سفراء الفتنة

سفراء الفتنة
آخر تحديث:

بقلم:كاظم المقدادي

يحاول البعض القفز على كبرياء المواطن البصري ومحاولة أدلجة حراكه الوطني ..متناسين ان هذا الحراك العراقي الاصيل نابع من مطبات البطالة والياس والاحباط والحرمان / فلا شان للبصريين بالصراع الايراني الامريكي ولا شان لهم بأحزاب غائبة عن المسرح السياسي ..اما حرق القنصلية الايرانية ومقار الاحزاب الموالية لها فهذا نتيجة حتمية لجملة حماقات ارتكبتها ايران في البصرة/ ومنها ملوحة شط العرب وتحويل مسار عشرات الروافد مما أضر بزراعة البصرة وبساتينها.

ويفسر ذلك ايضا حجم الاحتقان من تنامي النفوذ الايراني وهيمنة الاحزاب والميلشيات على المجتمع البصري .

لكن الاتفاق المفاجيء لسائرون مع تحالف الفتح على إسقاط حكومة العبادي وبحركة من السفارة الايرانية.. غير وبشكل سريع من مجريات الأحداث و انقذ ايران من مأزق البصرة .. وأعاد حسابات السفارة الامريكية التي تسعى جاهدة لشق الصف الشيعي تماما كما فعلت مع ابناء السنة .

الثابت / اننا امام حالات من التراكم الخطير على مستوى الفهم وعلى مستوى تقديم الحلول المناسبة للمشاكل المعقدة في العراق.. لاننا كثيرا ما ننشغل في النتائج ونتجاهل جذور المشكلة.. وكأن ما يحيط بِنَا اليوم من تذمر وتمزق واحتجاجات ومظاهرات حدثا مفاجئا.. وليس نتيجة لتدخل مستمر في الشأن الوطني من قبل سفارات اجنبية مازلنا نعتبرها شقيقة وصديقة وهي التي جعلت من عملائها كحصان طروادة يمكن تحريكه و جعله في قلب القلعة ..!!

لقد شاهدنا كيف تطورت الامور في المحافظات الغربية من منصات احتجاج الى مدن يحكمها دواعش ورايات . ثم تدمير كامل للإنسان والمدن والمعدات .

واليوم يراد تدمير البصرة ومدن الجنوب بالطريقة ذاتها / لقد حاربت امريكا ابناء السنة بسلاح السنة وايران ستحارب ابناء الشيعة بسلاح الشيعة .. ولابد من التذكير ان امريكا قد احتلت العراق بمباركة وبمساعدة ايرانية وان هناك تفاهما ( ايرانيا أمريكيا ) على ضرورة استمرار العراق في وضعه الحالي .

هناك مؤشرات خطيرة تتحرك من حولنا لها علاقة بالوضع الإقليمي وما سيحدث في أدلب السورية والحصار الامريكي على ايران ومحاولة النظام الايراني استغلال نفوذه في الساحة العراقية و التلويح بالورقة العراقية في الوقت المناسب ..ثم ان التحركات الامريكية المريبة داخل الاراضي الكويتية وزيارة امير الكويت الى واشنطن تستحق منا التوقف والاهتمام ..لان الكويت ومهما تظهره من حسن نوايا ازاء العراق..فان مآسي الغزو العراقي ما زالت عالقة في الاذهان / لهذا سترضخ الكويت وستقدم المساعدات اللازمة باحتلال العراق مرة ثانية لتكون في مأمن من نفوذه في المستقبل / والجميع يعرف ان اسهل طريق للقوات الامريكية في زمن الحرب هو التدفق من الاراضي الكويتية باتجاه العراق .

في المقابل تعمل ايران على استنفار جاهزية واستعداد الفصائل العراقية المسلحة والتي تخضع لاوامر الحرس الثوري الايراني.

وهذا كله يكشف لنا خطورة الايام القادمة وحجم الصراع المرتقب بين ايران وامريكا والخشية من اندلاع مواجهات بين الأجهزة الامنية والحشد الشعبي ..والمستقبل لا يبشر بخير الا بحدوث هزات سياسية في ايران او امريكا تمنعهما من الاستمرار في المواجهة .

ان هذه اللعبة القذرة سندفع ثمنها نحن ابناء العراق بعد ان رضي البعض منا ان يكون أداة رخيصة للاجنبي حكومات وأحزاب وأفراد .

ان ما يحدث في البصرة من انتفاضة عفوية حقيقية يمكن ان تستغل لتغيير مجرياتها وتصبح مخرجاتها مناقضة لمدخلاتها .. لقد كان الجميع يتساءل عن سبب عدم حرق القنصلية الامريكية كما حرقت القنصلية الايرانية لتكتسب الانتفاضة هويتها الوطنية ولاتكون ورقة بيد اي دولة كانت .

باختصار / اننا سمحنا لسفارات الدول الاجنبية ان تسرح وتمرح وتعبث في بلادنا منذ 2003 وليومنا هذ / وأصبح الذي يدخل سفارة اجنبية كأنه داخل الى حديقة او سوبرماركت للتبضع ..في حين كنّا نخشى حتى التقرب الى اي سائح اجنبي خوفا من تهمة التجسس .. واليوم فالذي يتردد صوب السفارات الاجنبية ذي شأن كبير ..اما الوطني الذي لا يرفع سوى اسم العراق بات منفيا وشرير .

اليوم../ لا احد يخجل من كلمة عميل..ولا احد يكترث لكلمة خائن..

وأمست الوطنية شتيمة لا يحبذها احد ..!ولهذا نرى البعض يتباهى بصداقته وعمالته لإيران ويعتبرها مصدر قوة له / وهي التي مزقت العراق بتاسيس وتفريخ الميلشيات .كما ان البعض يذهب مدعوا الى امريكا متحمسا ومفتخرا / وهي التي ذبحت العراق من الوريد الى الوريد.

ان كل ما يجري اليوم هو صراع ايراني / امريكي هو على حساب وحدتنا و مستقبلنا ولو كف زعماء الفتنة وسفراؤها من الاتصال بايران وبأمريكا ودول خليجية اخرى..لكان العراق بخير.

تركنا اهل البصرة ../ يجوعون ويعطشون .. ونطلب منهم الهدوء والتعقل .. تركنا شباب البصرة وهم المدمنون على البطالة والمخدرات الايرانية والفيسبوك الامريكي .. يلوذون بحسرة قاتلة وموت بطيء .. ثم ندعو لهم الصبر والسلوان / تركنا احزاب السلطة تقتسم خيرات البصرة وتتأسد على ابنائها .. ونسأل اين تذهب الأموال المخصصة لاعمار البصرة ..؟؟

والحالة هذه فان الفتنة سوف لن تنتهي عند / معركة الرئاسات الثلاث.. برئيس وزراء بميول ايرانية..ورئيس مجلس للنواب بميول امريكية.

انما للاسف ستنتهي بجولة مخيبة للآمال ( بعراق امريكي ) كان حلم العراقيين في زمن الحصار ..اما المعارضة العراقية الايرانية المسلحة فالاهوار التي تم تجفيفها بانتظارهم لاستنزاف العراق الامريكي الجديد ..ولا حول ولا قوة لوطن فقد سيادته وارادته وقراره الوطني .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *