لماذا اصبح العراقي يعيش في دولة بلا وطن فخرج يقول: (اريد وطن)؟

لماذا اصبح العراقي يعيش في دولة بلا وطن فخرج يقول: (اريد وطن)؟
آخر تحديث:

 بقلم: سامي آل سيد عكلة الموسوي

العراق ما بعد عام ٢٠٠٣ اصبح ليس دولة فاشلة فحسب بل فقد جميع مقومات الدولة وحولته عصابات الأحزاب التي باركها الاحتلال الأمريكي الى بلد عصابات كانت اغلبها تقاتل الجيش العراقي مع العدو الفارسي خلال حرب المقبور خميني ضد العراق. فقد كان العديد من قادة الكتل وأعضاء الأحزاب القادمة من ايران تقاتل مع حرس خميني ضد العراق من أمثال هادي العامري وجبر باقري صولاغي ومحمد باقر الحكيم الاصفهاني واخوه عبد العزيز الحكيم وأبو مهدي المهندس و فالح الفياض وعادل عبد المهدي الذين ينتمون لفيلق بدر والمجلس الإسلامي الأعلى ثم تعددت بعد عام ٢٠٠٣ المجموعات المسلحة التي دربتها ومولتها ايران من اجل اسقاط الدولة العراقية وتشتيتها واضعافها بحيث تصبح مجرد مكب نفايات لإيران ومجرد عصابات تدافع عن ايران وللأسف الشديد بإدارة ضابط فارسي مخنث هو قاسم سليماني الخبيث الذي يتبع مباشرة لولي الفقيه الفارسي. ولقد بقيت تلك العصابات على ولائها الشديد للفرس بل ولم تقدم ندمها على قتال الجيش العراقي وبقيت تفتخر بذلك بعدة مناسبات. ومن تلك المناسبات ما أكده رئيس تحالف الفتح والامين العام لمنظمة بدر هادي العامري في 16/4/2019 في حديث امام مجموعه من أعضاء منظمته داخل مقرهم حيث قال: ” لقد قاتلت الجيش العراقي في حرب الثمانينات، وقتلت الكثير من الجنود والضباط على يدي بما فيهم الذين وقعوا في الاسر ورفضوا الانصياع لمطالب الثورة الاسلامية، واضاف ” اني عقائدي الارتباط وسأنفذ ما يطلبه مني الامام خامئني حتى اذا تطلب الامر اسقاط العاصمة بغداد خدمة لمشروع الثورة الاسلامية”.

هكذا هؤلاء جميعهم ولا ننسى كيف كان محمد باقر الحكيم وهادي العامري وجبر باقري صولاغي وغيرهم كيف كانوا يعذبون الاسرى العراقيين ويستخدمون معهم كلمات نابية يخجل الانسان من ذكرها بحيث انهم اجبروا العديد من الاسرى على اعلان توبتهم واسموهم (التوابين) وذلك بالتعذيب الجسدي والنفسي وغسل الدماغ. وكانوا هم انفسهم أي بدر ومجلس محمد باقر الحكيم مجرد أدوات بيد الفرس فقد استخدموهم في بداية الحرب مع العراق لحفر الخنادق للجنود الإيرانيين ثم استخدموهم لقتال مجاهدي خلق أي انهم كانوا بيادق رخيصة وذليلة بيد الفرس. وهذه هي نفس الأسباب التي دعت هؤلاء ان يكونوا ضد العراق خلال تنصيبهم في الحكم من قبل الامريكان فهم تعودوا الذل والهوان وفقدان الشعور بالوطنية تماما لانهم انعقدت نفوسهم المريضة على تقبل تلك الحقارة والدناءة بالعمالة للفرس. وقول مثل قول العامري أعلاه لو كان في دولة أخرى لجعل من الحكومة وبرلمانها الذي هو فيه تنهار مرة واحدة لان هذه خيانة ولكن هذا خير مثال على كيفية إدارة الدولة العراقية بعد ٢٠٠٣عام وكيف ان الفرس تريد (طيحان حظ هذه الدولة).

رى لجعل من الحكومة وبرلمانها الذي هو فيه تنهار مرة واحدة لان هذه خيانة ولكن هذا خير مثال على كيفية إدارة الدولة العراقية بعد ٢٠٠٣عام وكيف ان الفرس تريد (طيحان حظ هذه الدولة).

وفيما يتعلق بالأسرى العراقيين كانوا يتعرضون من قبل هؤلاء المرتزقة مثل الحكيم وقادة بدر الى سباب فاحش لا يتماشى مع المعاهدات الدولية للتعامل مع الاسرى ويخالف تعاليم الدين الإسلامي بكل مذاهبه علاوة على فحشه المخجل الذي لايستطيع الانسان ان يكتبه بمقال كهذا. وقد اشتهر عن المقبور محمد باقر الحكيم بكلامه الفاحش للأسرى العراقيين وهناك فديوات توثق ذلك. ومن هذه الفيديوهات التي تظهر قتل الفرس ومرتزقتهم من عناصر الحكيم والعامري وغيرهم للأسرى العراقيين بأبشع الصور التي لا يقبلها دين او ضمير او مواثيق دولية الفديو التالي.

ولقد اعدمت ايران بعد معركة (البسيتين) ثلاثة الاف اسير عراقي حيث قاتل فيها اللواء المدرع 26 من الفرقة الآلية الخامسة في الجيش العراقي. وبعد ان أسرت القوات الإيرانية أكثر من ٣٠٠٠ أسير عراقي بعد الالتفاف عليهم قامت القوات الإيرانية بعد هذه المعركة بحملة تعذيب وقتل لأغلب الأسرى الذي أسروا في معركة البسيتين، وقتلتهم بطرق وحشية مثل ربطهم بالسلاسل بين المركبات وتقطيع أوصالهم. وقد شارك في هذه المذبحة الجناح العسكري لمنظمة فيلق بدر ويقودها قائد منظمة بدر سيىء الصيت، هادي العامري. حيث كان يوم الشهيد هو يوم الأول من ديسمبر فحولته هذه العصابات الحاكمة ليوم ٩ نيسان الذي احتلت به أمريكا العراق. وفي الفديو ادناه يظهر الذليل العميل هادي العامري يقاتل العراق الى جنب الفرس.

اذن وعلى شاكلة العامري والحكيم والفياض وعبد المهدي والمالكي وأبو مهدي المهندس وصولاغي وعمار الحكيم والحلبوسي والنجيفي وسليم الجبوري وحيدر العبادي واياد علاوي وباقي الكتل والأحزاب تم تفكيك المجتمع العراقي على أسس طائفية وعرقية ومذهبية بمخططات تعقد في قم وطهران وتنفذ في بغداد والنجف وباقي محافظات العراق. لهذه الأسباب تم تدمير البنى التحتية مثل الصناعة والزراعة والكهرباء والتعليم والصحة والماء بحيث لم يسلم مرفق او شيء في العراق من المخططات الفارسية البغيضة منذ عام ٢٠٠٣. وتم تدمير العراق واصبح العراقي يشعر بمضاضة انه لا يعيش في وطن بل في (ضيعة) تابعة لإيران بشكل مذل ومخجل ومعيب. هذه الضيعة التابعة أصبح أهلها يشعرون بالعار والذل وخاصة الشباب الذين انفتحت لهم الافاق لكي يروا باقي العالم كيف يعيش؟ هؤلاء الشباب اصبحوا يعيشون في بلد ولكن ليس لديهم وطن. اصبح الوطن مرتهن ذليل مفقود يدار بواسطة عملاء وعلى المكشوف. ولم يتحرك احد لوضع الحل وانهاء التبعية للفرس بل تفاقم الوضع وصارت المناصب والوزارات وغيرها تباع وتشترى ولاتتتم الا بموافقة قاسم سليماني الذي قاتل جنبا الى جنب مع هادي العامري الجيش العراقي اثناء أعوام الحرب الثمانية. ولم تكن المرجعية الدينية ذات قوة بل دارت حولها الشكوك بانها أصبحت تثري على حساب الشعب وايدت تلك الأحزاب في البداية الى ان انتفض الشعب واثير ما اثير حول تدخل محمد رضا ابن السيستاني بالتعاون مع سليماني والإيرانيين علما بان السيستاني إيراني الأصل. وحتى لحد هذه الأيام لم ينفك الفرس يصرحون بانهم يثقون بان السيستاني قادر على حل الازمة فماذا يعني ذلك؟! ولقد ذكرنا سابقا ان البرلمان هو أساس الفساد ورغم ذلك فان السيستاني لايزال يعتبر ذلك لبرلمان شرعيا رغم مطالبة الشعب بحله وفقدان شرعيته واحتوائه على الفاسدين كلهم والطائفين جلهم والأحزاب التي انبثقت منها الحكومة والعملاء الخونة.

انها الطامة الكبرى والمأساة والفجيعة والعار والتخلف والذل الذي ما بعده ذل وعار ان يقوم جنرال اشترك بقتال العراقيين وقتلهم يصبح هو الذي يدير شؤونهم ويعين ويتدخل حتى بوظيفة رئيس الدولة ورئيس الوزراء وهلم جرى. الشباب الجديد والذي تطلع الى ما يدور حوله شاهد ان في هذه الكرة الأرضية لا توجد دولة مثل العراق وتأكدت له يوما بعد يوم انه يعيش بدون وطن تقتله البطالة ويدمره الفقر وتسرق الأحزاب العميلة ثروته. المشاكل العديدة وعدم الخجل والاستهتار والدونية والنذالة والعمالة ان هذه الأحزاب ليس عميلة ومدمرة للبلد فقط بل مستهترة الى ابعد الحدود بحيث تقوم بالعمالة في يد وبالسرقات وعدم الاهتمام والاستهتار في يد أخرى. استهترت بالشعب بشكل لايطاق ولايفهم ولن يقبل به انسان. اصبحنا لانستطيع حصر الفساد والسرقات والسراق والعمالة بين دفتي مجلدات لان ذلك يفوق المجلدات. وعلى هذا الأساس فقد الوطن وصار مكب نفايات بيد الفرس واصبح تملق الحكام للفرس على المكشوف لدرجة تقبيل ايدي الفرس ولربما احذيتهم. حتى سفيرهم سيء الصيت الذي أيضا كان جنرالا في حرس خميني اثناء حرب العراق وشارك في قتل العراقيين ولهذا استهتر بالوقوف للشهيد العراقي ورفض ذلك وخرج والجميع شاهد ذلك ورفضه الا العملاء اخذوا يتلمسون له الاعذار ولايزال هو في المنطقة الغبراء. ضاع الوطن وفقد الوطن وتدمر الوطن وتمزق الوطن واستهتر هؤلاء بالوطن وهم يحكمونه (أي وطن يحكمه عملاء). هذا هو سبب الثورة ثورة شباب الالفية لانهم جيل تفتحت عيونه على وطن مسلوب وطن غير موجود وطن مفقود وطن تم بيعه بثمن بخس للفرس. فوق هذا وذاك ماذا عمل فيه الفرس؟ جاشوا فيه استهتارا واذاقوه جرع الذل والهوان واهانوا جيشه ومقدراته وزرعوا فيه عصابات ما انزل الله بها من سلطان وصاروا يتحكمون فيه بشكل يثير المرض والاشمئزاز والقيء والعار. ولقد بنوا من اجل ذلك ميليشيات واشتروا بثمن بخس كما اظهرته الوثائق الأخيرة عمائم ومرتزقة من الكتاب وغيرهم. فضاع الشعب وتفاقمت الأحوال وانتشرت البطالة وادخل الفرس الى البلاد المخدرات والدعارة وانتشرت حالات الانتحار بين صفوف الشباب واصبحوا فاقدي الامل من ان يجدوا وضيفة لان التنمية صارت دون الصفر والوظائف تعطى حسب المحسوبية والأحزاب. واصبح العراق الغني بثرواته يصنف ضمن افسد الدول وافقرها ومدنه للعيش تصنف من أسوأ المدن وجواز دولته صار في الحضيض. ورغم ذلك بقيت ذات الوجوه العميلة المقرفة المشؤومة تحكم بطرق همجية تتقاتل مع بعضها لتقاسم (الجيفة) التي اعتبروها كعكة. نفس الوجوه الكالحة تسيدت في البرلمان والسلطة والإدارات والمطارات فعم الفساد في كل مكان واصبح التسابق على العمالة شطارة يتنافسون عليها في طهران وبيروت وسوريا وبغداد وغيرها. وهكذا انتهى العراق فاصبح اسم بلا وطن ودولة بلا سيادة وحكومة بلاشرف ولاضمير. انفقد الامن وادخل داعش من قبل الفرس للأسباب المعروفة وقتل الشباب في سبايكر بالالاف فتم اهمالها وتم اركان ملفاتها على الرفوف كغيرها من ملفات الفساد بل وبدل محاكمة نوري المالكي في ذلك تم تنصيبه نائب رئيس وسوف نعرف فيما بعد لماذا أعطاه قاسم سليماني ذلك المنصب وذلك لضلوعه بإدخال داعش لكي تكون ذريعة تدخل فيها ايران بقوة للعراق بحيث اصبح هادي العامري يعير العراقيين بان الفرس هم من حرروهم من داعش! فيا له من نذل قبيح. هكذا اصبح الشباب يعيشون في عراق الضيعة الفارسية وانفقد منهم الوطن فخرجوا يقولون (نريد وطن). هل فهمتم أيها الامعات ذلك ام لم تفهموه؟ انتم سبب فقدان الوطن وعليه فان ارجاع الوطن بحاجة الى قلعكم جميعا من البرلمان الى الأحزاب وصولا الى اصغر موظف يعمل بالفساد.

علي الشباب الثائر ان لا يبيع ثورته بثمن بخس لان دم الشهداء والجرحى لايباع بثمن وارواح الشهداء تراقبكم وتعيش معكم وهي لن تهدأ ولاتستريح الا بقلع جميع الأحزاب والكتل وبرلمانها ومحاسبتهم على الفساد والقتل وفوق هذا وذاك محاسبتهم على العمالة للفرس ولماذا باعوا الوطن فاصبح العراقي بلا وطن!

والدماء التي يجب ان يحاسبوا عليها هي ليست التي سالت في العراق اليوم بل منذ عام ٢٠٠٣.

النصر لشباب العراق الذين اصبح كل واحد منهم الف (جيفارا) والذين اصبحوا امثلة للثائرين المتحضرين نساءا ورجالا واليوم نستطيع ان نموت براحة بال لان في العراق شباب سوف لن يضيعوه ولن يساوموا عليه بعد ان كدنا نفقد الامل ولكن تأريخ العراق يقول غير ذلك فالذين أعطوا الحضارة واسسوا أسسها كلها قبل الالاف السنين وعلموا حتى بلاد فارس كيف تكتب سوف لن يموتوا ولن ينطفيء نبراس علمهم وحضارتهم وزهوها ما دام فيها شباب مثل شهداء العراق يتحدون الموت بصدورهم العارية ويعلمون الناس في الأرض كلها كيف تكتب الشعوب اسطورة تحررها من الطغاة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *