(( خير جليس )) أصبح حقيقة

(( خير جليس )) أصبح حقيقة
آخر تحديث:

أن تلتقي بكتاب..  بهيئة إنسان

حسن جوان

أن تستعير كتاباً، أو شخصاً قرأ الكتاب. هكذا يجد الكتاب مزاجاً تفاعلياً مبتكراً في ظل تزاحمات كثيرة معاصرة، ربما يجد تحوّلاته بدوره في ما بين تلك التحوّلات المتسابقة، كوجود يأبى ان ينضب. هي ظاهرة بدأت على مستوى تجريبي في بعض البلدان الأوربية – فرنسا أولا – لتأخذ طريقها التدريجي في التفشي كصيغة مبتكرة جديدة، تهدف الى صناعة كتاب حيّ ” إنساني ” قادر على محاورتك ومصادقتك، وأيضا مناقشتك حول ما يحتويه ذلك الكتاب، باعتباره كتاباً – شخصاً حقيقياً – إنسانياً يجلس قبالتك.
هذا يذكر بأحد الأفلام السينمائية ذات المغزى الفلسفي العميق، حيث يتحول الناس إلى كتب في زمن تمنع السلطات الفاشية – المفترضة – كليّاً وجود أي نوع من المعرفة. وهكذا تسعى فئات معينة من الناس الى حفظ الكتب عن ظهر قلب، قبل ان تحرقها السلطات. مع الوقت صارت الناس كتباً حيّة تتضمن حرفياً محتويات المكتبات من فنون وآداب وفلسفة وغيرها، درجة تماهي أولئك الحفظة مع وظيفتهم، واتخاذهم أسماء تلك الكتب بدل أسمائهم الشخصية. 

الكتاب المؤنسن
هذه المخيلة السينمائية، تحولت الان الى حقيقة واقعة، ولحسن الحظ، دون الحاجة الى عوامل قهرية من قبل أية قوة غاشمة، بل بدوافع حرة وإيجابية، كان القصد منها تنويع طرق التلقي وتسهيلها، وأيضاً لجعلها وسيلة تفاعلية مؤنسنة، وسط مناخ عام يسم وسائل التبادل المعرفي والاجتماعي بادوات تفاعلية، تتجاوز الأساليب القديمة في أحادية التلقي وعزلته. في هذه التجربة يمكن اختيار كتاب فعلي – ورقي – لمطالعته أو الإفادة من بحوثه وخلاصاته، أو بالإمكان أيضاً الاستفادة من فريق معين من الكتب البشرية التي تساعدك على الاستماع الى ملخص الكتاب ومناقشته بشكل فردي أو جماعي، في جوّ من الالفة وتبادل الآراء. هذه التجربة تأتي اليوم كتنويع انساني نحو تلقي الكتاب، مضافة الى اشكاله المجسدة الأخرى، بدءاً من الاشكال الورقية، والالكترونية، الى الكتب المسموعة، والملخصة، وغير ذلك من اشكال ماثلة، وأخرى في انتظار ابتكارها من أجل كائن ارتبط اسمه ومحتواه بالمعرفة الإنسانية : الكتاب.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *