ماذا ننتظر من جيش قائم على الميليشياوية ؟ بقلم الدكتور احمد العامري

ماذا ننتظر من جيش قائم على الميليشياوية ؟  بقلم الدكتور احمد العامري
آخر تحديث:

 ذهلت وانا اتابع اللقطات التي بثتها عدد من القنوات الفضائية عن الحركات الرعناء التي قام بها بعض افراد من الجيش العراقي من الوحدة المرابطة حول مدينة الفلوجة تجاه المتظاهرين والتي ادت الى استشهاد سبعة منهم وجرح حوالي 60 اخرين ادركت للوهلة الاولى ان هولاء لايمتون  بأي صلة الى مباديء وقيم الجندية العراقية الاصيلة التي طبعت تصرفات الجيش العراقي على متداد عشرات العقود من الزمن وانما هم ضمن تشكيلات عديمة الطعم واللون والرائحة التي اوجدها نوري المالكي رئيس الوزراء بهدف ضمان كرسيه وحمايته وحزبه من الشعب العراقي الذي ذاق الامرين من خلال السنوات الست العجاف التي تولى فيها المالكي في غفلة من الزمن للحكم في العراق. لقد كان الجيش العراقي صاحب رجولة قل نظيرها ولم نسمع يوما اطلاقه للرصاص على صدور ابناء الشعب الذي كان يشكل سورا لحمايتهم والدفاع عن ارواحهم وممتلكاتهم ومدافعا امينا عن امن واستقرار البلاد حتى اصبح مضربا للامثال للقاصي والداني. انني اجزم بأن هولاء الجنود الذين قاموا باطلاق النار وتصويب بنادقهم تجاه صدور المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بحقوق لهم اغتصبها المالكي وحزبه وائتلافه انما هم من المليشيات التي تم دمجها في الجيش العراقي قبل عدة سنوات وهم من الاحزاب التي تسيطر على الساحة السياسية بالعراق حاليا وقد سبق وان انطلقت اصوات من بعض الشرفاء للتحذير من هذه الخطوة التي ستحول الجيش العراقي الى اداة قمع بيد الحكومة ضد الشعب وليس اداة لكبح المظلومية وتحقيق الانصاف. لقد حول نوري المالكي وبدفع من نصائح ايرانية الجيش العراقي الى معقل للطائفية ومعادة المكونات الاخرى من الشعب العراقي التي ميزت ومازالت العراق على امتداد الاف السنين بكونه فسيفساء قومي ومذهبي ولكن الايرانيون  نصحوا حليفهم المالكي  بالعمل وبكل ما اوتي من قوة على القضاء على هذه المكونات من اجل حصر العراق في مكون واحد ومذهب واحد حتى وان تم استخدام القوة المفرطة وسيل انهار من الدم كما يجري حاليا. فقد مارس نوري المالكي بالتعاون مع فيلق القدس الايراني وجنراله قاسم سليماني سياسة الارض المحروقة تجاه المكونات الاخرى للشعب العراقي من خلال زج الاف منهم في المعتقلات السرية والعلنية واغتصاب النساء من اجل اخراج جيل جبان يشعر بالنقص ويسمح بالرذيلة بجانب تغيير كل ما عرف عن مباديء الشرف والرجولة التي يتحلى بها الجندي والضابط من خلال السماح للفاشلين وقطاع الطرق والحرامية بالدخول الى صفوف الجيش والشرطة لكونهم من ابناء مذهب معين وكونهم من مليشيا هذا الحزب او ذاك. ان الطريقة التي  اظهرتها عدسات القنوات الفضائية تعكس كأن هولاء الجنود انما يتصيدون الحمام وليس اناس ابرياء لاحول لهم ولا قوة وانهم يتعمدون اطلاق الرصاص لمجرد استفزاز من اطلاق حجارة او التلويح باليد بينما في دول  اخرى ومنها الاردن على سبيل المثال يتعرض افراد من الشرطة والدرك الى الضرب وتسيل منهم الدماء من دون ان يرفعوا حتى العصا التي بحوزتهم تجاه الفاعلين. ان الشيء الذي بات ثابتا ان ماموجود من جيش في العراق انما هو جيش للمالكي وحزبه وليس له علاقة ابدا بمباديء وقيم الجندية التي عرفناها والتي كنا نحتفل بها في كل سادس من كانون الثاني من كل عام وان على العراقيين ان ينتظروا المزيد من القتل على يد افراد هذا الجيش الميليشياوي ذات التدريب والافكار والقيم الايرانية المعادية للعرب والعروبة.

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *