الموصل وشبح الموت اليومي ..

الموصل وشبح الموت اليومي ..
آخر تحديث:

بغداد/ شبكة أخبار العراق –  تقرير سعد الكناني ..يعود “شبح الموت” مرة أخرى ليخيم على أجواء مدينة الموصل. موجات العنف التي اجتاحت هذه المدينة التي يسكنها خليط من القوميات والطوائف، عقبت موجة التظاهرات والاحتجاجات. موجة الاغتيالات تكاد لاتنقطع يوميا من المشهد الموصلي  مستهدفين القوات الأمنية وبعض مشايخ العشائر  والرموز السياسية والدينية فيها  ،وتستمر سلسة الاغتيالات لتستهدف مرشحي الانتخابات المحلية  ولم تنته لحد هذه اللحظة حسب الحصيلة اليومية ،في حين لم تنس المجاميع المسلحة استهداف قادة التظاهرات في نينوى والتي اغتالت البعض  منهم داخل احد الجوامع أثناء إلقائه خطبة دينية.”القتل والتهديد والاتاوات والابتزاز” هو حديث الشارع الموصلي والذي تقف وراءه جهات مجهولة تنفذ أعمالها في وسط النهار من دون رادع.فانتشار فرقتين من الجيش العراقي وفرقة للشرطة الاتحادية وأكثر من عشرين ألف شرطي من عناصر الشرطة المحلية لم يستطيعوا إيقاف موجة العنف قي المدينة.التهديدات التي وجهت إلى عدد من التجار ورجال الإعمال وعدد من الموظفين الكبار أكدوا ان اغلبها كانت بهدف جمع مبالغ بحجة دعم المتظاهرين في الموصل، هذا ما نفاه غانم العابد المتحدث باسم ساحة الأحرار وسط الموصل.ويقول العابد إن المتظاهرين لا يحتاجون إلى الدعم المادي.المتظاهرون رفعوا شعارات تطالب بإسقاط الدستور وتغيير النظام السياسي برمته والإفراج عن المعتقلين، ولم تخرج احتجاجاتهم حتى اللحظة عن الإطار السلمي، بالرغم من أن خطابات رجالاتهم الدينية لم تعجب المسؤولين الحكوميين في بغداد.إلا أن قائد الفرقة الثالثة شرطة اتحادية في الموصل اللواء الركن مهدي الغراوي يكشف عن وجود مجاميع مسلحة داخل ساحة الأحرار.ويقول إن قواته تمكنت من ضبط أربع بنادق داخل الساحة واعتقلت على احد الأشخاص كان يخرج من الساحة يقوم بعمليات قتل بمسدس كاتم للصوت ويعود إلى ساحة التظاهرات.والغراوي يؤكد ايضا وجود مجاميع مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة داخل ساحة الاحتجاجات، ويتساءل “مع وجود هؤلاء كيف تكون سلمية”.وشهدت الاحتجاجات في الموصل قبل شهر مواجهات مع الشرطة الاتحادية، أدى إلى وقوع قتلى وإصابات لدى المتظاهرين، الأمر الذي أدى انسحاب الشرطة الاتحادية من ساحة التظاهرات وتسليمها إلى الشرطة المحلية.ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في الموصل والمدينة تشهد بشكل يومي حالات اغتيال وتفجيرات، في الغالب تستهدف المدنيين، والمسؤولين الأمنيين ومرشحي الانتخابات المحلية .بالمقابل لم يحمل محافظ نينوى اثيل النجيفي أي جهة مسؤولة التردي في الوضع الأمني في المحافظة إنما طالب الأهالي بالدفاع عن المدينة وعدم الرضوخ إلى المجاميع التي تهدف ابتزازهم.والنجيفي يقول ، “لا اقصد بكلامي بالدفاع عن المدينة المقاومة المسلحة بل التعاون مع القوات الأمنية والإبلاغ عن المخربين.موجة الاغتيالات زادت بعد انطلاق الحملات الانتخابية في نينوى، حصيلة لم تعلن عنها قيادة عمليات نينوى لحد ألان عن عدد المرشحين الذين قتلوا، ما اجبر البعض الأخر على الانسحاب من دون تردد.من بقي من المرشحين الجدد قرر عدم الظهور عبر وسائل الإعلام وتقليص حملته الانتخابية، خوف المرشحين جعلهم بعيدين بتصريحاتهم حتى عن طريق موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” بعد ان شنوا حملة واسعة عن طريقه.تردي الوضع الأمني أدى بالحكومة في بغداد تأجيل الانتخابات في نينوى والانبار، هذا ما رفضه عدد من الكتل السياسية على رأسهم محافظ نينوى اثيل النجيفي الذي أكد استقرار الوضع مقارنة بالانتخابات السابقة.والمواطن الموصلي من حقه ان يسأل من يقف وراء عمليات الاغتيال هل هي “دولة العراق الإسلامية” أم “ميليشيات تعمل بهوية الدولة” ومهما كان الجواب فالخاسر هو الشعب العراقي من أبناء الحدباء ، ان الاضطراب السياسي وعدم استقراره في العراق  بالإضافة إلى عوامل خارجية وداخلية  كلها تساهم  في تباعد ردم فجوة الخلافات على حساب الإرادة الوطنية الحرة ،عسى ان يكون الحراك الشعبي محفزا لتحقيق أمنيات الشعب العراقي والموصلي خاصة ويخلصه من شبح الموت اليومي .

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *