بغداد/ شبكة أخبار العراق- لا تزال الضربات الجوية التي تشنها طائرات التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة الامريكية على مناطق تواجد وتجمعات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام او مايعرف اختصاراً باسم /داعش/ لم تحرز في نظر الكثيرين الخطوة المهمة الواجب حصولها وهي القضاء على داعش بشكل كامل ان كان في العراق او سوريا.وما يتم ملاحظته خلال الفترة التي اعقبت الضربات الجوية هو تمدد جديد للتنظيم ليحتل مدنا ومناطق اخرى او في المراحل النهائية لاحتلالها في العراق /هيت وكبيسة/ غربي العراق او عين العرب /كوباني/ في سوريا.وبدأت بوادر المطالبات بتدخل بري غربي تتصاعد من الدول صاحبة الشأن في التحالف الدولي كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من اجل ان تتزامن الضربات الجوية مع زحف بري غربي او في الاقل لمساعدة الجيش العراقي في تحرير المناطق المحتلة.واعتبر الكثير من القيادات العسكرية والسياسية الامريكية وغيرها من دول التحالف الدولي رفض الرئيس الامريكي ارسال قوات برية /لحد الان/ الى العراق بانها خطوة غير نافعة في ظل حاجة الجهد الجوي لبوادر تقدم واضحة على الارض.فانتقد عضو اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور ليندسي غراهام الخطة التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية لهزيمة تنظيم “داعش” في العراق وسوريا ، عاداً اياها بانها لن تعمل وبلا فائدة.وقال ان ” الرئيس اوباما يستخدم كل الاجراءات لمكافحة وباء /الايبولا/ مثلاً في الوقت الذي لدينا نصف الإجراءات فقط فيما يلزم ملف مواجهة داعش وهو الأمر الذي لن يؤدي إلى هزيمة التنظيم وسيترتب عليه أمور كثيرة ، اذ كلما زادت قوتهم بالشرق الأوسط كلما كنا في خطر أكبر “.من جانبه اكد القائد السابق للقوات المسلحة البريطانية الجنرال ديفيد ريتشاردز ان ” حسم الحرب ضد داعش يتطلب مشاركة وحدات غربية بالمعركة لدعم القوى التي تقاتله برياً “.وقال ان ” الضربات الجوية ضد تنظيم داعش لا يمكن لها حسم الحرب معه ومن المستحيل تحقيق النصر الكامل عبر الضربات الجوية فقط “.واضاف ريتشاردز :” علينا ان نشارك على نحو واسع بالأمور اللوجستية ، وعلينا تنظيم مسألة القيادة والسيطرة والتأكد من فعالية الضربات الجوية، وقد يعني ذلك نشر بعض وحدات القوات الخاصة “.وتابع ” يمكن تعديل الستراتيجية المستخدمة ضد داعش عبر تشكيل جيش من مائة ألف رجل وتوفير الشروط السياسية المرافقة لذلك بما في ذلك ضم القبائل السنية إلينا “.وعلى صعيد متصل ، اكد مصدر سياسي ان ” الولايات المتحدة تجري حوارات سرية مع عدد من دول التحالف الدولي من اجل انشاء قوات برية كبيرة متعددة الجنسيات يقرب عددها الـ 30 الف عسكري قابلة للزيادة لمواجهة داعش في سوريا والعراق “. الا انه على الصعيد الداخلي هناك رفض واضح لمسألة مشاركة قوات برية غربية في القتال ضد داعش ، معتبرة اياها مساساً بالسيادة الوطنية وعودة جديدة للاحتلال.فقد عبر رئيس الوزراء حيدرالعبادي عن رفضه وجود اية قوات اجنبية على ارض العراق ، مشيرا الى ضرورة احترام جميع الدول سيادة العراق ووحدة اراضيه.ودعا جميع الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد الارهاب في العراق الى احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه ، مجددا رفضه اي تدخل بري في العراق.وقال العبادي على خلفية قرار البرلمان التركي ارسال قوات الى العراق ” اننا في الوقت الذي نرحب بالجهود الدولية لمحاربة ارهاب داعش ، فاننا نجدد تأكيدنا رفض تدخل اي قوات برية في العراق “.واضاف :” اننا اعلنا سابقا خلال لقاءاتنا بقادة الدول ، اننا لا نريد قوات برية في العراق ، فقواتنا الامنية وابطال الحشد الشعبي موجودون في ساحات القتال . وهناك اعداد بشرية هائلة استجابت الى فتوى المرجعية الدينية بالجهاد ” ، مشيرا الى ان المعركة بدأت بالتحول بشكل كبير لصالح العراق وشعبه من اجل طرد وسحق هذه التنظيمات الارهابية.وجدد تأكيده :” ان العراق يدعو جميع الدول الى احترام سيادته ووحدة اراضيه وان تكون الضربات الجوية بالتنسيق مع الحكومة العراقية “.من جانبه حذر نائب رئيس مجلس محافظة الانبار فالح العيساوي من ” سقوط المحافظة خلال اسبوعين ما لم يتم تكثيف الغارات والتدخل البري الذي اصبح ضرورياً خلال هذه المرحلة خاصة بعد ان تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مناطق مهمة في المحافظة كقضاء هيت وناحيتي كبيسة والمحمدي “.وعلى الجانب النيابي اعتبرت النائبة عن كتلة الاحرار اقبال الغرابي طلب اهالي الانبارالاستعانة بالامريكان بانه امر مرفوض ولا يمثل العراقيين بل يمثل اهالي المحافظة فقط. واعربت عن اسفها من ” تقديم بعض عشائر الانبار طلبات بخروج الجيش العراقي من مدنهم ووقف عملية القصف الجوي العراقي والاستعانة بالامريكان ” مشددة على ان ” العراق يمتلك طاقات ورجال باستطاعتها تحرير العراق من دنس داعش ولا حاجة للتدخل الامريكي “.وقالت ان ” التيار الصدري يرفض عودة الامريكان الى العراق باي شكل من الاشكال وان فكروا بالعودة فمعناه حفر قبورهم بايديهم ” مبينة ان ” خروج الاحتلال عام 2011 كان على يد المقاومة الاسلامية (جيش المهدي انذاك) واليوم ستكون على يد سرايا السلام “.وتابعت الغرابي ” ليس من حق رئيس مجلس النواب او اية شخصية سياسية اخرى اعطاء قرارعودة الامريكان ما لم يتم تشريع قانون جديد داخل مجلس النواب “.من جانبه طالب النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني عبد الباري زيباري القوى السياسية بابعاد الدعوة لاستقدام قوات برية للتحالف الدولي الى العراق عما وصفه ” المزايدات السياسية “.وقال اننا ” مع كل الخطوات اللازمة لايقاف نزيف الدم العراقي وطرد عصابات داعش وتحرير الاراضي المغتصبة وعودة المهجرين الى ديارهم ، داعيا الى تخويل الحكومة النظر في امر هذه الدعوات بأعتبارها الطرف الذي له حق البت في اشتراك القوات الاجنبية مع القوات العرقية لتحرير الاراضي من عدمه.واشار الى ان ” هناك مجموعة من الكتل السياسية لها اراء متباينة حيال هذا الامر ” مؤكدا ” ان مجلس النواب لن يكون موحدا وجهة نظر واحدة ونحن مع اي خطوة تؤدي لوقف النزيف العراقي وعودة العوائل الى ديارها والمحافظة على سيادة العراق وتحرير الاراضي من العصابات الارهابية ونتوافق مع اي قرار حكومي يدعمه البرلمان “.الا ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري اكد في رد واضح على مطالبات بعض الجهات العشائرية والسياسية في البلاد الاستعانة بقوات امريكية برية بالقول ” ان العراقيين هم من عليهم التصدي لتنظيم داعش من اجل استعادة اراضيهم وان الايام المقبلة كر وفر ، وهو امر طبيعي في كل نزاع “.وعبر عن اعتقاده بان ” الستراتيجية ستتعزز مع مرور الوقت واننا واثقون من قدرتنا على تنفيذ هذه الستراتيجية ، خصوصا وان كل دول المنطقة تعارض داعش الذي سيصبح اكثر عزلة ” ، مبيناً ” ان العراقيين في نهاية الامر هم من تقع عليهم مسؤولية استعادة اراضيهم ، والموجودون في الانبار هم من عليهم محاربة التنظيم لاستعادة ما اغتصب من اراضيهم “.وحول قدرة الجيش العراقي ، اوضح كيري :” ان اعادة بناء ثقة الجيش العراقي وقدرته التي تبددت تحتاج الى وقت “.ولكن على ما يبدو فان الامور لا تسير بما يريده البعض .. فداعش بدأ بالتمدد والتغلغل في المناطق والمدن لتلافي الضربات الجوية الدولية وتمدده واضح بسبب عدم وجود قوة برية قادرة على ايقافه والقضاء عليه.فالامر بحاجة لتدخل من مجلس الامن الدولي لاصدار قرار ملزم بمساعدة العراق برياً وان تكون المساعدة ضمن فترة محددة تنتهي بالقضاء على داعش واخراجه ان بقى منهم احد من العراق بشكل كامل من اجل ان يعطي رسالة اطمئنان للرافضين في الداخل والخارج لهذا التواجد بانه وقتي وضمن فترة زمنية محددة.
قوات التحالف الدولي بانتظار”التوافق” السياسي !!
آخر تحديث: