سفير دولة أم سفيراً لدولتين ؟ ..

سفير دولة أم سفيراً لدولتين ؟ ..
آخر تحديث:

بقلم:حيدر صبي

المخاطبات بين الدول تتم وفق عرف دبلوماسي بسياقات بروتوكولية معروفة ، سواء كانت هناك ازمة نشبت فيما بينها أم من دونها ، فهي بمخاطباتها لابد وان تأخذ بنظر الاعتبار مبدأ سيادة الدولة وتأكيد الحفاظ على كرامة وعزة شعبها .. وفيما دققنا في البيان الذي اصدره وزير الخارجية العراقية السيد محمد علي الحكيم ، نجده ابتعد عن تلك المفاهيم وانه أخطأ خطأ بروتوكوليا فادحا أوقع نفسه فيه بدراية أو دون دراية !! ،

لاحظوا ما ذكر في البيان :

” … واضافت الخارجية، أن “الوزير محمد علي الحكيم وجه القنصل العامّ في مشهد باستجلاء تفاصيل الحادث، وإعداد مُذكّرة إلى وزارة الخارجيّة الإيرانيّة لاتخاذ الإجراءات القانونيّة اللازمة بحقّ المُعتدِي، كما قامت وزارة الخارجيّة العراقـيّة بالتنسيق مع سفارة جمهوريّة إيران لدى بغداد في هذا الشأن . . . .

طيب كيف يتسنى لسفير دولة ان (( يوجه مسؤولي دولة اخرى باستجلاء حقيقة تفاصيل الحدث )) ؟؟ ..

بينما كان الاحرى بالحكيم أن يقوم بكتابة بيان شجب واستنكار للحادثة داعيا تلك الدولة أن تحترم رعايا بقية الدول عندها ومن ثم دعوتهم لا ” ان توجههم ، فهو سفيرا لدولة العراق وليس سفيرا لايران ” في فتح تحقيق بالحادثة والوقوف على حيثياتها ليتسنى بعدها اتخاذ الاجراء القانوني بحق المعتدي من قبل تلك الدولة وفيما رغبت هي بذلك .. وهناك خطأ اخرا ذكر في البيان ، اذ كيف لسفارة دولة (( التنسيق )) بشأن حادثة اعتداء طالت مواطن أو مواطنة لدولة أخرى ، فهي ان كانت ذات سيادة عليها ان تبعث على سفير تلك الدولة وتسلمه مذكرة احتجاج بذلك وتلك مفاهيم دبلوماسية معروفة تنتهجها كافة الدول وحال حصول مثل هكذا تجاوزات ، لا أن تنسق معها ؟ . ولمفردة التنسيق تلك تضم بخباياها الكثير من الشكوك وتولد تساؤلات عدة من قبل الشارع العراقي ، ف الحكيم فيما يتضح رغب بعدم اغضاب ايران اثر توجيه خطاب شديد اللهجة لها وايضا ليرسل رسالة ان ايران هي الحليف والصديق ولايمكن لحادثة ” بسيطة ” كهذه ان تؤثر سلبا على ما يربط البلدين من علاقة حميمة ، وما قيمة وكرامة العراقية اتجاه قيمة وكرامة ايران الجارة والحفاظ على اسس الروابط المشتركة بين الجارين لتهتز ب (( باعتداء صدر من ضابط يقوم بتأدية واجبه بشكل أمثل وليس خسيسا معتديا طالت يداه المشلولة وجه عراقية فاضلة وكريمة )) ؟؟؟؟؟ ..

ما نتوخاه من الخارجية العراقية ان تدقق ببياناتها وان تختار مفردات البيان بعناية وبالشكل الذي لا تستفز معه مشاعر العراقيين والتهوين من سيادة بلدهم وانصاف مواطنيهم وحال وقوع ضرر عليهم من قبل اية دولة وليس ايران فحسب .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *