لا يحتاج المواطن الى نائب ..

لا يحتاج المواطن الى نائب ..
آخر تحديث:

  طالب سعدون 

هناك من المفكرين السياسيين في العالم  من يرى أن ( الديمقراطية التشاركية ) ستكون بديلا عن ( الديمقراطية النيابية ) التي سيتجاوزها الزمن بفعل التطور التكنلوجي ، وثورة الاتصالات والمعلومات الهائلة ، ويمكنها أن تضمن وصول رأي المواطن مباشرة الى أصحاب القراروبالعكس ، والتفاعل والمشاركة في صنع القرار بعد أن صادرت ( النخبة )  دوره لحسابها ….

فهل فشلت ( الديمقراطية النيابية ) في العالم فعلا في نقل أراء ومطالب الجماهير بصدق  ومن ثم تحقيقها ، لكي تظهر دعوات  الى ديمقراطية  اخرى تقوم على الاتصال المباشر بالمواطن ، وليس عن طريق ( النيابة ).؟….ولماذا فشلت  ؟.. وما هو أساس هذه  الدعوات..؟..

يرى بعض المفكرين أن الديمقراطية النيابية اذا كانت تمثل مرحلة مهمة من التطورفي عصرها ، لكنها أفرزت بمرورالزمن طبقة من الصفوة على حساب الطبقات الدنيا التي تزداد معاناتها بينما تزداد هذه النخبة رفاهية ، ولم  تعد لها  تلك الضرورة بسبب  ثورة المعلومات والتكنلوجيا التي أتاحت لعموم المواطنين فرصة التواصل المباشر مع  السلطة ، او الحكومة بدل الوسيط ( النائب ) ، او ( الحزب ) ، وتوصيل ما يريدون  اليها مباشرة ،  او من خلال منظمات المجتمع المدني  ، وتوسيع اللامركزية ، وتعزيز السلطات المحلية ، وبامكانها أن تصل الى  كل البلاد والاحياء والمناطق  والقرى ، والى أبعد نقطة مباشرة ، وفي الوقت نفسه توصيل مقترحاتهم  حول  صدور القوانين او تعديلها ، وتحسين مستوى المعيشة ، وتعزز العلاقة بين المؤسسات والمواطنين ، وايجاد الحلول للمشاكل والمعوقات ، أو عن طريق الاستفتاءات عندما يتطلب الأمر ذلك خلاف الحال عندما يكون   التواصل من خلال ( التوكيل ) وانتداب المواطن  من يقوم بمهمته نيابة عنه .. وهذا ما لم يتوفر للمواطن في المراحل السابقة …. العالم في تطور ..  وعجلة التقدم  اليوم تدور بسرعة خارقة لا يمكن أن تقاس  بسرعة العجلة التي اخترعها العراقيون في عهد السومريين  ..والعالم في تغير …ولكل مرحلة أدواتها في الحياة والحكم والتعبير وتمثيل الشعب وعمل المؤسسات ..

فثورة المعلومات والاتصالات وتقارب المسافات   ستفرز ما يناسبها من الوسائل الديمقراطية لتجعل من المواطن ممثل نفسه دون وسيط ،  ويشارك مباشرة في صنع القرارالذي يهمه وتوصيل رأيه ، بدلا من أن ينوب عنه أحد ….وبالتالي  جعلت المواطن ليس  مجرد رقم في سجل الانتخابات ، أو صوت في حسابات الاحزاب التي تتصارع على السلطة ، بل هو اللاعب الاساسي في العملية السياسية  … فهو  ألاعرف بنفسه ،  والاقدر على تقدير ما يحتاج ، والأحرص على مصلحته… وهو مصدر السلطات .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *