في انتظار ربيع الغناء العراقي

في انتظار ربيع الغناء العراقي
آخر تحديث:

 

حسين الاسدي ..عمان 2015

 

من الظواهر السلبية في المجتمع العراقي هي تردي الاغنية واستخدام المفردات البذيئة والمسيئة لعوائلنا واطفالنا .. وأن هذه الظاهرة السلبية لا يمكن السكوت عليها، والمسؤولية تقع على عاتق الاباء والامهات .. وعلى  الحكومة العراقية اتخاذ إجراءات فاعلة وسريعة لبناء انسان متحضر من كل النواحي فلا بد ان تبدء ببناء الانسان لكي تتمكن من بناء دولة متحضرة والمسؤولية الاكبر تقع على عاتق الاعلام المرئي والمسموع لانه المؤثر المباشر في حياة الفرد والمجتمع واكيد الاطفال الذين يكتسبون منه الضار والمفيد وعلى الشركات والقنوات التجارية المسؤوله عن غزو عقول اطفالنا وشبابنا من الجنسين لانها تقدم اعمالا مبتذلة من دون ضوابط . مايؤثر في النمو المعرفي والسلوكي لهم .  في استطلاع بسيط عملته منذ فترة حيث اتصلت باكثر من صديق متخصص في مجال الشعر والموسيقى والغناء  وببعض المشاهدين والمستمعين والمتذوقين وطرحت سؤالي  : من المسؤول عن تردي الاغنية العراقية ..؟ فكل واحد كان له رأي احدهم قال: المطرب هو المسؤول اما الاخر فقال :  الشاعر واخر قال :  الملحن واخر قال  : القنوات الفضائية والاذاعات هي المسؤولة عن ترويج الابتذال بهدف الكسب المادي  ورأي اخر قال المسؤولية تقع على النقابات والجمعيات المهنية كونها المعنية في هذا الشأن ويجب عليها اعادة وتفعيل قانون الرقابة على النصوص والالحان وتمنع اي اغنية تسيء للفرد والمجتمع وتفضح المسيء وتجعله ضمن قائمة الارهاب الفني …

كون الاغنية  جزء أصيل من التراث والثقافة وفي الماضي كانت الاغنية  تجسد القيم الاجتماعية وتتقيد إلى حد كبير بالأطر الأخلاقية، وكانت كلماتها مزيجاً من القصص والحكايات وقصائد العشق البريء. لكن هذا الفن انحرف فجأة عن مساره وهبط هبوطاً سريعاً إلى أسفل درك الفن بعد أن ركب موجته مرتزقة الفن؛ فلم تعد في الأغاني الشعبية قصة ولا حكاية وتحولت إلى صراخ وضجيج مع موسيقى صاخبة وكلمات هابطة لا تحتاج لشاعر، بل مجرد ترديد للكلمات السوقية التي تأتي على شكل موضات موسمية..

وبهذا الصدد يقول الكاتب والروائي المصري فؤاد نصر الدين : إن موجة الأغاني الهابطة ترتبط عادة بحالة التوتر الشعبي في السياسة والاقتصاد للبلاد، فحينما تشتد العلاقة بين الشعب والحكومة تنتشر النكات الساخرة والأغاني الخليعة، وقد عُلل ذلك بأن الناس عندما تمل الحياة السياسية أو الركود الاقتصادى فإنها تحاول نسيان وجعها ومشاكلها عبر النكات الخليعة والأغاني الهابطة.

إن الأغنية العراقية  اليوم في تراجع كبير، ولو بقي الحال على ما هو عليه من إسفاف واستخفاف بالتراث الموسيقي العربي، فإن هذا الفن سيندثر، وستبقى فقط الأهازيج الصاخبة والكلام المبتذل ففي السابق كان الفنان يفكر كيف يطرب الناس واليوم يفكر كيف يرقّص الناس.. في السابق تظل الأغنية وما يرافقها من موسيقى مئة سنة ولا تنتهي صلاحيتها، أما اليوم فهي خالية من المضمون وتنتهي بانتهاء وهجها الوقتي.. كما أن  الكثير من المطربين اليوم غير مثقفين وأصحاب فكر ضيق، ينظرون إلى المادة فقط، لا ثقافة لديهم ، فهذه الأسباب مجتمعة أدت إلى ما نحن عليه من تلوث لفظي، وإرهاق جمالي للذائقة الفنية العراقية الأصيلة.

الاغنية هي رسالة انسانية…ونحن بانتظار ربيع الغناء العراقي

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *