حكومة المتكالبين على السلطة

حكومة المتكالبين على السلطة
آخر تحديث:

بقلم:اياد السماوي

خمسة عليهم لعائن الله وملائكته وأنبيائه ورسله والناس أجمعين .. هؤلاء الخمسة سيطول وقوفهم أمام الله سبحانه وتعالى وسيحاسبون حسابا عسيرا ليس لأنهم لصوص سرقوا أموال الشعب العراقي وأموال أجياله القادمة وزرعوا الفتنة والبغضاء في نسيجه الاجتماعي , وخانوا الأمانة وسرقوا أحلام الناس في الحياة الحرّة الكريمة وأحالوها إلى جحيم ويأس مطبق فحسب , بل سيحاسبون حسابا عسيرا على جريمتهم الأكبر والأفظع بحق بلدهم وشعبهم , وهي جريمة المجيء بمصطفى عبد اللطيف مشتت رئيسا للوزراء .. وأول من سيحاسب من هؤلاء الخمسة هو رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الذي جاء به رئيسا لجهاز المخابرات بالوكالة , فهذا المنصب هو الذي مهدّ للكاظمي الوصول إلى رئاسة الوزراء بمساعدة رئيس الجمهورية برهم صالح وسذاجة هادي العامري الذي وقع فريسة لمخطط المتصهين برهم صالح في إيصال الكاظمي إلى رئاسة مجلس الوزراء , وإظهاره بصورة القائد المنتصر الذي حافظ على حق المكوّن الشيعي في ترشيح رئيس الوزراء .. آثار جريمة إيصال الكاظمي إلى رئاسة مجلس الوزراء بدأت تتوّضح وتتكشّف ملامحها يوما بعد آخر , ليس من خلال التغييرات المريبة في هيكل المؤسسة العسكرية والأمنية وآخرها التغيير الذي أطال مؤسس خلية الصقور التي تصدّت وحاربت الإرهاب فحسب , بل من خلال التغييرات الهيكلية التي زحفت على كلّ مؤسسات الدولة ووزاراتها وتكالب الوصوليين والنفعيين والفاسدين وعملاء السفارة وبقايا البعث المجرم على أهم المناصب الحساسة في الدولة ..

واحد من هؤلاء الوصوليين والنفعيين الذين ركبوا موجة التظاهرات التي عمّت البلد في تشرين عام 2019 , هو مدير مكتب مصطفى الكاظمي القاضي رائد جوحي صاحب أحد خيم ( نازل آخذ حقي ) في ساحة التحرير .. فالقاضي الهمام الذي كان عضوا عاملا في حزب البعث المجرم , لم يكتفي بتعيينه بمنصب هو أعلى من منصب أي وزير , بل سارع بتعيين أبناء أخيه , محمد حامد جوحي و أحمد حامد جوحي , أحدهم في رئاسة الجمهورية والآخر في رئاسة مجلس الوزراء , وكأنّ انتفاضة الشعب على الفساد والفقر والبطالة هي من أجل إيصال آل جوحي إلى المناصب العليا في الدولة والحكومة .. بدون أي حياء أو خجل من هذا الشعب , وكأنّ آل جوحي هم الذين تصدّوا للمعتوه عدي صدام حسين في المنصور .. والمشكلة أنّ هذه التعيينات المريبة وهذا التكالب على المناصب العليا في البلد , يجري أمام أنظار مجلس النواب والكتل السياسية الفاسدة والحقيرة والمجرمة .. من دون أن تشعر بالخجل لما يجري للبلد من كارثة على يد مصطفى الكاظمي , ولو كان لهذه الكتل السياسية ذرّة من الشعور بالمسؤولية أمام الشعب , لوقفت وسائلت رئيس الوزراء على كلّ التعيينات التي قام بها خلافا للقانون ونزولا عند رغبة المتحاصصين الفاسدين في الحصول على الحصّة الأكبر من الغنيمة .. وبدوري أسأل الذين جاؤوا بمصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء .. هل أنتم أحياء وترون ما نرى وتسمعون ما نسمع ؟ أم أنّكم أموات وماتت معكم ضمائركم واخلاقكم وقيمكم ؟ متى تصحى ضمائركم وتهبّ لإنقاذ هذا البلد الذي تكالب علية السفلة والمنحطون واللصوص وأبناء سقطات المتاع ؟ .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *