سألوا البغل منو ابوك؟ كالهم : الحصان خالي

سألوا البغل منو ابوك؟ كالهم : الحصان خالي
آخر تحديث:

  عبد الله السكوتي

والبغل حيوان هجين ينتج من تلقيح الحمار للفرس، ولذا فهو معروف النسب، ولكنه يأنف من ان يكون ابوه حماراً، فينتسب الى الحصان ويتحجج انه خاله اخو امه، والبغل ورث من الحمار الكثير مثل القوة والعناد، فهو يحرن او يطنكر، ولا احد يستطيع تحريكه اذا اراد ان يمتنع عن فعل شيء ما، والكويت تشبه الى حد كبير البغل في حججها بانها دولة قديمة وتعاند في هذا، ولاتستطيع ان تعترف بانها كيان صار على اساس اقتطاعه من العراق، وهي دائبة تبحث لها عن نسب جديد، وتنسى بأن العراق بلد عريق وكبير ولها الفخر ان تنتسب لتلك الحضارة باذخة الاعمدة، فهو البلد الاول في كونه صاحب اكبر حضارة في التاريخ، وان تكالبت عليه الكلاب وساعدها الزمن على نهشه ونهبه فهذا الى حين، ولايعدم ان ينجب ما انجب من قبل، والبصرة حاضرة العراق وثغره الباسم، وهي مدينة علم وفقه وحديث ومدارس رأي كبيرة، نشأت فيها الترجمة ونهلت الكويت موسيقاها منها، حيث بدأ الخليل بن احمد الفراهيدي انغامه من هناك وايقاعاته الشعرية، ولا احد يأنف من الانتساب الى البصرة او العراق، حيث كانت تدعى البصرة بالعراق، وهنا تأتي بلاغة اهل العراق في ذكر الجزء ليريدوا  به الكل، وهي تمثل مع الكوفة ( العراقين)، مقارنة بالسماكين وهما نجمان مرتفعان، فالكوفة عراق، والبصرة عراق، اما الكويت فقد كانت في مجاهيل الغيب حينذاك، صحراء مهملة تابعة لمدينة البصرة، ومن ثم صارت بقبائلها تدفع الاتاوة كما كان يفعل مبارك الى ناصر الاشكر شيخ المنتفك ومؤسس الناصرية.

لا ادري اية انفة تدعو الكويت الى ان تخفي نسبها بانتمائها للعراق، العراق المملوء بالعز والفخار وصاحب الحضارات والمدنية، لقد حاول احد المؤرخين الكويتيين ان يصنع تاريخا لدولته المزعومة، فارتبك وتردد وراح يلوك لسانه ويقول: الكويت تأسست قبل اميركا، والجميع يعرف ان اميركا دولة بلا جذور، وهي عبارة عن مجاميع من قطاع الطرق، وهذه الحقائق لايمكن ان تغيب عن بال احد، وراح صديقنا يعدد غزوات بلاده التي لاتعد حتى على الاصابع، ويدعي انها احتلت البصرة بعد عام 1870، وعادت فاحتلت ام قصر ورفعت العلم الكويتي عليها، في حين ان الكويت حينها لم تكن تمتلك علما ولم يقر العلم الكويتي الا في اوقات متأخرة، ويعود فيقول انهم كسروا جيوش الفرس ولم يعد منهم مخبر واحد، واحتلوا عبادان، ونسي المثل الذي يعبر عن منعة عبادان والذي يقول : مابعد عبادان قرية، حتى مقدم البرنامج الذي يحاوره لم يصدق وضحك في بداية الامر، والمؤرخ ذاته قال انا اعرف ان لا احد سيصدقني، وراح المحاور يركز على حديث المؤرخ ويقول الكويت، الكويت احتلت عبادان، واحتلت البصرة، وهو مستغرب لهذا التاريخ المزيف، وراح يضحك عاليا، لانريد ان نذكر صدام ونهدد بنسخته التالية التي ستأتي لاريب، لانهم سيهددوا باولاد عمتهم مبروكة، الاميركان، وحكايتهم تشبه الى حد كبير حكاية الشاب الذي تزوج من فتاة جميلة، ولكنه لم يستطع ان يفعل معها شيئا في ليلته الاولى، فذهب الى ابن عمته ويدعى حسن، وترجاه ان ينوب عنه في هذه الليلة، وعندما نجح حسن نجاحا ساحقا، جاء صاحبنا الى زوجته وهو يردد: ( عبّالج آنه ، هذا حسن ابن عمّتي)، وربما ينتسب مستقبلا البغل فلا يقول حين يسألونه عن ابيه: ان الحصان خاله.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *