ثورة العراق تجرف التيار السياسي المنحرف !

ثورة العراق تجرف التيار السياسي المنحرف !
آخر تحديث:

بقلم:زهير الفتلاوي

ضربوا الدستور والقيم والمبادئ التي تعمل بها السياسية وتحقق مكتسبات للشعب اسوة بسياسة الدول المتحضرة والمتطورة . جاء التغيير وفرح الشعب العراقي كثيرا وساند ودعم التوجهات التي قالوا انهم سوف تتحقق للشعب العراقي الرفاهية والازدهار والتقدم بنظام برلماني وسلطة رقابية ، وقضاء مستقل ، واعلام حر ، وبناء وتطوير وتنمية وتوزيع عادل للثروات ، وتطوير واقع الاقتصاد والنهوض بالبلاد بشتى الاتجاهات ولاقت تلك التوجهات دعم وتشجيع ابناء الشعب العراقي كافة وحتى المرجعية طالبت الشعب بتحفيز ساسة البلاد ودعم العملية السياسية ، على امل ان يقدموا تلك الاصلاحات والعمل بها . تم تصديق تلك البرامج وانتخب الشعب لأربعة دورات انتخابية ، وتصويت للدستور، في ضل خطر الارهاب ووقوع الضحايا والاف الشهداء والجرحى والمغيبين . مضت السنين مسرعة وضل الساسة يراوحون في نفس المكان بل يرجعون الى الوراء ، وسرقت الثروات وتوقفت الاصلاحات وتقدمت المصالح الشخصية وتم تشريع القوانين التي تخص امتيازاتهم و مصالحهم واصبحوا اثرياء بلا حدود ، ثراء فاحش ، على حساب المصالح والمبادئ والقيم والاخلاق ، يشترون العقارات، ومصارف اهلية لغسيل الاموال ،بيع وشراء مناصب الوزارات بيع وشراء القنوات الفضائية والسيطرات الامنية حتى وصل الامر الى المتاجرة بصالات القمار “صالات الروليت”.. آفة تُدمّر العراق بغطاء حكومي والمتاجرة بالمخدرات و الاتجار بالبشر من خلال دعم واسناد تلك العصابات، ويستولون على المنافذ الحدودية ويتحكمون بالإيرادات ، وابار النفط وشركات تهرب بلا حدود وكل شيء في البلاد سخر لأجلهم ويتم تفصيل القوانين على قادة الكتل والاحزاب السياسية وقد يظهرون بوسائل الاعلام ويرمون الاتهامات فيما بينهم . تبددت الاحلام وظهرت المخاوف ، وثار الشعب الذي طالما حذرهم ووصفهم وفق شعارات (باسم الدين باكونه الحرامية ) يعرف اليوم ما يزيد عن المليون متظاهر، يوميا في بغداد واكثر ، وبقية المحافظات الثائرة ، العراقيين نزلوا إلى الشوارع في مختلف المدن والمحافظات ،المطعم التركي الرمز الوطني الشامخ الذي مثله جميع المحافظات الثائرة . مدن ومناطق ومحافظات محرومة وفقيرة التي نسيتها الدولة، واصبحت منكوبة ومحرومة من ابسط الخدمات . يعرف المليون متظاهر والآخرون الذين لم يستطيعوا النزول إلى تظاهرات الغضب ورفض الظلم والجور والحرمان الذي يفرض على الشعب الكادح والمفقر والذي تتزايد اعداد المغتربين والمهاجرين والمهجرين قسراً، على مدار الساعة بسبب ارهاب الساسة

يعرف العراقيون جميعاً أن الحكم ـ هذا العاجز عن وجود الحلول الواقعية وعن فرضها على الناس بعدما فقد رصيده عندهم- أن الحلول غير جاهزة، وأن المطلوب مستحيل التحقق لان النهابين وحرامية السلطة وسماسرة الصفقات لن يتنازلوا عن ارباحهم من المال الحرام (خصوصا وانهم قد حولوا معظمه إلى المصارف الدولية في الخارج).. يعرف الناس انهم يطلبون الاصلاح من المتسببين فيه، وانهم يطلبون حماية الثروة الوطنية من ناهبيها، وهذا احد عناوين المعضلة التي تزيد من تعقيدها “موجبات” النظام الطائفي: فمقابل اللصوص الموارنة لا بد من عدد يتناسب معهم من لصوص الشيعة والسنة والكرد ولهذا لجاء الشعب الى الامم المتحدة والمجتمع الدولي فلا بد من الاصلاح واحترام ارادة الشعب، لا بد من تغيير جذري في قواعد الحكم، لا بد من وقف الهدر والنهب المنظم لموارد الدولة.. فكيف يعرف أهل الحكم الجالسين هنيئا في قصورهم، والتي تنتظرهم طائراتهم الخاصة ويخوتهم المذهبة، كيف يعرفون الحلول (وهم يعرفونها ويخافون من الشعب يقع عليهم الاصلاح الحقيقي وترك البلاد ومحاسبة السراق والحرامية من قبل الشعب العراقي الكريم.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *