بغداد / تحت المطر ..

بغداد / تحت المطر ..
آخر تحديث:

 بقلم: كاظم المقدادي

منذ زمن بعيد، ونحن لم نعش تفاصيل الشتاء كاملة ، مطر ورعد وغيوم وبرد قارس ، هذا الشتاء ، راح يذكرنا بقوة ، بمحنة النازحين ، ويجبر امانة بغداد لتكون قريبة من المواطنين ، امانة مستنفرة ، وليس امانة مستكبرة .

فصل الشتاء الصاقع ، يذكرنا ايضا بفصل السياسة الفاقع ، والذي لا ينتهي ولا يتغير ، لا يجتهد ولا يتدبر ..غيوم سوداء بلا مطر ، جدب وقحط ، وكآبة و قهر .

المطر ..يدعونا عادة الى التفاؤل ، والساسة يقودوننا باستمرار الى التشاؤم ، وبين حالة التفاؤل بموسم الأمطار ، والتشاؤم بمواسم الاقدار ، هناك من حزم حقائبه لسفر مؤقت ، او لسفر طويل ، بالمقابل هناك من يحلم بالعودة الى حظن الوطن الجميل .

قوتان تعملان في الطبيعة ، الحب والكره ، مايوحدنا هو حب الوطن ، وما يفرقنا كره الوطن .

ترى .. / ما الذي جعل حسين نعمة يفكر باللجوء ، ومغادرة العراق ، وما الذي دعا حاتم العراقي كي يعود ، متناسيا ايام تحريم الموسيقا وإعلان الجهاد ، وكم من عالم وخبير ترك البلاد ، وكم من مثقف زهق و فر معلنا حالة الحداد .

لا احد في العراق ، يستطيع ضبط مشاعره ، ولا احد منا يستطيع ترتيب أفكاره ، لان الدولة وببساطة ، هي الاخرى .. حائرة في استقرارها ، وضائعة في ضبط عناصرها ومسيرتها .

السيد عادل عبد المهدي ، جعل من أولويات الحكومة ، معالجة التلوث الحاصل في نهر دجلة ، بسبب كارثة أهالي المدائن والنهروان ، ونسي ان حصر السلاح بيد الدولة ، هو اول الاولويات ، وهذا ماجاء في خطاباته مرات ومرات .

وبينما تنطلق القوات الامريكية من قاعدة ( عين الأسد ) باتجاه الحدود السورية العراقية ، استفاق الحاج هادي العامري فجاة ، فوجد الكثير من مقار للحشد الشعبي غير قانونية ، فاستهل نشاطه باجراءات ادارية ، مثل اي ( وزير للداخلية ) وأمر باعتقال الشيخ أوس الخفاجي والرعية ، و امر بغلق مقر ( ابو الفضل العباس ) واستمر بعملية دهم وتمشيط للمقار ( المحتشدة ) بين الناس ، والتي اتضح وعلى حين غرة ، انها مزورة ، كما النقود العراقية .

ومع كل مشكلة و ورطة وقضية ،

تخرج العشائر ، مهددة ، لكل من يمس شيوخها ، و رموزها ، وتاريخها .

وهنا يتساءل الجميع .. / هل نحن دولة.. ام مجموعة دويلات ، ام نحن مجموعة عصابات ومافيات ، اصبح القوي بيننا يأكل الضعيف ، والضعيف يهاجم من هو اضعف منه ، وهكذا أمسينا ندور في حلقات القوة ، والضعف ، والتهديد والوعيد ، ومن لم يستطع المقاومة ، فالدول المجاورة جاهزة ، لاستقبال المزيد من اللاجئين و الهاربين والناقمين .

اين القوة المركزية للدولة العراقية ، اين القضاء والادعاء العام ، اين وزارة حقوق الانسان .

كان ارخميدس يقول : أعطني نقطة ثابتة لأرفع العالم ، ويبدو ان العراقيين ، افتقدوا الثبات ، وانتهوا الى الشتات .

لا احد منا ، من محللين وعرافين يفهم هذا الذي يدور حوله ، و ماذا سيكون غدا ، ولا احد منا يستطيع التنبؤ بمصير هذا القائد ، او ذاك ، و لا زوال هذا الحزب ، او ذاك .

قديما .. وعندما تتشابك وتتعقد الأمور ، وتتزاحم الاخبار .. / كنّا نقول : ( وعند جهينة الخبر اليقين ) .. والاجدر بنا ان نقول اليوم ، وباسف كبير / وعند ترامب الخبر اليقين .. &

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *