هدية حسين وروايتها ( ريام وكفى)

هدية حسين وروايتها ( ريام وكفى)
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- استمرار صعود نجم الرواية العراقية بين نظيراتها العربيات، هذا مايحمله معنى ترشح القاصة والروائية المغتربة هدية حسين  في القائمة الطويلة ال(16) لجائزة البوكر العربية،  عن روايتها ( ريام وكفى).قد يقول قائل..لا تتفاءل كثيرا، فلا أعتقد أن لجنة جائزة البوكر العربية ستتوج جائزة العام الحالي لكاتبة عراقية، بعد ان فاز بها العام الماضي مواطنها الروائي أحمد سعداوي عن روايته “فرانكشتاين في بغداد”، نقول.. ينبغي أن نفرح، فالرواية العراقية، ولثلاث سنوات، هناك من يمثلها في القائمتين  الطويلة أو القصيرة للبوكر العربية، أهم جائزة عربية في الرواية، مؤسسة على غرار نظيرتها البوكرمان العالمية. يأتي هذا في ظل تزايد أعداد المرشحين للتنافس على الجائزة، فبلغ العدد هذا العام( 180) رواية.إذا كانت اللجنة التحكيمية للجائزة موضوعية بنسبة عالية جدا، ما الضير أن تفوز رواية، يتكرر فيها  اسم البلد الذي ينتمي أو تنتمي  إليه كاتب أو كاتبة  الرواية الفائزة، إذا كانت رواية هدية حسين”ريام وكفى” هي الأفضل، مثلا، في القائمة القصيرة، لم لا تفوز؟ فلكل دورة من دورات الجائزة روايات مرشحة مختلفة  الأساليب والمضامين.   وبعد… فان هدية حسين كاتبة محترفة، اتجهت إلى الفضاء السردي الواسع للرواية بعد تمكنها من كتابة القصة  القصيرة في ثلاث مجموعات، وفازت مجموعتها الثالثة ( وتلك قضية أخرى) بالجائزة  الأولى لأدب المرأة العربية في الشارقة العام 1999، تقول في حوار لها:” التفاصيل الصغيرة ازدحمت في رأسي، ولأن الأحداث الكبيرة والمريرة حطّـت على بلدي، فلم تعد القصة تستوعب هذا المخزون”. طرحت روايات هدية حسين الهموم المضاعفة للمرأة العراقية في عقود من الحروب العقيمة، التي ابتلي بها العراقيون، منطلقة من الجانب الأسري والوجداني المتمثل بالحياة الخاصة لبطلات رواياتها إلى الإشكالات العامة سياسيا واقتصاديا وثقافيا، انحياز هدية حسين إلى بنات جنسها  ينبع من تصويرهن أنهن غالبا مايكن الخاسر الأكبر، لأجل خلق تعاطف المتلقي ونصرته للمرأة، التي على الرغم من خسائرها، تبقى في الجوهر الإنساني صانعة للحياة، لكن  طرح ماهو سلبي، يبرز المسكوت عنه،  ألاوهو بلورة ماهو إيجابي،(وبضدها تتبين الأشياء). في بعض رواياتها مثل “نساء العتبات” و”ريام وكفى”  لاتطرح هدية حسين أنموذجا نسويا واحدا، بل مجموعة نساء نظل  نتابع نهاياتهن التراجيدية إلى النهاية. على سبيل المثال، روايتها المرشحة ” ريام وكفى” تتحدث عن أربع نساء في بيت واحد يعملن في مهنة واحدة، عبثت الظروف القاسية بمصائرهن.. بينهن من فهمت الحياة وألاعيبها، فسعين إلى تحقيق أحلامهن وفق وعي وإرادة، وأخريات تركن المصادفات تنسج مصائرهن. لكنهن لا يعلمن أن أشرطة حياتهن محفوظة في الصندوق الرأسي لأصغرهن” ريام ” التي استهواها من ألاعيب الحياة، فتح مغاليق الأسرار، ونبش ماضي سلالتها، أليست  لعبة نبش الأسرار قرينة لحفريات الكتابة؟رواية مشوقة، عسى أن تشق طريقها إلى القائمة القصيرة التي سيعلن عنها في الثالث عشر من شباط المقبل.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *