رئيس الوقف الشيعي، صانع الكراهية الدينية في زمن داعش

رئيس الوقف الشيعي، صانع الكراهية الدينية في زمن داعش
آخر تحديث:

سليم الحسني

رئيس الوقف الشيعي علاء الدين الموسوي، رجل تجارة بارع، استطاع ان ينجح في استغلال زيه الديني ليدخل عالم المال، ويحشر نفسه في أوساط الحوزة، متنقلاً على عدة بلدان، موطداً علاقاته مع أصحاب النفوذ والثروة.

بعمامته السوداء التي ترمز الى نسبه الهاشمي، استطاع علاء الدين الموسوي ان يتقدم في تجارته الدينية، وذلك من خلال الخرافة والتخلف ليجني المزيد من الأموال والشهرة والاتباع، فكان المدافع الشديد عن التطبير والزنجيل والطبول والزحف على أربع وما الى ذلك من ممارسات تشوّه الثورة الحسينية. وهو هدف يعيش عليه، فلا أبغض على قلبه من الوعي، إنه يريد للناس أن تعيش على التخلف والخرافة، فهذا هو باب الارتزاق اليسير له ولأمثاله.

اختزل علاء الدين الموسوي الهندي، الشيعة بمقولته المشهورة في جموع من المتخلفين: (إن الذي لا يطبر ليس شيعيا). وكتعبير منه على إيمانه العميق وإخلاصه لهذا الشعار، فقد كان يستورد السيوف والقامات من ايران، ويوزعها على بسطاء الشيعة، ليسهّل عليهم مهمة تحويل الثورة الحسينية من رفض الظلم الى ممارسات مقززة تستفرغ الثورة من مضمونها الحقيقي.

ليس غريباً على رجل مثله ان يحرّض على الكراهية ضد المسيحيين والديانات الأخرى، ويطلق عليهم وصف الكفار ويدعو الى قتالهم وقتلهم، فالذي يرى ان الشيعي الواعي ليس شيعياً، فمن الطبيعي أن يرى المسيحي والصابئي والإيزدي كائناً يجب قتله، في تحريف متعمد لمفاهيم الإسلام ومعاني القرآن الكريم في التسامح والسلام.

حين تولى رئاسة ديوان الوقف الشيعي، صار الهندي مبسوط اليد، فقد انضم الى جوقة المسؤولين الحكوميين، التي تشترك في الفساد المالي والإداري، وهنا كان الهندي أكثر منهم براعة، فقد عمل على استغلال الدين وتشويه قيمه العليا، ليجعله تحت تصرفه، والدين اطار يتسع للاستغلال لمن يجيد مهنة التجارة الدينية، فراح يقصي الواعين من ديوان الوقف، ويستبدلهم باتباعه من أنصار التخلف والخرافة، ويقتطع الأراضي الكبيرة ليبني عليها المنتجعات، فيما يعيش المواطن العراقي في احياء الصفيح والبيوت الخالية من الخدمات، ويجلس أرباب العوائل على أرصفة البطالة يقلّبون النظر بين قصور المسؤولين الشامخة، وبين أكوام القمامة، ثم يرسلون نظراتهم الى صدورهم المنهكة بالحزن والهموم، فيطلقون حسرة خافتة يسمعها الكون بأسره.

واكتشف علاء الدين الهندي، ان السكوت عن الفساد والفاسدين في الدولة العراقية سيكون معه خَرَساً، بحكم صفته الدينية وموقعه الرسمي في مؤسسة شيعية، فأقدم على تحويل المساجد المهمة الى مصادر تجارية، كما فعل ذلك مع جامع الرحمن، حيث اقتطع مساحة كبيرة منه قدرها (مائة دونم)، وعقد صفقة مشبوهة مع شركة (أبراج المستقبل) لإقامة منتجعات سياحية وتجارية يجني من ورائها المال الحرام، من ظهر المسجد الذي جعله الله مكاناً للعبادة.

وراح علاء الهندي يسنّ القوانين بنفسه، ويصدر القرارات بحرية وأمان، فجعل من كلية الامام الكاظم التابعة للوقف الشيعي، مصدراً خالصاً لمصروفاته الشخصية، وتُقدر أرباحها الصافية من أجور الطلبة المساكين مليار دينار عراقي سنوياً. كما أنشأ في مناطق عدة من المدن المقدسة المنتجعات والأماكن الفاخرة بالتعاقد من رجال أعمال في صفقات مشبوهة، ليكون بذلك رجل العقارات البارز المتستر تحت العمامة، أو بعبارة ادق مشهورة: لص يضع عمامة.

لجنة الأوقاف البرلمانية وهي المسؤولة عن مراقبة شؤون الأوقاف وما يجري فيه، تقف منه موقف الخائف أو المجامل أو الطامع أو المنتفع، فالبرلمانيون لهم حساباتهم التي عرفها المواطن على مدى السنوات الماضية، فلا يتخذ البرلماني موقفاً ضد الفساد، لأنه لا يريد ان يفتح على نفسه أو على كتلته باباً يصعب السيطرة عليه، ضمن اتفاقية التستر المتبادل على الفساد التي يعتمدها البرلمانيون جميعاً.

شخص مثل علاء الدين الهندي، لا يحتاج الى تحقيق وتدقيق، فهو واضح في توجهاته المعادية لأي حركة وعي إسلامي، فهو قطب من أقطاب الخرافة وصانع من صناع التخلف.

فعندما كان المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، يطرح مشروع دولة الانسان في لبنان، ومشروع الحوار الإسلامي ـ المسيحي، وصار ذلك حديث الأوساط الثقافية، برز علاء الدين الهندي رافعاً حربة الفتنة، فحمل لواء الحرب الشعواء على فضل الله، وكانت آلة حربه الخرافة وتشويه الحقائق، وهي مهنته التي يجيد احترافها، وكانت الأموال التي يختزنها، قد سخّرها لهذا الغرض، فتبنى طباعة كتب التخلف وتوزيعها على نطاق واسع.

هي فترة داعش مثلما هي فترة علاء الدين الهندي وامثاله، فالصوت الأكثر سماعاً والأسرع انتشار، هو صوت الكراهية، فيما تتلاشى صرخات الداعين الى التسامح والسلام، في هذا الضجيج الصاخب.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *