رسالة مفتوحة إلى السيد عادل عبد المهدي

رسالة مفتوحة إلى السيد عادل عبد المهدي
آخر تحديث:

بقلم:اياد السماوي

السيد عادل عبد المهدي رئيس مجلس الوزراء المحترم / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بادئ ذي بدء أهنئكم من الأعماق نيلكم ثقة مجلس النواب العراقي , واسأل الله تعالى أن يسددّ خطاكم ويوّفقكم لما فيه خير العراق والعراقيين , وأن يأخذ بيدكم إلى طريق البناء والإصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين والشروع في معالجة الخلل البنيوي في هيكل الاقتصاد العراقي وتحويله من اقتصاد ريعي أحادي الجانب إلى اقتصاد منتج تساهم فيه قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة بالجزء الأكبر من الناتج والدخل القومي .سيدي دولة الرئيس .. أنت تعلم أنّك قد وصلت إلى رئاسة مجلس الوزراء كخيار مستقل للمرجعية الدينية العليا , خيارا يكون حازما وقويا وشجاعا .

وقد استبشرنا خيرا في بداية الأمر حين أعلنت أنّك ترفض رفضا قاطعا تدّخل الكتل السياسية في تشكيلة حكومتك , وأنّك ستقدّم وزراء من التكنوقراط المستقلّين الذين يمتازون بالخبرة والكفاءة والنزاهة , وأنّك ستردم فجوات الفساد التي تسللت منها قوى الفساد إلى وزارات الدولة , وأّك ستلاحق الفاسدين أينما كانوا ويكونوا , ولكننا يا دولة الرئيس قد أصبنا بخيبة أمل قبل أن تقدّم أسماء حكومتك إلى مجلس النواب حين دعوت العراقيين من يجد في نفسه الكفاءة لأن يكون وزيرا أن يتقدّم عبر موقع ألكتروني أنشأ لهذا الغرض , فكنّا على يقين أنّ لا أحد سيمرّ من خلال هذا الموقع , فكانت هذه البداية غير موّفقة بالنسبة لرئيس الوزراء المكلّف .

وعندما أعلنت أسماء وزارتك في جلسة نيل الثقة أصبنا بخيبة الأمل الثانية , فحين تفّحصنا هذه الأسماء لم نجد فيها من تنطبق عليه صفة التكنوقراط إلا البعض القليل , رفض بعضهم وقبل البعض الآخر وهم تحديدا وزيري النفط والكهرباء , وبدرجة أقل وزير الخارجية باعتباره عمل في السلك الدبلوماسي لفترة طويلة وإن كان أداءه ضعيفا , أمّا أن يتسللّ لوزارة ( التكنوقراط ) عضو قيادة فرقة سابق في حزب البعث ومشمول بإجراءات المسائلة والعدالة وآخر سجين سابق في سجن بوكا بتهمة الإرهاب وأخرى نادلة في مطعم في ولاية مشيغان الأمريكية , فهذه هي كارثة الكوارث وأم المهازل , والخيبة الثالثة التي صدمتنا جميعا هي ظهورك بمظهر التلميذ المطيع أمام استاذه , ويا ليته كان استاذا حقا , بل هو الآخر تلميذا مطيعا عند أستاذه , حين أشّرّ إليك بأصبعه بالتوّقف عن قراءة باقي أسماء التشكيلة الوزارية والاكتفاء بالأربعة عشر أسما .. ولعمري كانت هذه نكبة وخيبة أمل لرئيس وزراء أريد له أن يكون حازما وقويا وشجاعا بعد أربع سنوات من الضعف والترّدد .. سيدي دولة الرئيس أتمنى مخلصا أن تزيل هذه الصورة السلبية التي تكوّنت عند عامة العراقيين , وتيّقن ستجدنا جميعا إن شاء الله بجانبك .. وفقك الله وسددّ خطاك

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *