رؤية المثقف لمحاربة الفساد

رؤية المثقف لمحاربة الفساد
آخر تحديث:

عروبة النجار
علينا أن نؤسس لدور المثقف العراقي في مرحلة الإصلاح الذي نتطلع له، وهذه المرحلة بالتأكيد لا تقف أبعادها على الناحية السياسية فقط، بل نجد بأن الجانب الثقافي له أهميته الكبرى خاصة وأن عملية بناء المجتمع وترسيخ الكثير من القيم والمبادئ لا تتم عبر السياسي فقط بقدر ما انها مشاريع ثقافية لا بد من تحقيقها، وحتى المشروع السياسي في جانب كبير منه يستمد خواصه من ثقافة المجتمع ولا يتجاهلها مطلقاً.ولعلنا في العراق نعاني كثيرا من بروز ظواهر خطيرة جدا؛ أبرزها ظاهرة الفساد في مفاصل عديدة وتشكل هاجسا للجميع دون استثناء، وعلينا أن نقف لنحدد كيف نتصدى لها ثقافيا؟ وأجد بأن دور النخب الثقافية الحقيقي يكمن في استمرار الحياة ومحاولة التصدي لكل الظواهر المنحرفة فكريا عبر الأعمال الفنية التي تفضح المفسدين من جانب، ومن جانب آخر تؤسس لثقافة مجتمعية رافضة لهم مما يعني ولادة أجيال عراقية قادرة على مواجهة الفساد كما نجحنا في مواجهة الإرهاب.وأيضا هناك محاور أخرى أهمها توحيد الخطاب الثقافي أزاء الفاسد مهما كان، خاصة وإن هذا سيكون ردا قويا على حلقات الفساد التي تجد -في أحايين كثيرة- في تشتت الخطاب (السياسي) ووجود أكثر من موقف متناقض أزاء حالة معينة فرصة للبقاء أطول فترة ممكنة، ومن ثم فإن وحدة كلمة المثقف العراقي من شأنها أن تجبر حتى السياسيين من أن يقتدوا بهم، خاصة وأن النخب الثقافية العراقية ولا نبالغ إن قلنا بأنها أكثر تأثيرا في الشارع العراقي من السياسي وأقرب إليه بحكم أنهم على مساس مباشر بالمواطن من جهة، وأيضا لهم مشاكلهم وهواجسهم المشتركة مع الآخرين، وهذه النقطة بالذات يفتقدها السياسي العراقي الذي عادة ما يكون بعيدا عن المواطن بدرجة أو بأخرى.وهذا يعني بأن يكون للمثقف العراقي (الشاعر– الفنان– الكاتب) رأي في وضع ستراتيجية لمكافحة الفساد تأخذ بنظر الاعتبار وجهة نظر المثقف بوصفه الأقرب للتشخيص والأكثر تضررا من ذلك، والقادر على أن يضع بصمته في التصدي عبر رؤيته للواقع الذي يعيش يومياته بقسوة أحيانا.وهذا ما يجعلنا نقول بأن التصدي للفساد بوصفه جريمة يجب أن يأخذ محاور عدة وفي مقدمتها محاربته فكريا وبقوة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *