صراع حلبة تشكيل الحكومة القادمة بين واشنطن وطهران ماذا يستفيد المواطن منه

صراع حلبة تشكيل الحكومة القادمة بين واشنطن وطهران ماذا يستفيد المواطن منه
آخر تحديث:

بغداد/شبكة أخبار العراق- دخل الصراع على تشكيل الحكومة العراقية المقبلة بين واشنطن وطهران مرحلة جديدة، تتمثل في من يسبق الاخر في تكوين الكتلة الاكبر، وفي هذا السياق عقد المبعوث الأميركي للعراق، بريت ماكغورك، سلسلة لقاءات مع قيادات سنية وشيعية وكردية مختلفة، خلال الساعات الماضية، بالتزامن مع لقاءات واجتماعات لزعيم فيلق القدس، قاسم سليماني، في بغداد، وكشف التيار الصدري عن موقفه الرافض لهذه التحركات، مهددا بالنزول الى الشارع اذا شكلت الحكومة من قبل طهران وواشنطن، فيما يعاني العبادي من محاولات تفتيت تحالفه.وقال عضو تحالف سائرون، فاضل العبيدي، في تصريح صحفي، إن “الأميركيين والإيرانيين موجودون في بغداد منذ ليل الأربعاء الماضي، ويستعجلون حسم التحالفات”. 
وتابع “في النهاية، لن تكون هناك حكومة ما لم يتم التوافق بين الطرفين في الملف العراقي تحديداً، ولن يكون هناك منتصر بينهم على غرار حكومة 2014 الماضية، التي انتهت بحيدر العبادي، وهو من الشخصيات التي لم تكن مطروحة لتولي منصب وكيل وزير وليس رئيس الوزراء آنذاك”.واشار الى أن “الجهود الإيرانية الحالية تهدف إلى إعادة تشكيل البيت الشيعي مجدداً، وبالنسبة لـ”سائرون” حتى الآن قرارنا هو رفض عودة القوالب الطائفية السياسية مرة أخرى”، مضيفاً أن “خيار النزول للشارع من قبل الصدريين قائم في حال وجدنا أن إيران وأميركا هما من وضعتا الحكومة ورسمتا ملامحها وليس صناديق الاقتراع”.وقال إن “سليماني وصل إلى العراق وانضم إلى باقي أعضاء الوفد الإيراني، والسفارة الإيرانية باتت غرفة عمليات لتشكيل الحكومة المقبلة”، مبيّناً أن “الجهود خلال الساعات الماضية استهدفت كتلة النصر بزعامة حيدر العبادي، والهدف هو تفتيتها وسحب أكبر قدر ممكن من أعضائها إلى معسكر المالكي ـ العامري “. 
وعن كتلته، قال “نحن متماسكون مع الحزب الشيوعي العراقي. لكن بالنسبة لكتلة العبادي، لا أعتقد أنها ستصمد، وهناك معلومات عن أنها قد تنهار في أي وقت. وحزب الفضيلة وحركة عطاء بزعامة فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي، قد ينفصلان عن العبادي، ما سيحوّله إلى كتلة بسيطة تتراجع من المرتبة الثالثة إلى السابعة في أفضل الأحوال”.”
من جانبه، ذكر حاكم الزاملي، رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السابق والمقرب من مقتدى الصدر، أن “هناك انقسامات واضحة بين الكتل بشأن تشكيل الكتلة الكبرى، وحتى الآن هناك محوران رئيسيان هما محور (سائرون، والحكمة، والنصر)، ومحور (الفتح، ودولة القانون). وكلا المحورين يحاول أن يكون الكتلة الكبرى في سباق واضح لا يمكن إنكاره”.
وعلى الجهة المقابلة، أنهت أغلب القوى السنية العربية العراقية خلافاتها بالاتفاق على كتلة موحدة تقترب من الستين مقعداً، استثنت كتلاً عدة من المكون ذاته فضّلت البقاء مع قائمتي علاوي والعبادي، مثل “عابرون” بزعامة قاسم الفهداوي، أو “بيارق الخير” بزعامة خالد العبيدي، و”الجبهة الوطنية” بزعامة صالح المطلك.
ولا يختلف الحال في إقليم كردستان عن باقي مناطق البلاد، فالخلافات ما زالت مهيمنة على الكتل الكردية التي فشلت، لغاية الآن، في إعادة توحيد صفوفها للذهاب إلى بغداد بوفد واحد من أجل حسم التحالفات السياسية مع أحد المعسكرات هناك، أو حتى إعداد ورقة أو برنامج سياسي موحّد للأكراد. ففي الوقت الذي تسعى فيه بعض الأطراف إلى إعادة هيكلة التحالف الكردستاني من جديد، ترى أخرى أنّ ذلك بات أمراً مستحيلاً في ظل انقسام كبير داخل البيت الكردي.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *