تعالوا إنقهروا ويانه

تعالوا إنقهروا ويانه
آخر تحديث:

بقلم: هادي حسن عليوي

1ـ نوري السعيد رئيس وزراء العراق.. كان يأتي كل صباح يوم الاثنين من كل أسبوع الى ساحة الملكة عالية “ساحة التحرير حاليا” ليوقف سيارته الشوفرليت ذات اللون الأسود.. رقمها “20 بغداد”.. ليحضر الاجتماع الأسبوعي لمجلس الأعمار.. وكنتُ “أنا” طالباً في ثانوية الملك غازي “النضال حالياً” في منطقة ألسنك.. وأشاهده وأعرفه جيداً.. لأن ابنه صباح صديق والدي.. المهم لا مرافق ولا حماية معه.

2ـ الملك فيصل الثاني.. كان يذهب الى مقر عمله.. بلا حماية

ـ وخلال تجواله في شوارع بغداد للتنزه.. كان فيصل مراراً يسوق سيارته بنفسه.. ولا يوجد أية مرافق أو حماية له.. ومرات معلمه فؤاد عارف.

3ـ الأمير عبد الإله.. خال الملك فيصل الثني.. والوصي على العرش.. لم تكن له أية حماية.

4ـ ونقرأ إن الملك غازي عندما اصطدمت سيارته قرب قصر الرحاب كان وحده.. كأي يوم آخر بلا مرافقين ولا حمايات.. وخلال تلك الحادثة كان معه خادمه عبد فقط يجلس خلفه.

5ـ أما مرافقو الملك فيصل الأول وحمايته.. فكانوا من ضباط الجيش.. ولم يزيدوا عن أربعة في كل الأحوال.

6ـ نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة في العهد الجمهوري الأول.. كان بلا مرافقين ولا حماية.

7ـ عبد الكريم قاسم كان تجواله المستمر في بغداد أو المحافظات بلا حماية معه.. فقط أحد مرافقيه كسكرتير له.. وهو واحد من ثلاثة ضباط مرافقين.. يتناوبون على مرافقته كل يوم واحد.. وبعد فشل محاولة اغتياله في 7 / 10 / 1959.. رافقته سيارة حماية عسكرية جيب صغيرة.. فيها خمسة جنود مسلحين برشاشات بور سعيد تسير خلفه.

8ـ احمد صالح ألعبدي.. الحاكم العسكري العام.. حماية واحد يرافقه في نفس سيارته.

9ـ عبد السلام محمد عارف سواء في بداية ثورة 14 تموز 1958.. أو عندما أصبح رئيساً للجمهورية.. لم يكن له سوى مرافق واحد.. ثم سيارة حماية بأربعة حراس.

10ـ الرئيس عبد الرحمن عارف.. كانت حمايته مرافقين أثنين.. وسكرتير واحد.. وهم: العميد فاضل محمد علي.. والملازم الأول رشيد المهداوي.. مرافقين.. والمقدم الركن عبد الرزاق ألعبيدي.. سكرتير رئيس الجمهورية.

11ـ احمد حسن البكر.. كان له مرافق واحد.. وكانت حمايته متواضعة جداً.. سيارة واحدة تسير خلفه.

12ـ صدام حسين.. لم يزد موكب مرافقيه وحمايته في بغداد.. بين سيارتين الى خمسة سيارات.. لكن بعد محاولة اغتياله في أوائل تموز 1982 في مدينة بلد.. تضخمت حمايته.. لكن في كل الأحوال لا تساوي 1/10 من حماية رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني.. ولا تساوي 1 % من حماية رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي.

13ـ رؤساؤنا.. وزراؤنا.. نوابنا.. ووكلاؤنا في عراق اليوم “الديمقراطيون.. والإسلاميون.. والعلمانيون”.. اشجالكم.. صحيح أكثركم مشايفين.. ولا كنتم مسؤولين.. ولا حتى موظفين.. اقرءوا.. أسألوا.. تعلموا.

(حادثة سابقة):

ـ في عصر احد الأيام من العام 1967رغبً الرئيس عبد الرحمن محمد عارف أن يخرج بالسيارة للتجول في بغداد.. وبالفعل خرجً وهو يقود السيارة.. والى جانبه نجله البكر قيس.. إلا الرئيس عبد الرحمن لاحظ من مرآة السيارة.. عندما خرجً أن خلفه سيارتين.. الحماية مدنيين طبعاً.. وفي كل سيارة: السائق.. وشخصين معه واحد جنب السائق بالإمام.. والآخر يجلس في الخلف.. أي مجموعهم الكلي ستة أشخاص مع سائقي السيارة.. “أربعة حماية لرئيس الجمهورية”.

كما لاحظ الرئيس عارف أيضاً.. خلفه سيارة نجدة سوداء.. فيها السائق.. وشخصين أيضاً.. وكان واجب سيارة النجدة.. هو إرسال نداء في الجهاز الى سيطرات النجدة: تبلغهم “إن الرئيس الآن في الشارع الفلاني.. أو المنطقة الفلاني… وهكذا”.

حينما لاحظ الرئيس عارف إن خلفه ثلاث سيارات.. توقف وأشر بيده الى الذي في السيارة خلفه.. جاء الشخص الحماية.. يركض وقال: نعم سيدي.

قال له الرئيس.. ابني.. شدعوه ثلاث سيارات خلفي.. وين إحنا رايحين.. أنحارب؟؟.. بعدين.. الناس شنو يكولون علينا… رئيس ألجمهوريه خلفه ثلاث سيارات… ابني الله الحافظ.. ارجعوا.. تبقى سيارة واحده.. خلفي فقط.. ثم عادت السيارات الأخرى.

(مسؤولينا .. يقول الرئيس عبد الرحمن عارف: “شدعوه ثلاث سيارات خلفي.. وين إحنا رايحين.. أنحارب؟؟.. بعدين.. الناس شنو يكولون علينا”)….. أفتهمتوا!

ورئيس جمهوريتنا يحميه الفوج الرئاسي من البيشمكرة.. في قلب بغداد.. (لا أدري هل هو رئيس جمهورية العراق.. أم رئيس إقليم كردستان!!).

(وحادثة لاحقة):

نجيبه من نهايتها.. عندما دخل المتظاهرون المنطقة الخضراء.. هل حمايتكم أنقذتكم ؟.. أبداً.. و الله.. فالمتظاهرون أفرغوا غضبهم بقنفة مجلس النواب.. ادعوا للقنفة.. يا نوابنا.. يا مسؤولينا.. خذوا الدرس جيداً.. ولا تسرقوا أموال الفقراء بامتيازاتكم.. وحماياتكم.. وسيارات ووووووووووو.. شيكولون الناس عليكم.. حرامية.. والله عيب.. ثم عيب.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *