المالكي رضخ لضغوط واشنطن لكنه يخشى طهران

المالكي رضخ لضغوط واشنطن لكنه يخشى طهران
آخر تحديث:

اربيل: شبكة اخبار العراق- كشف مصدر كردي رفيع المستوى عن ان خبراء اميركيين وصلوا الى بغداد قبل أيام للمشاركة بشكل فعال في عمليات تفتيش الطائرات الايرانية المتجهة الى سورية, مؤكداً أنه في حال تعززت عمليات مراقبة الرحلات الجوية فإن سقوط بشار الأسد سيكون أقرب مما قد يتصوره أحد.ولفت الى ان رئيس الوزراء نوري المالكي حاول من خلال تكثيف عمليات تفتيش الطائرات الايرانية وغيرها في الاسبوع الماضي تفادي الخطوة الاميركية الرامية الى ارسال مراقبين للمشاركة في هذه العمليات, غير ان المحاولة باءت بالفشل لوجود قناعات لدى بعض الدوائر الاستخباراتية الاميركية من ان عمليات التفتيش ربما تتم بتنسيق عراقي – سوري – ايراني.وقال المصدر الكردي ان الضغوط الاميركية وصلت الى اعلى مستوياتها على المالكي, مادفعه إلى القبول بتشكيل لجنة عراقية – أميركية مشتركة لمراقبة الطائرات الايرانية, ولذلك شهدت العملية توسعاً لتشمل الطائرات السورية وغيرها من طائرات الدول الاخرى مع وجود توجه لتفتيش الطائرات الروسية التي تمر عبر الأجواء العراقية في طريقها إلى دمشق, مضيفاً ان المحادثات العراقية – الاميركية مستمرة للتفاهم على توسيع تفتيش الطائرات المتجهة الى سورية كي لا تقتصر على مطار بغداد الدولي ولتشمل مطار النجف بشكل خاص.وعزا المصدر المقرب من ‘الحزب الديمقراطي الكردستاني’ برئاسة مسعود بارازاني اسباب استجابة المالكي للضغوط الاميركية لسببين: الأول يتمثل بأن الأخير بات متهماً بالمشاركة في دعم نظام الاسد, والثاني يتعلق بالمعلومات التي تصل المالكي والتي تفيد بأن التدخل العسكري الغربي أصبح أكثر احتمالاً من اي وقت مضى, وبالتالي يريد المحافظة على خط الرجعة مع الولايات المتحدة.واشار المصدر إلى أن المالكي يخشى رد فعل النظام الإيراني على عمليات التفتيش, موضحاً أن الموقف المرن للمالكي حيال هذه العمليات يعكس تنامي التيار الواقعي البراغماتي داخل التحالف الشيعي الذي يرأس الحكومة العراقية والذي يؤيد بقوة التملص تماماً من الصراع في سورية.وكشف أن بعض انصار هذا التيار السياسي الواقعي الشيعي وفي مقدمهم المجلس الاسلامي الاعلى برئاسة عمار الحكيم المدعوم من المرجع الديني الاعلى في مدينة النجف علي السيستاني يعتقدون ان عمليات مراقبة الرحلات الجوية الايرانية والسورية وغيرها والتوافق مع الولايات المتحدة بشأنها, يجب ان يستثمر لفتح قنوات مع رئيس الائتلاف السوري الموحد احمد معاذ الخطيب, غير ان التيار الآخر داخل التحالف الشيعي القريب من القيادة الايرانية يعارض ذلك.واضاف ان المعلومات التي وصلت القادة الاكراد تؤكد ان السيستاني وبعض المراجع الدينية الشيعية لعبوا دوراً مهماً في إقناع المالكي بضرورة تفتيش الطائرات لأن رفض هذه الخطوة سيشكل دليل إدانة للشيعة في العراق, وسيجعل بغداد في خندق واحد مع ايران و’حزب الله’ ونظام الاسد وهذا مخالف لرأي السيستاني الذي يصر على بقاء الشيعة العراقيين كقوة اعتدال سياسي مقابل المحور الشيعي المتشدد الذي يضم سورية وإيران و’حزب الله’.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *