لاخيار لكردستان العراق سوى تجميد نتائج الاستفتاء ومواصلة الحوار مع بغداد

لاخيار لكردستان العراق سوى تجميد نتائج الاستفتاء ومواصلة الحوار مع بغداد
آخر تحديث:

بغداد/ شبكة أخبار العراق-  بعد انتهاء  عملية الاستفتاء في 25/9/2017، فُتحت “أبواب الجحيم” على الكرد من جميع الجهات، وكان أولها “باب الحصار الاقتصادي” الذي تمسك بزمامه بغداد بمساعدة أنقرة وطهران.بعد غلق الصناديق بدأت المرحلة الاصعب تواجه سلطات ومواطني الاقليم بعد ان اعلنت بغداد وانقرة وطهران عن اجراءات عقابية تحاصر الاقليم جوا وبرا وتستهدف ثرواته.وبعد ان اعلنت مفوضية الانتخابات والاستفتاء في اقليم كردستان عن تمديد التصويت على الاستفتاء ساعة اضافية فقد تم اغلاق صناديق الاقتراع على الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي  فانها اشارت الى ان نسبة المشاركة في الاستفتاء قد لامست نسبة 78%. من عدد المواطنين الذين يحق لهم الاقتراع والبالغ عددهم حوالي 4 ملايين شخص.مجلس النواب اتخذ في نفس يوم الاستفتاء، اجراءات حاسمة ضد استفتاء اقليم كردستان تقضي بنشر قوات في المناطق المتنازع عليها والسيطرة على كركوك وحقولها النفطية وابلاغ الدول الاجنبية ضرورة سحب قنصلياتها من اربيل.ودعا القوات العسكرية بالعودة والانتشار بالمناطق التي كانت متواجدة فيها قبل دخول داعش الى العراق صيف عام 2014 ودخلتها القوات الكردية بعد تحريرها والسيطرة على المناطق المتنازع عليها ومن ضمنها كركوك وبسط الامن فيها.كما طالب المجلس، الحكومة باستدعاء السفراء والممثلين للدول التي لديها ممثليات لغرض معرفة موقفهم الصريح بخصوص الاستفتاء، وغلق المنافذ الحدودية التي تقع خارج السلطة الاتحادية واعتبار البضائع التي تدخل منها بضائع مهربة، واعادة الحقول الشمالية في كركوك والمناطق المتنازع عليها الى اشراف وسيطرة وزارة النفط الاتحادية.وكذلك منع اي سيطرة لاية قوة تابعة للاحزاب الكردية، ومنع جميع الشركات العاملة الان بالعمل والتنقيب في المناطق المختلطة والمتنازع عليها ومقاضاتها دوليا، ومنع تهريب النفط وعدم السماح بالتصدير إلا من خلال الحكومة الاتحادية، وإعادة النظر في جميع النفقات السيادية والحاكمة والرواتب والتقاعد للموظفين الاتحاديين الذين شاركوا في الاستفتاء.وغلق المنافذ الحدودية وتسليم ماطري اربيل والسليمانية للاشراف المركزي ،من جهته، شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما على الاستفتاء وشدد على أن هذا الاستفتاء يظل باطلا ولاغيا وغير قانوني بغض النظر عن نتائجه وحذر من أنه سيكون لهذا الاستفتاء عواقبه الاقتصادية والعسكرية.وقال إن معبر الخابور الحدودي مع العراق والذي يعد البوابة الرئيسية للمناطق الكردية على العالم مفتوح الآن في اتجاه حركة المرور القادمة إلى تركيا، ومن الممكن أن يتم إغلاقه كليا في المستقبل.واضاف إن تركيا قد توقف أيضا الصادرات النفطية الكردية وقال “سنرى لمن ستبيع حكومة إقليم كردستان نفطها تركيا هي التي تسيطر على الصمام” في إشارة إلى خط أنابيب كركوك-جيهان الذي يربط حقول النفط في شمال العراق بالموانئ النفطية في البحر المتوسط.ولوح أردوغان باستخدام القوة إذا لزم الأمر وقال “كما قمنا بتحرير جرابلس والراعي والباب من داعش في سوريا وإذا ما اقتضت الضرورة فإننا لن نتوانى عن اتخاذ نفس هذه الخطوات في العراق”، مضيفا “قد نتوجه إلى هناك بين عشية وضحايا دون سابق تحذير”.فيما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن أنقرة ستقوم بعملية عسكرية على الفور، حال تعرض أشقائنا التركمان في العراق لاعتداء فعلي.وأضاف خلال تصريحات لإحدى المحطات التلفزيونية التركية أن الجهة الأساسية التي ستتحاور معها بلاده، بدءا من اليوم هي الحكومة المركزية في بغداد، فيما يخص تداعيات استفتاء الإقليم الكردي على الانفصال عن العراق.كما أصدرت السلطات التركية قرارا يقضي بوقف بث ثلاث قنوات فضائية كردية على قمر (تركسات) وقالت مؤسسة التلفزيون والإذاعة التركية إنها قررت وقف بث قنوات “كوردستان 24″، “وار تي في”، و”رووداو” على القمر التركي. واشارت الى ان البرامج التي تبثها القنوات “تشكل خطرا على الامن القومي” في تركيا.ومؤسسة التلفزيون والإذاعة التركية هي جهة تديرها الحكومة للإشراف على البث والإعلام في تركيا، لاسيما قمر “تركسات” المملوك للدولة.أما ايران، فبعد أن أعلنت إغلاق مجالها الجوي مع الاقليم ومنع مرور الطائرات القادمة منه عبرها قال مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون العسكرية رحيم صفويـ ان الدول الاربع المحاذية للاقليم ستغلق حدودها معمع الاقليم.واشار صفوي الى انه في حال انتهى الاستفتاء بنتيجة تؤيد انفصال الإقليم فإن ذلك سيؤدي إلى حالة نزاع داخل العراق ولن يقبل البرلمان العراقي ولا الحكومة المركزية ولا حتى قواته العسكرية هذه النتيجة، واصفاً ما يجري بأنه مخطط اميركي اسرائيلي جديد لن تنتهي نتيجته لصالح الكرد.من جانبه، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، عملية الاستفتاء في الإقليم بأنها خطوة خاطئة ستؤدي إلى “إثارة البلبلة في المنطقة”.واوضح ان السلطات في اربيل قد استدعت القنصل الإيراني هناك لإبلاغه احتجاجهم على الخطوات الإيراني نافيا أن تكون القوات المسلحة الإيرانية قد قصفت أيّاً من المواقع داخل حدود كردستان.وازاء ذلك يتوقع مراقبون سياسيون ان يواجه اقليم كردستان فترة عصيبة سياسيا واقتصاديا وامنيا تضاف الى المشكلات الداخلية التي يعانيها منذ عامين وبالشكل الذي سيشل حركة سلطاته خارجيا وداخليا ويضعها امام خيارات صعبة جدا قد لا تصب في النهاية لصالح الهدف الذي اجري من اجله الاستفتاء وليتبدد حلم كردي آخر باقامة دولة مستقلة في شمال العراق.وتوجه كرد العراق إلى صناديق الاقتراع الاثنين 25/9/2017، وصوتوا في استفتاء على انفصال إقليم كردستان في خطوة يأملون ان تنتهي بهم الى تشكيل دولة مستقلة عن العراق، بالرغم من رفض بغداد والدول الإقليمية والمجتمع الدولي فضلا عن أطراف كردية تحسبت للمخاطر المترتبة جراء هذه الخطوة.فيما عدّ مسؤولون أمريكيون سابقون وخبراء، الاربعاء، إن استفتاء كردستان ضربة لواشنطن،كما اشاروا الى فشل المساعي الدبلوماسية التي حاولت اقناع الزعماء الاكراد لالغائه.وأضافوا أن المساعي الدبلوماسية فشلت في إقناع الزعماء الأكراد، وهم من أوثق حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بإلغاء الاستفتاء، فيما يعتبر دليلا جديدا على ما يبدو تراجع القوة الأمريكية.وقال جيمس جيفري، وهو سفير أمريكي سابق لدى العراق ويعمل حاليا باحثا في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في حديث صحفي له اليوم: “هذه انتكاسة كبرى…إنها تحرمنا من القول إن الولايات المتحدة وحدها هي من تستطيع إبقاء العراق موحدا”.وأضاف مسؤول أمريكي آخر، “لا نزال نأمل في جمع الأطراف على طاولة المحادثات، خلال هذه المرحلة بدلا من القيام بشيء ينطوي على تغيير جذري للأمور”، فيما أشار مسؤول آخر إلى وجود خطر كبير يهدد الولايات المتحدة الأمريكية بدرجة كبرى.ويهدد الاستفتاء، الذي يمنح الزعماء الأكراد تفويضا للتفاوض على استقلال إقليمهم البالغ عدد سكانه 8.3 مليون نسمة، بإشعال فتيل مزيد من الصراعات.والخطر الأكبر هو الصراع على مدينة كركوك الغنية بالنفط وغيرها من المناطق متعددة الأعراق، التي يسيطر عليها الأكراد، إذ يضع القوات العراقية والفصائل المساندة لها في مواجهة قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان.وفي السياق نفسه ،كشفت صحيفة تركية مقربة من الرئيس رجب طيب أردوغان، الاربعاء 27/9/2017،عن حصول رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود البارزاني على دعم أميركي كامل “خلف الابواب الموصدة” للمضي بإجراء الاستفتاء.وقالت صحيفة “يني شفق” في تقرير لها ، إنه “خلال الأسابيع الثلاثة الماضية التقى البارزاني عدة مسؤولين رفيعي المستوى من دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وحصل خلال المباحثات التي جرت خلف الأبواب الموصدة على الدعم الكامل من القوى الخارجية لتأسيس كردستان المتحدة”.وأضافت الصحيفة، أن “البارزاني لم يتوان عن إصراره على إجراء الاستفتاء بالرغم من جميع التحذيرات والضغوطات”، مشيرة إلى أن “إسرائيل وداعميها الغربيين خريطة الطريق التي سيتعقبها بارزاني عقب الاستفتاء بالنسبة لكردستان المستقلة”. من جانبه قال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، الثلاثاء 26/9/2017، إن الدستور العراقي سمح بإجراء الاستفتاء، مؤكدا للمجتمع الدولي استعداد أربيل للحوار المشترك مع بغداد”.وأوضح بارزاني في أول كلمة له بعد الاستفتاء، مساء امس الثلاثاء، ان “شعب كردستان قرر إرسال رسالة واضحة لحكومة بغداد ودول الجوار من خلال الاستفتاء، وتابع أن “الطريق امامنا لا تزال صعبة، لكن إرادتنا لن تنكسر أبدا”، بحسب تعبيره. ودعا بارزاني رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إلى عدم غلق باب الحوار، لانه السبيل الوحيد لحل المشاكل، مشيرا إلى ان “الخلافات السياسية يجب أن لا تؤثر على مكونات الشعب”.وأضاف أنه “يجب العمل معا على حل المشاكل عبر الحوار وليس بلغة التهديد، وندعو حكومة بغداد للتوقف عن تهديد الكرد بسبب الاستفتاء”.وأشار إلى ان “النظام الفيدرالي هو الأمثل للدولة الجديدة، وإقليم كردستان دخل مرحلة جديدة بعد الاستفتاء”.ويبقى السؤال الاهم:هل تصمد كردستان العراق امام الضغوط  المحلية والاقليمية والدولية وتجميد نتائج الاستفتاء والعودة الى طاولة المفاوضات مع بغداد لحل المشاكل العالقة بين الطرفين،الايام القادمة تجيب على ذلك.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *