طقوس إيزابيل

طقوس إيزابيل
آخر تحديث:

باقر صاحب
مع ظهور آخر رواية لها « العاشق الياباني”، في اسبانيا مؤخرا،  تقول إيزابيل  الليندي الكاتبة التشيلية « ما أزال أحس بالرهبة أزاء الأوراق البيضاء»، كان ذلك في حوار معها نشرته مواقع عديدة، استوقفتني العبارة طويلا، فهي صادرة عن روائية تعد «المرأة الأكثر مبيعا في تاريخ الأدب الاسباني»، عبارة فيها درس قاس لأصحاب الكلمة، عن احترام الكتابة، عن عدم الاستسهال نهائيا، بل إنها تشعر مع كل شروع في كتاب جديد رواية أم مذكرات، بأنه شروع في مغامرة لها 
مخاطرها.
وارتباطا بهذا، نجد في إجاباتها ذلك النزوع إلى عدم الاكتمال، ومن ثم عدم الرضا بما أنجزت، على الرغم من موقعها المتميز في الأدب العالمي، في القرنين الماضي والحالي، تقول انها ستطلب أن يكتب على شاهدة قبرها» هنا ترقد كاتبة المستقبل لأعظم رواية»، وهو قول ذو وجهين، أولا.. الثقة العالية بذاتها ككاتبة، ثانيا.. إنها لن تكتب في حياتها أعظم رواية، فمهما كتبت، وكان صداه عظيما، يتجدد الهاجس، ان الرواية القادمة أعظم، إلى أن يحين الرحيل من
 الدنيا.
وأزاء ذلك يمكن اقتناص دلالة مهمة تدور في فلك جدوى الكتابة الإبداعية، إن الصدى العظيم لمشروع كتاب بعد إنجازه إذا ما تحقق، يسبقه إنجاز لايقل أهمية، الا وهي متعة التجربة نفسها بكل طقوسها، بداياتها وتوصلاتها ونهاياتها، متعة أن تكتب، وأن تبدع، متعة أن تشرع في خلق عالم جديد، وان من ورق، متعة الخلق. هنا يلوح الاكتفاء الروحي أن تكتب، الطارد للبرغماتية، تقول ايزابيل الليندي عن اللاغائية في الإبداع، بأنها كما اللاغائية في الحب» الكتابة مثل ممارسة الحب… دعك من بلوغ النشوة، واستمتع بالتجربة ذاتها».

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *