساليب تجاوزها، و الى إمتلاك الدعوة دينامية القدرة على ذلك”.واشار الى ان “ما حصل داخل الدعوة خلال العام الحالي ( ٢٠١٨)، هو مجرد مفترق، لايرقى في حجم معاناته الى المحن التي سبق أن تعرض لها الحزب، وإذا كان الدعاة قد أخفقوا في بعض النتائج السياسية؛ فهو مجرد جولة ضمن معترك العمل، و أمام “الدعاة” مستقبل طويل للكدح، وأجزم أننا ـ بفضل الله وحكمة إخوانكم تجاوزنا معظم تبعات الأزمة، وحاصرنا كثيراً من مواطن الخلل، ومنعنا المزيد من التشضي والتراجع”.

واكمل ان “مفترق العام 2018 هو مفترق للإعتبار والتأمل والدراسة، ليكون الإعتبار مدخلاً لمرحلة إعادة البناء، وهو ما يدعونا أيضاً الى نبذ كل الحالات السلبية التي تحول دون المراجعة الموضوعية واكتشاف مكامن الخلل وأسبابه ومخرجاته، والنهوض مجدداً بعزيمة أكبر وبعقل علمي أعمق”.وطرح المالكي “افكاراً في إطار عدد من المحاور؛ لنراجعها كلّ بحسب موقعه ودوره، ورؤيته وأسلوبه، ونخطط  في إطارها للمستقبل بمنهجية علمية واقعية؛ ثم نستجمع جهودنا لتكون محصلة عملية لمشروع إعادة بناء “الدعوة”.ودعا “الى التحضير لمؤتمر الحزب القادم؛ بمضامين ورؤى ودراسات رصينة؛ لتكون مداخل لصدور قرارات عملية مهمة وأساسية عن المؤتمر، والاهتمام بموضوع الدعاة المنقطعين عن التنظيم، والمبادرة بالتحرك عليهم لضمان عودتهم الى تنظيمات الحزب؛ فمعظمهم طاقات تنظيمية وفكرية وإعلامية وجهادية وميدانية كبيرة، ولا بد من الإستفادة منهم في مشروع إعادة بناء الحزب”.

وطالب بضرورة “إعادة تدوين نظرية الدعوة وثوابتها الفكرية وأساسيات ثقافتها؛ بما ينسجم مع تطورات الواقع وتحولاته، وتدوين خطة للإنتاج الفكري المستقبلي”، داعياً الى “مأسسة الحزب وإعادة بناء هيكله التنظيمي؛ بما ينسجم ومتطلبات الواقع، وسياقات عمل المؤسسات الحزبية العالمية المتطورة”.ودعا الى “تعديل النظام الداخلي؛ بما ينسجم ونظرية الدعوة، وتحولات الواقع، وقانون الأحزاب في العراق”، مؤكداً على “التكامل السياسي والفكري والإعلامي مع تنظيمات الدعاة الأخرى؛ وصولا الى إيجاد صيغ عملية لإعادة توحيد الدعاة في إطار واحد”.وجدد دعوته لـ”تدوين مشروع الحزب السياسي وحراكه المستقبلي داخل الحكومة والبرلمان، وعلاقاته وتحالفاته الداخلية والخارجية. ويستوعب المشروع التحضير لانتخابات مجالس المحافظات وانتخابات العام 2022، وتدوين السياسات الإعلامية ووسائل تنفيذها بمنهحية حديثة و أدوات متطورة”.واكد على “إعادة بناء تنظيمات الحزب، وإيجاد آليات عملية لتنشيطها وتقويتها وتوسيعها؛ عبر الانفتاح على الشرائح الاجتماعية المختلفة؛ كالطلبة والشباب والمرأة والعشائر وذوي المهن والموظفين والكفاءات العلمية، وإيجاد آليات لتنشيط الجانب الدعوي الديني؛ لا سيما على مستوى الحوزات والحسينيات والجامعات والندوات والإعلام الديني المتجدد، وبناء أجيال جديدة من القادة والمدراء الدعاة؛ من خلال أكاديمية متخصصة بهذا الجانب، والاهتمام بالجانب البحثي والتخطيطي؛ عبر مركز دراسات مركزي يعني بالبحوث الستراتيجية والتنظيمية والفكرية ذات العلاقة بفكر الحزب ومسيرته وعمله وحضوره في الدولة”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *