حرب الکاتيوشات

حرب الکاتيوشات
آخر تحديث:

بقلم:علاء کامل شبيب

لم يکن هناك من أدنى شك في أن النظام الايراني وفي ظل تفاقم الازمة المندلعة بينه وبين الولايات المتحدة الامريکية وکما قد أشار معظم المراقبين والمحللين السياسيين، فإنه سيعمد الى إستخدام أذرعه في بلدان المنطقة عموما والعراق خصوصا من أجل إستهداف القواعد العسکرية والمصالح التي تعود للولايات المتحدة في المنطقة وبعد إستهداف ناقلتي النفط ومطار أبها السعودي، فإن تعرض أماکن في الموصل والبصرة والتاجي للقصف بصواريخ کاتيوشا والتي هناك إتفاق ضمني على إنها من جانب الميليشيات التابعة للنظام الايراني في العراق، فإن کل ذلك يدل على إن طهران مستعجلة من أمرها في إرسال رسائل غير مباشرة لواشنطن خصوصا والمنطقة والعالم عموما بأنها ستشعل العراق والمنطقة فيما لو تعرض للهجوم.

هذه العمليات من الهجوم على الناقلات وحتى قصف أو حرب الکاتيوشات في العراق، تزامنت مع حمى تصعيد غير مألوف من جانب النظام الايراني حيث رافقتها بالاضافة الى القيام بالخطوة الثانية في مسار زيادة تخصيب اليورانيوم، تهديدات بإستهداف القطع الحربية الامريکية المتواجدة في المنطقة، لکن الذي يلفت النظام إن هناك برود أمريکي غير معهود حيال کل هذا الاستعجال الايراني رغم إن التصريح الذي أدلى به الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وأکد فيه “أن الولايات المتحدة مستعدة جيدا لإيران، وسنرى ماذا سيحدث”، کان أيضا بمثابة رسالة واضحة لطهران، وکما أکد مسٶولون في الادارة الامريکية مرارا من إن الولايات المتحدة جادة کل الجدية مع إيران وليس هناك من مجال للمزاح.

کما أکدنا وأکدت أغلب الاوساط السياسية المتابعة للأحداث والتطورات المتعلقة بهذه الازمة، فإن النظام الايراني الذي يبدو غارقا في حتى أذنيه في أزمة خانقة ويواجه أوضاعا داخلية متفجرة غير مسبوقة حيث يواجه فيها ولأول مرة تناغما وتزامنا غير مسبوقا بين هذه الاوضاع الداخلية الخطيرة وبين الموقف الامريکي الصارم الذي يمسك بخناق النظام ويزيد من ضغطه کلما مر الوقت، بل وإن النظام الايراني الذي کان معروفا بإستغلاله عامل الزمن مع الغرب من أجل تحقيق أهدافه، لکنه الان يجد إن عامل الوقت قد صار بالنسبة له کالسيف البتار، ولذلك فإنه مستعجل من أمره مع ملاحظة إن الوفود التي أرسلها قبل مدة للعديد من بلدان العالم بحثا عن صيغة حل لهذه الازمة، قد عادت جميعها بخفي حنين، في وقت تتفاقم المشکلة الداخلية وتتضاعف النشاطات المضادة للنظام من جانب خلايا نشيطة تابعة لمجاهدي خلق مع مظاهرات صاخبة بالالاف في العديد من بلدان العاللم للجالية الايرانية وهم يهتفون بالسقوط للنظام ويعلنون دعمهم للمقاومة الايرانية وزعيمتها السيدة مريم رجوي، هذا الى جانب إزدياد التأثيرات السلبية للعقوبات الامريکية على الاوضاع المختلفة للنظام، فإنه لايوجد من طريق أو سبيل أمام طهران غير اللجوء الى التصعيد والعبث على أمل أن يساهم ذلك في حل معضلتها!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *