صراع الحرامية وخيانة المسؤولية

صراع الحرامية وخيانة المسؤولية
آخر تحديث:

بقلم:طارق الجبوري

تشهد جميع دول العالم حالات فساد متباينة ومختلفة بما فيها الدول المتقدمة ، غير ان ما يميزنا في العراق عن البقية ان الفاسد هنالك ومهما كان موقعه تجري محاسبته ومحاكمته وان الحزب الذي يترأسه هو اول من يبادر الى اعلان البراءة من هذا الفساد لانه يخشى خسارة ثقة الناخب وبالتالي فشله في الانتخابات .. اما عندنا في عراق ما بعد الاحتلال فننفرد بان الفاسد امن بل قد يكون يرلمانيا او وزيرا او مسؤولأ وهو يتمتع بحماية حزبه وعشيرته وخاشية من المنتفعين ولا يجرؤ احد على منعه من دخول الانتخابات او سحب يده من الوظيفة فهو فوق القانون ! .. نحن ومنذ ستة عشر عاما نعيش في دوامة صراع الحرامية من سياسيي الصدفة الذي لولاه لما عرفنا عدد ملفات الفساد التي يشيب لها الرأس وهكذا يادساتي تروننا كشعب نسكر وننتشي على تصريحات هذا النائب او ذاك المسؤول وهو يكشف المستور وبالارقام والقرائن والبراهين لكننا لم نر او نسمع عن محاكمة احد منهم .. ويكفي ان نعود بالذاكرة الى الوراء لنتوقف عند اخبار مهولة منها سرقة اكثر من 288 ترليون دينار عن مشاريع وهمية منذ 2003 الى 2014 وعن 89 ملف تمثل عقود مع شركات اجنبية لقطاع الكهرباء من 2010 الى 2012 وكلها لم تنجز وان فرق الاسعار بين القيمة الحقيقية وقيمة العقد الموقع لعقد واحد فقط تبلغ 61 مليون دولار او نتذكر تصريحات رئيس الوزراء في 2014 عن وجود 50 الف فضائي في اربع فرق عسكرية او عن ارقام المبالغ التي تصرف كرواتب ومخصصات ومنافع اجتماعية في الرئاسات الثلاث وموظقين فضائيين بالالف وعن بيع الدرجات الوظيفية بما يسمى بـ ( الدفاتر او الشدات ) وهو مصطلح يساوي 10 الاف دولار ناهيك عن توزيع قطع الاراضي وعقارات دولة باسعار رمزية لاهل الحظوة من سياسيي ما بعد الاحنلال وغير ذلك من الاخبار والمعلومات التي قدمت للادعاء العام والقضاء واسدل عليها الستار !!

نحن بلد يتميز عن غيره من البلدان بان حيتان الفساد يضحكون علينا علنا وجهارا وهم يلقون خطبهم الرنانة ويعلنون عن عن محاربتهم للفساد في نفس الوقت الذي يستبيحون فيه يوميا ابسط معاني الشرف ويخونون المسؤولية .. متميزون في ادعاء الديمقراطية والقضاء على الدكتاتورية ونشر الشفافية ونحن نعيش مأساة فساد يومية !! في دول العالم يحاسب الوزير لانه صرف بضعة دولارات مضطرا او من دون ان يدري او عين احد اقربائه في وظيفة مستغلا موقعه وعندنا نسمع عن سرقة مليارات الدولارات ونعلم بان الحصول عتلى وظيفة مستحيل من دون دفع المقسوم او قرابة برلماني او مسؤول اما التعيينات في الرئاسات الثلاث او وزارة الخارجية فانه من المحرمات ان لم تكن من ابناء واقارب واحد من السياسيين المتنفذين !! وفي كل ذلك فهم يسمعوننا نغمة مشخوطة بانهم متفضلون علينا بالسماح لنا بنقدهم ولعنهم في التظاهرات وكأن حتى التعبير عن رأينا صار منة !

اخيرا .. نحن الشعب المستكين المسكين نحمد الله اولا و نشكر جميع البرلمانيين والوزراء والمسؤولين فلولا صراعاتهم وخلافاتهم لما عرفنا شيء عما يجري في وطننا من ( بلاوي ) ولما عشنا زمن خيانة المسؤولية فلنمت من اجل عيون ادعياء الزهد والتقوى والديمقراطية !!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *