ثقافة العنف.. نسوية أم ذكورية ؟

ثقافة العنف.. نسوية أم ذكورية ؟
آخر تحديث:

عالية طالب
كلما استخدمت عبارة ثقافة العنف تتوجه الأنظار وينصرف الفكر إلى «الرجل» بصفته المتسبب الأول في استخدام الحالة ضد الجنس الآخر، ولا تنفع كل محاولات الصد أو الإنكار والتوضيح التي يستخدمها الآخر في رفض أو تأكيد أو «التبجح» أحيانا للرد على من يصر على أن العنف، في استخدامه الضيق مجتمعيا وليس سياسيا وعسكريا وأمنيا وإرهابيا، هو معادلة بين اثنين ( الرجل- المرأة) حصرا  من دون التفكير بما يفعله المجتمع بصورة عامة في توجيه ثقافة العنف ضد الاثنين بسبب النظرة الضيقة  في استيعاب مفهوم (حرية الآخرين) والسلوك المجتمعي المتوارث في التدخل بشؤون من حولنا ومصادرة حريتهم في الملبس والتصرف والتعبير والسلوك واستخدام حقهم في التصرف في حياتهم مثلما يرغبون دون وصاية مجتمعية من أحد.تواجد زمني مؤقت في أي مرفق عام يعكس النظرة المتخلفة لنسبة لا يستهان بها من مجتمعنا من النساء والرجال، وهم يعلنون عن استيائهم واستنكارهم « لفظيا وسلوكيا» من الآخرين والأخريات منتقدين الأزياء والشكل والتصرف وحتى التواجد في مرفق معين  مرورا بطريقة الكلام والابتسام والمشي وصولا إلى لون الشعر وطريقة الحجاب  إلى حد الاعتراض على الشريك أو الشريكة وكأن للجميع الحق في فرض  الأحكام وفق ما يرتؤون أو يؤمنون أو يختارون!!الكل متفرغ للكل، والكل يفرغ خلفيته الثقافية على غيره ويشترط أن يصبح مثله أو ينبذ ما هو عليه  ليرضيه من  دون أن يقف ليسأل نفسه وما علاقته بالحالة أو بالشخص أو بالزمان والمكان الذي تواجدوا سوية فيه أو بالواقع الذي يراه، وكأنه الوصي بثقافته الخاصة وما عليه إلا تعميمها وفرضها مجتمعيا بكل رحابة سوء وتقدير.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *