جيمس جويس وإيتالو سفيفو.. سيرة صداقة

جيمس جويس وإيتالو سفيفو.. سيرة صداقة
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبار العراق -جيري كيمبر كتاب الروائي والكاتب المسرحي الإنكليزي ستانلي برايس «جيمس جويس و إيتالو سفيفو: قصة صداقة»، يعود بنا القهقرى لسنوات طويلة من عهد صداقة قوية ربطت بين اثنين من عمالقة الرواية وقد حفل الكتاب بمعلومات تنشر لأول مرة كتبت بشكل رائع عن صداقة يجهل الكثير منا تفاصيلها وتحليلا مفيدا لأعمالهم. تفوق جويس ويتناول الكتاب أول ما يتناول إيتالو سفيفو (اسمه الحقيقي إيتوري شميتز) اجتمع لأول مرة بجويس في العام 1907 في تريستا، و هو ميناء بحري مزدحم في الإمبراطورية النمساوية المجرية سابقا، وكان يهوديا يحمل جواز سفر نمساويا وعلى الرغم من أن أصول أسلافه كانت ألمانية وهنغارية، لكنه كان يتحدث الإيطالية ويحرص على تحسين محادثاته بالإنكليزية وسيصبح مشهورا كرجل أعمال ناجح في شركة الدهانات البحرية المملوكة من قبل عائلة زوجته، أما جويس وبعد أن وصل تريستي في العام 1905 مع صديقته نورا التي تزوجها فيما بعد العام 1931 فقد كان يعمل في مدرسة بيرليتز لتعليم اللغات ليتمكن من سداد متطلبات عيشه وأثمان مشروباته الكحولية وكان يبلغ من العمر آنذاك خمسة وعشرين عاما وسفيفو خمسة وأربعين حيث اكتشف كم كانت معرفة الأخير معرفة رائعة بالأدب الأوروبي وتحدثه بعدة لغات، في المقابل كان سفيفو نفسه يسره أن يتعلم من جويس على الرغم من فارق السن بينهما ومعرفته الأدبية الشاملة، إن لم يكن أكثر من ذلك، لتنشأ بعدها علاقة صداقة تطورت بسرعة وكان من المقرر أن تستمر لبقية حياتهما لولا بعض الاختلافات في بعض جوانب شخصيتيهما، فسفيفو كان سخيا ومتواضعا، لكنه كان يعاني شكوكا بسبب تفوق جويس عليه أدبيا وعانى من ما نسميه الآن الشعور بالنقص، بحسب مبادئ فرويد ويونغ في التحليل النفسي اللذين تشكلا حديثا، وقتذاك فكانا وسيلة مفيدة لفهم ذاته الداخلية، بينما جويس كان يتمتع بعبقرية نمت في سن مبكرة وكان يمتلك قدرة عجيبة على إقناع الآخرين، لكن برايس يؤشر عليه في كتابه عدم الاهتمام بمظهره وحبه للكحول، كما كان كثيرا ما يقدم على اقتراض المال من أصدقائه، وقد كتب ستانيسلاوس وهو الأخ الأكبر له في وقت مبكر من العام 1903: « قليل من الناس سوف يحبونه، وأعتقد أنه على الرغم من كل ما كان يتمتع به من عبقرية وموهبة فمن المرجح أن تكون الشفقة هي أسوأ صفقة يحصل عليها»، لكننا لا نفسرها كالحالة التي أقدم عليها سفيفو في تقديمه الدعم المالي والمعنوي لجويس وعائلته من منطلق أنهما التقيا على حب الكتابة التي حرض الأخير النقاد على الإشادة بروايات صديقه خاصة روايته الأكثر شهرة لا دي زينو أو ( الضمير زينو) التي نشرت العام 1923 والتي وضعته على طريق النجومية الأدبية. تفاصيل جديدة والكتاب أشبه بسيرة ذاتية لكليهما وفيه تفاصيل قد نجهلها يمكن أن تجتذب القارئ حيث يتم تذكيرنا بالكيفية التي كتب جويس الكثير من كتاباته في غرفة ضيقة وذلك باستخدام حقيبة مفتوحة جعلها شبيهة بسطح المكتب وكان يرتدي سترة بيضاء لأنه كان يعتقد أنها تعكس مزيدا من الضوء على الصفحة وكيف لعبت الصدفة دورها بتعارفه لصديقه سفيفو الذي أعانه كثيرا، وهناك تفاصيل عن حياتهما أثناء الحرب العالمية الأولى كما يسلط الكتاب الأضواء على علاقتهما بعظماء الأدب بروست، همنغواي، شو، إليوت، وولف، شتاين، ييتس، ويلز.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *